arabic.china.org.cn | 11. 12. 2018 |
ذكاء الإصلاح والانفتاح الصيني في العصر الجديد
11 ديسمبر 2018 /شبكة الصين/ الإصلاح والانفتاح استكشاف مستقل لطريق بناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، أنجزه الشعب الصيني تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، كما أنهما الثورة الذاتية والإكمال الذاتي والتنمية الذاتية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، ويحملان أهمية تاريخية وواقعية كبيرة لبناء وتطوير الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتحقيق الحلم الصيني لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية.
منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني في عام 2012، تبنت الصين رؤية أوسع لإصلاحها وانفتاحها وتجاوزت مجرد تحسين الإنتاجية الوطنية، وتتمسك بمشاطرة خبراتها ومصالحها التنموية مع دول العالم على أساس مبدأ المنفعة المتبادلة والفوز المشترك، ما يجعل الصين، بصفتها دولة نجحت في التنمية، تشارك في الحوكمة العالمية والازدهار الاقتصادي بحماسة أكبر، وتضطلع بمسؤولياتها الدولية.
وقد أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى أن العلاقة بين الصين والعالم تشهد تغيرات عميقة. الصين حاليا أكثر ارتباطا وتفاعلا مع المجتمع الدولي من أي وقت مضى، كما أن اعتماد الصين على العالم وتأثيرها فيه يشهد ازديادا مستمرا. بالمقابل أصبح العالم أكثر اعتمادا وممارسة تأثير أكبر على الصين.
منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني في عام 2012، أكد الرئيس شي في مناسبات عديدة على مفهوم "المنفعة المتبادلة والفوز المشترك والتعاون المربح للجميع والمصير المشترك" في التنمية، ويدفع تنفيذ الإجراءات والبرامج العديدة، بما في ذلك مبادرة "الحزام والطريق" وبناء مناطق التجارة الحرة وفتح تجارة الخدمات على نطاق أوسع، كل هذه الأعمال لم تحقق بالفعل نتائج ملحوظة فقط، وإنما وفرت وطورت نظرية الاصلاح والانفتاح للاشتراكية الصينية أيضا.
ثمار بناء "الحزام والطريق"
مبادرة "الحزام والطريق" خطوة هامة ونموذجية للإصلاح والانفتاح في العصر الجديد، كما أنها مشروع يجسد التزام الصين بتنمية مشتركة مربحة للجميع. في سبتمبر وأكتوبر 2013، طرح الرئيس شي جين بينغ خلال جولته في وسط آسيا ورابطة دول آسيان مبادرة "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" و"طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين"، لتصبح منصة تعاون جديدة بها تقوم الصين بتعزيز التنمية والانفتاح على الخارج في العصر الجديد، وقد حققت المبادرة ثمار متعددة خلال السنوات الخمس الماضية.
تلبي هذه المبادرة احتياجات البلدان على طول "الحزام والطريق" لتحقيق نمو أسرع ومعيشة أفضل لشعوبها. إن مفهوم التنمية المشتركة المربحة للجميع، الذي تدعو إليه هذه المبادرة، يتفق مع تطلعات التنمية للدول والمناطق في جميع أنحاء العالم، مما يشكل علاقات تواصل وتبادل مترابطة فيما بينها بشكل متزايد.
على مدى السنوات الخمس الماضية، عززت مبادرة "الحزام والطريق" التجارة الخارجية بشكل كبير بين الدول على طول "الحزام والطريق". في عام 2017، ارتفعت واردات الصين وصادراتها مع البلدان على طول "الحزام والطريق" بنسبة 4ر13% مقارنة مع عام 2016، حيث بلغت 32ر1440 مليار دولار أمريكي، ولأول مرة خلال السنوات الخمس الماضية، تجاوز معدل النمو السنوي لواردات الصين من هذه البلدان صادراتها إليها بنسبة 3ر11%. ووصل حجم تبادل التجارة السلعية بين الصين وهذه البلدان إلى خمسة تريليونات دولار أمريكي. كل ذلك يعزز بشكل فعال الصادرات والتنمية الاقتصادية لبلدان "الحزام والطريق".
حجم واردات وصادرات الصين مع بلدان "الحزام والطريق" ومعدل النمو السنوي من عام 2013 إلى 2017
نسبة حجم تجارة الصين مع بلدان "الحزام والطريق" في الحجم الإجمالي للتجارة الخارجية الصينية من عام 2013 إلى 2017
بناء البنية التحتية عامل رئيسي في نجاح مبادرة "الحزام والطريق"، ويجسد المبدأ الصيني للمنفعة المتبادلة والفوز المشترك والتنمية المشتركة. منذ تطبيق هذه المبادرة، يشهد النقل البري والبحري وعبر أنابيب النفط والغاز وشبكات الاتصالات المعلوماتية تحسنا واكتمالا يوما بعد يوم.
وبموجب المبادرة يقف الشعب الصيني متحدا ومتعاونا مع شعوب البلدان الأخرى. وبفضل الاهتمام بمستقبل البشرية جمعاء، فإن هذه المبادرة تتجاوز حدود الأنظمة السياسية والثقافية والأيديولوجية، ويتواصل تقدم التعاون فيها إلى مستوى أعلى. وقد نجحت المبادرة في إقامة الكثير من المؤتمرات والمعارض والمشروعات التبادلية الأخرى، حتى تطورت إلى مناسبات منتظمة تدريجيا، لتشكيل منصة لتعزيز التفاهم المتبادل بين الشعوب في جميع أنحاء العالم.
بناء مناطق التجارة الحرة
مناطق التجارة الحرة استكشاف جديد للصين من أجل تعزيز الإصلاح والانفتاح والتجارة الحرة في العصر الجديد، وهذا له مغزى عميق لتعميق الإصلاحات الشاملة. منطقة التجارة الحرة منطقة خاصة ذات وظائف متعددة لتعزيز تحرير التجارة وتسهيلها، وتهدف إلى بناء بيئة تجارية دولية تتوافق مع الأعراف الدولية وتتمتع بجاذبية للمستثمرين المحليين والدوليين. تعد منطقة التجارة الحرة خطوة مبتكرة من جانب الصين للاندماج في العالم وتقديم مساهماتها للعالم في العصر الجديد.
قرر المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني التعجيل بتنفيذ إستراتيجية بناء مناطق التجارة الحرة. ذكرت الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني أن الصين سوف تبني شبكة عالية المستوى من مناطق التجارة الحرة القائمة في جوارها أساسيا وتواجه العالم بأسره؛ وفي المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، أعلنت الصين أنها ستوسع التجارة الخارجية وتطور نماذج وأساليب تجارية جديدة، لدفع بناء الدولة التجارية القوية. نتيجة لذلك، تم تأسيس منطقة شانغهاي للتجارة الحرة في عام 2013، وهي أول منطقة للتجارة الحرة في بر الصين الرئيسي. وحاليا، تجري الصين مفاوضات حول اثنتي عشرة اتفاقية للتجارة الحرة أو اتفاقية للتجارة الحرة المتطورة مع سبع وعشرين دولة. إن توقيع هذه الاتفاقيات وتحديثها وما يترتب عليه من إنشاء مناطق التجارة الحرة قد رفع حجم التبادل التجاري بين الصين والبلدان المعنية بكمية كبيرة.
تعمل مناطق التجارة الحرة كحقل اختبار ومحرك لتعميق الإصلاح والانفتاح. وقد قامت الصين بثلاث جولات من المراجعة للقائمة السلبية للمستثمرين الأجانب في مناطق التجارة الحرة حتى الآن، لتقليص القيود المفروضة على الاستثمار الأجنبي وضمان نفاذ الشركات الأجنبية إلى السوق الصينية بشكل أكثر إنصافا. وهذا يدل على عزم الصين على تبني القواعد الدولية والاندماج في العالم.
كما تسرع الصين في بناء موانئ التجارة الحرة، التي ستكون بمثابة رأس الجسر الجديد لتوسيع الانفتاح وتحقيق المنافع المتبادلة والفوز المشترك والتنمية المشتركة. ومن المتوقع أن تعمل هذه الموانئ على تحسين بيئة الممارسات التجارية في الصين، وتوسيع انفتاحها إلى مستوى أعلى، وتسهيل دخول ومشاركة المتداولين الأجانب في الاقتصاد الصيني وتوفير مكان أوسع لهم.
انفتاح تجارة الخدمات
في عصر العولمة والمعلوماتية، أصبحت تجارة الخدمات مجالا رئيسيا للمنافسة الاقتصادية بين البلدان، ومؤشرا هاما لقياس مستوى التنمية في أي بلد. تتخلف البلدان النامية بشكل عام عن نظيراتها المتقدمة في هذا الصدد، مما يعوق بالتالي نمو وتحول وترقية اقتصادها. إن انفتاح تجارة الخدمات ليس اتجاها عالميا فحسب، وإنما أيضا أمر حاسم لتحقيق انفتاح الصين الشامل وجهودها لتعزيز النمو الاقتصادي العالمي في ظل التجارة الدولية الضعيفة.
اليوم، يشهد الاقتصاد الصيني تحولا وترقية، بينما يشهد الاقتصاد العالمي هجمة للحمائية التجارية. إن الصين كدولة ملتزمة بمسؤوياتها، تولي اهتماما كبيرا للتآزر مع البلدان الأخرى عند تطوير نفسها. تجارة الخدمات مجال رئيسي لتوسيع انفتاح الصين في العصر الجديد. بعد تنفيذ برامج رائدة على مدى السنوات الأربع الماضية، جمعت الصين تسعة وعشرين خبرة في خمسة مجالات، يمكن تطبيقها على مستوى البلاد، واكتشفت بشكل مبدئي طرق تطوير تجارة الخدمات في العصر الجديد.
تولي تجارة الخدمات اهتماما بالإنصاف والمنافسة الحرة وحماية حقوق الملكية الفكرية، وتوفير بيئة وسياسة التوظيف العادلة للأكفاء الدوليين، حتى يستطيع الناس من جميع أنحاء العالم المساهمة بشكل مشترك في التنمية الاقتصادية العالمية والابتكار التكنولوجي والتقدم الثقافي والعولمة الاقتصادية.
فتح تجارة الخدمات قرار اتُخِذ وفقا لرؤية الصين لتحقيق التنمية على أساس الانفتاح والشمول والتعاون والفوز المشترك. ذلك هو الحل الصيني لمسائل تحسين تقسيم العمل وحل النزاعات التجارية، فضلا عن كونه نقطة نمو جديدة للاقتصاد العالمي.
من أجل مستقبل مشترك للبشرية
يمر العالم حاليا بأكبر تغيير خلال قرن من الزمن، وأصبح الترابط بين البلدان أقرب وأكثر إلحاحا. إن القرار الإستراتيجي للصين بمواصلة الإصلاح والانفتاح في الحقبة الجديدة يواكب اتجاه التنمية العالمية والقانون الذي يحكم التطور التاريخي. إنه عمل للحكمة الصينية من أجل تنمية أفضل للبلاد وتكاملها مع العالم الأكبر، ويقدم رؤية للتنمية المستدامة والصحية للحضارات البشرية.
في الوقت الحاضر، ظهر مد مناهضة العولمة والحمائية التجارية، الأمر الذي يشكل تهديدا قاتما للجهود المبذولة لحل القضايا العالمية وتحقيق التنمية والتقدم المشترك للحضارات الإنسانية. إن الإصلاح والانفتاح الصيني في العصر الجديد، يوفر حلا لهذه الاتجاهات المحزنة. إن تمسك جميع البلدان بالانفتاح والترابط والتواصل والتنمية والفوز المشترك، يمكنها من أن تجد حلولا للقضايا التي تهم البشرية جمعاء، بدلا من الانخراط في النزاعات التي تجلب نتائج كارثية لجميع الأطراف.
في العاشر من فبراير عام 2017، تبنت لجنة الأمم المتحدة للتنمية الاجتماعية في دورتها الخامسة والخمسين، قرارا يدعو إلى المزيد من الدعم للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في أفريقيا، حيث أدرج مفهوم بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية في هذا القرار لأول مرة. استرشادا بهذا المفهوم، يسعى الإصلاح والانفتاح الصيني في العصر الجديد إلى الاهتمام بالمصالح والقيم المشتركة والمصير المشترك للبشرية، لتعزيز نمو الاقتصاد العالمي وتحسين رفاهية البشرية جمعاء من خلال تواصل أفضل وتعاون أوثق بين بلدان العالم. الجدير بالذكر أن عددا من المبادرات الهامة التي طرحتها الصين كجزء من سياستها الخاصة بالإصلاح والانفتاح، تلقى فهما وتأييدا واستجابة من المزيد من الدول والمنظمات، حتى أصبحت إجماعا للمجتمع الدولي تدريجيا، وهذا يرجع إلى أن هذه المبادرات ترمي إلى الاهتمام بمصير البشرية المشترك وقد شكلت حلولا هادفة ومجدية. الإصلاح والانفتاح الصيني ليس له أجندة جيوسياسية لبناء الهيمنة الصينية، ولن يقود البلاد إلى فخ ثوسيديديس. تؤمن الصين إيمانا راسخا بأن عالم المستقبل سيكون مجتمعا مشتركا، وسوف يكون السلام والتنمية والتعاون والتقدم أملا تعتز به جميع البلدان وتعمل من أجله.
إن سلسلة القرارات الهامة التي طرحتها الصين في ظل الإصلاح والانفتاح في العصر الجديد، مثل مبادرة "الحزام والطريق" وتسريع بناء مناطق التجارة الحرة وفتح تجارة الخدمات تدريجيا، ستكون ممارسة مفصلة للوفاء بالتزاماتها لبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية وتعزيز مفهوم التنمية الصينية المتمثل في البناء والفوز المشترك والتنمية المشتركة.
--
* هونغ شيانغ هوا: أستاذ ومشرف على أطروحات الدكتوراه في مدرسة الحزب التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
* تشانغ يانغ: طالب دكتوراه في مدرسة الحزب التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
(المصدر: الصين اليوم)
انقلها الى... : |
|
||
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |