arabic.china.org.cn | 11. 12. 2018 |
11 ديسمبر 2018 /شبكة الصين/ خلال الفترة من الثاني والعشرين إلى الخامس والعشرين من أكتوبر عام 2018، قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة إلى مدن تشوهاي وتشينغيوان وشنتشن وقوانغتشو وغيرها من الأماكن في مقاطعة قوانغدونغ، حيث دخل الرئيس شي ورشات العمل ومنازل المزارعين والتجمعات السكنية والجامعات، في جولة للتفقد والبحث لتعميق الإصلاح والانفتاح ودفع التنمية الاقتصادية العالية الجودة. بعد زيارة "معرض الذكرى السنوية الأربعين للإصلاح والانفتاح في مقاطعة قوانغدونغ"، أكد الرئيس شي "أن مدينة شنتشن كانت أول محطة أزورها للتحقيق والدراسة بعد انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني. بمناسبة الذكرى السنوية الأربعين للإصلاح والانفتاح أزورها مرة أخرى، لأعلن للعالم أن الإصلاح والانفتاح في الصين لن يتوقف. ستحقق الصين بالتأكيد معجزة جديدة وأكبر، وسينظر العالم إليها نظرة جديدة". وأكد الرئيس شي خلال جولته التفقدية بمنطقة تشيانهاي وشهكو في منطقة التجارة الحرة التجريبية بمدينة شنتشن في مقاطعة قوانغدونغ، أن "الصين لن تغلق باب الانفتاح، بل ستفتحه أوسع فأوسع." هذا الكلام يوضح العزم المتجدد والتوجه الواضح للصين في مناسبة الذكرى السنوية الأربعين للإصلاح والانفتاح. اليوم، تشهد قوة الصين وعلاقاتها مع العالم تغيرا هائلا بالمقارنة مع ما كان قبل أربعين سنة. هذا التغير يقوي عزيمة الصين على التمسك بالإصلاح والانفتاح.
من "تحقيق الثراء أولا" إلى "تحقيق الثراء معا"
قبل أربعين عاما، كانت نقطة بداية الإصلاح والانفتاح هي تركيز الصين على التحول من الصراع الطبقي إلى البناء الاقتصادي. كانت أكبر مشكلة واقعية بالنسبة للناس العاديين في ذلك الوقت هي التخلص من الفقر وحل مشكلة الغذاء واللباس. من وجهة نظر اليوم، كان الصينيون عموما فقراء في ذلك الوقت. قال دنغ شياو بينغ مقولته الشهيرة: "ينبغي أن ندع بعض الناس يحققون الثراء أولا".
في عام 2017، زاد الناتج المحلي الإجمالي للصين 5ر33 مرة بالمقارنة مع ناتجها المحلي الإجمالي في عام 1978، حسب الأسعار الثابتة، بمعدل نمو سنوي 5ر9% في المتوسط. بعبارة أخرى، تضاعف الناتج المحلي الإجمالي للصين مرة كل ثماني سنوات. وفي عام 2017، ارتفع متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 8ر22 مرة مقارنة مع عام 1978، بعد خصم عامل السعر، بمعدل نمو سنوي بلغ 5ر8% في المتوسط. ودع معظم الصينيين أيام الافتقار إلى الطعام الكافي واللباس الدافئ، وصاروا يعيشون حياة حديثة. لقد انخفض عدد الفقراء في الصين من 770 مليون فرد في عام 1978 إلى 46ر30 مليون فرد في عام 2017.
صحيح ان عدد الفقراء قليل، ولكنهم يستحقون التمتع بثمار الإصلاح والانفتاح مثل الآخرين من أبناء وطنهم. ولذلك، فإن الحزب الشيوعي الصيني اعتبر، في المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب، حل مشكلة الفقر واحدة من المعارك الرئيسية الثلاث، وتعهد بمساعدة جميع الفقراء الريفيين للتخلص من الفقر بحلول عام 2020. خلال جولة تفقدية قام بها الرئيس شي في مقاطعة قوانغدونغ، أكدد مجددا على السعي لتحقيق تحقيق الثراء المشترك والرخاء المشترك، على أساس ما تحقق من ثراء بعض الناس.
من "الاتجاه الواحد" إلى "الاتجاه المزدوج"
يشبه الصينيون الإصلاح بـ"التنشيط" والانفتاح بـ"فتح الباب". إن العلاقة بين الإصلاح والانفتاح هي علاقة تعزيز كل منهما للآخر. على مدى الأربعين عاما الماضية، فتحت الصين أبوابها واستوعبت جميع المكونات المفيدة، بينما عملت على تنشيط الآلية وتحرير القوى المنتجة وتطويرها.
بعد حوالي أربعين عاما من تنفيذ الإصلاح والانفتاح، وصل رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى الصين في أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس وزراء ياباني للصين خلال سبع سنوات، في الفترة من الخامس والعشرين إلى السابع والعشرين من أكتوبر عام 2018. في السادس والعشرين من أكتوبر، عقدت الصين واليابان الدورة الأولى لمنتدى التعاون الصيني- الياباني حول أسواق طرف ثالث، حيث شارك من الجانبين نحو ألف وأربعمائة شخص، ووقعت الأجهزة الحكومية والشركات والهيئات الاقتصادية من الجانبين اثنتين وخمسين اتفاقية تعاون في مجالات البنية التحتية والخدمات اللوجستية وتكنولوجيا المعلومات والتمويل والطاقة وغيرها. وقد جاء هذا المنتدى تفعيلا لمفهوم "التعاون في أسواق طرف ثالث" الذي طرحته الصين. هذا المفهوم هو الابتكار الصيني في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، والغرض من ذلك هو تكامل قدرة الإنتاج الصينية المميزة وتكنولوجيا الدول المتقدمة واحتياجات التنمية للبلدان النامية، لتحقيق صيغة "واحد+ واحد+ واحد= أكثر من ثلاثة".
على مدى خمس سنوات منذ طرح مبادرة "الحزام والطريق"، وقع أكثر من مائة دولة ومنظمة دولية وثائق التعاون للبناء المشترك لـ"الحزام والطريق" مع الصين. في عام 2017، وصل حجم الاستثمار المباشر غير المالي للشركات الصينية في 59 دولة على طول "الحزام والطريق" 36ر14 مليار دولار أمريكي. حتى نهاية عام 2017، أتمت الشركات الصينية بناء 75 منطقة للتعاون الاقتصادي والتجاري في 24 دولة على طول "الحزام والطريق"، حيث تعمل فيها 3412 مؤسسة تقدم لهذه البلدان ضرائب قدرها 21ر2 مليار دولار أمريكي وتوفر 9ر20 مليون وظيفة.
أثبتت الحقائق أن أسلوب الإصلاح والانفتاح في الصين قد تحول من "الاتجاه الواحد" قبل أربعين عاما، إلى "اتجاه داخلي وخارجي مزدوج" حاليا. هذا يعني انطلاق الإصلاح والانفتاح في الصين من موقع جديد. لذا، أكد الرئيس شي بثبات: "يجب أن نواصل انتهاج مسار الإصلاح والانفتاح، وفي نفس الوقت نواصل الانفتاح على نطاق أعمق وأوسع ورفع مستواه بشكل مستمر." إن إقامة معرض الصين الدولي للاستيراد في أوائل شهر نوفمبر 2018، دليل واضح من جانب الصين لدعم تحرير التجارة والعولمة الاقتصادية وفتح السوق أمام العالم. وكما قال الرئيس شي فإن "الصين لن تغلق باب الانفتاح، بل تفتحه أوسع فأوسع."
من الجزء إلى الكل
من المعروف أن نقطة البداية التاريخية للإصلاح والانفتاح هي الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الحادية عشرة للحزب الشيوعي في ديسمبر عام 1978. هذا الاجتماع دفع الصين إلى مسار الإصلاح والانفتاح من حيث المبادئ التوجيهية والسياسات، حيث بدأت المناطق الريفية في تبني أسلوب إنتاج أكثر مرونة، واستكشفت المصانع أسلوب "عمل أكثر وأجر أكثر"، وهكذا تطور الإصلاح والانفتاح في الصين تدريجيا. في عام 1978، ظهر في بعض المصانع المملوكة للدولة في مدينة تشينغيوان في مقاطعة قوانغدونغ صعوبة في إدارتها، بلغت حد العجز عن دفع أجر العاملين بها. في ذلك الوقت، اقترح أحد الأشخاص تنفيذ أسلوب "المكافأة على ما يزيد عن حجم الإنتاج المحدد" لزيادة حافز العمال. حقق هذا الأسلوب نجاحا في أربعة مصانع تجريبية، قبل أن يشكل "تجربة تشينغيوان" فيما بعد. في الثالث والعشرين من أكتوبر من 2018، ذهب الرئيس شي مرة أخرى إلى تشينغيوان للتعرف على أحوال تنشيط الصناعات المميزة بالتجارة الإلكترونية وتعزيز التخفيف من حدة الفقر بالإجراءات الهادفة من خلال التنمية الصناعية.
حين يتذكر الناس التغيرات التي حققتها الصين خلال الأربعين سنة الماضية، يجدون أن الإصلاح والانفتاح قد تغير من تجربتهما في نقاط منتشرة الى بسطها في الأرياف والمصانع على نحو شامل، كما توسعا من الإصلاح في قطاع الزراعة والصناعة والخدمات إلى البناء الاقتصادي والبناء السياسي والبناء الثقافي والبناء الاجتماعي وبناء الحضارة الأيكولوجية لمجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل، وأصبح الإصلاح في الصين يتجه نحو الشمول والعمق يوما بعد يوم، وفي الوقت نفسه، يحتلج إلى تعزيز التخطيط الشامل والتنسيق العلمي. عندما زار الرئيس شي مقاطعة قوانغدونغ في ديسمبر 2012، طرح الإصلاح النظامي والشامل والتآزري. بعد مرور ست سنوات، زار الرئيس شي مرة أخرى مقاطعة قوانغدونغ، وشدد مجددا على ضرورة "تحسين التوازن وتنسيق التنمية"، هذا يشير بوضوح إلى اتجاه الإصلاح والانفتاح في العصر الجديد.
من طريقة إلى منهج
الإصلاح والانفتاح في الصين استكشاف اعتمد على نهج التجربة والخطأ في البداية. ولكن مع تعميق الإصلاح والانفتاح في العصر الجديد، أصبح حجم الاقتصاد الصيني والوضع الداخلي والخارجي أكثر تعقيدا، وقد تكون تكلفة التجربة والخطأ أكبر بكثير مما كانت عليه قبل أربعين عاما. في الجولة التفقدية التي قام بها الرئيس شي في مقاطعة قوانغدونغ في أكتوبر عام 2018، قال: "ينبغي أن نلقي نظرة على الإصلاح والانفتاح من زاوية الإصلاح والانفتاح، وأن نتعرف بشكل كامل على المسائل العصرية النظامية للوضع العام للإصلاح والانفتاح لندفعه من نقطة انطلاق أعلى ومستوى وأهداف أعلى." وهذا يوضح منهج إصلاح وانفتاح الصين.
بشكل عام، سيكون الإصلاح والانفتاح في الصين أكثر شمولاً وعمقاً وتوازناً، ويتقدم إلى الأمام بثبات ولن يتوقف. وكما قال الرئيس شي، سوف "يستمر الإصلاح والانفتاح على الطريق".
--
كو لي يان: باحث مساعد في مركز دراسات العالم المعاصر بالصين.
(المصدر: الصين اليوم)
انقلها الى... : |
|
||
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |