الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

مقالة خاصة: إدعاءات موسكو النفطية تشير لمشكلات مع أنقرة حول سوريا

arabic.china.org.cn / 20:26:12 2018-12-08

اسطنبول 8 ديسمبر 2018 (شينخوا) قال محللون لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الادعاء الروسي بشأن نقل النفط بصورة دورية من شرق سوريا إلى تركيا والعراق يشير إلى احتمال وجود شكوك لدى موسكو بشأن موقف أنقرة من محافظة إدلب السورية.

ويقول كاهيت أرماجان ديلك مدير معهد تركيا للقرن الحادي والعشرين ومقره أنقرة، إن التصريح الروسي إشارة لوجود بعض المشكلات بين أنقرة وموسكو فيما يتعلق بسوريا.

الإدعاء الروسي ذو مغزى

كان رئيس الأركان العامة الروسية فاليري جيراسيموف قد صرح يوم الأربعاء بأن الاستخبارات الروسية رصدت نقلا منتظما للنفط بواسطة قافلة من الشاحنات من شرق سوريا إلى تركيا والعراق.

كما زعم جيراسيموف، بحسب وكالة أنباء ((سبوتنيك)) الروسية، أن حصيلة بيع المنتجات النفطية، تذهب لتمويل إرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية.

ويشير ديلك إلى أن محتوى الادعاء الروسي وتوقيته لهما مغزى، وقال إن موسكو اتهمت أنقرة أيضا بشراء النفط من تنظيم الدولة الإسلامية وذلك بعد إسقاط مقاتلة تركية لقاذفة قنابل روسية في 2015 بالقرب من الحدود التركية السورية.

وبدأت تركيا وروسيا في إصلاح علاقاتهما في صيف 2016 وتتعاونان في سوريا التي مزقتها الحرب منذ ذلك الحين.

ومنذ العام الماضي، أصبحتا شريكتين مع إيران فيما يطلق عليها عملية سلام أستانا التي تهدف لتسوية النزاع السوري سياسيا.

وتقع مخزونات النفط السورية شرقا في أراض تسيطر عليها الميليشيات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة وتعرف باسم وحدات حماية الشعب.

وقال محللون لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المشكلة الرئيسية بين تركيا وروسيا تتمثل في استياء موسكو من عملية أنقرة في إدلب ومخاوفها من احتمال عودة التعاون بين أنقرة وواشنطن بشأن سوريا.

وبموجب الاتفاق الموقع مع موسكو في سبتمبر، كان من المفترض أن تقنع أنقرة كافة الجماعات المتمردة بالانسحاب من المناطق الداخلية لإدلب لإقامة منظمة منزوعة السلاح مع الجيش السوري.

لكن بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة رفضت الخروج وشنت هجمات على مواقع للجيش السوري في الأسابيع الأخيرة ما أثار غضب روسيا.

والسبب الرئيسي وراء رد فعل موسكو هو الإخفاق التركي في القيام بدورها على الوجه الكامل في إدلب، حسبما قال دليك وهو ضابط أركان سابق بالجيش التركي.

ويقول حسن كوني محلل العلاقات الدولية بجامعة كلتور في اسطنبول، إنه من الواضح أن روسيا تعتقد أن تركيا غير قادرة على الحديث عن الجماعات الإسلامية المتطرفة.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا لنظيره التركي رجب طيب إردوغان إنه مازالت هناك قضايا بحاجة إلى التسوية في إدلب.

والتقى الرئيسان على هامش قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين في مطلع ديسمبر. واتفقا على مواصلة التعاون بشأن إدلب كما وصف بوتين أنقرة بالحليف الجدير بالثقة بالنسبة لموسكو.

لكن دليك وكوني قالا إن موسكو ربما تشكك في الاعتماد على أنقرة كشريك لها في سوريا.

مخاوف روسية متنامية

ذكرت سبوتنيك في 25 نوفمبر نقلا عن صحيفة يومية سورية أن الجيش التركي نقل عددا كبيرا من المتمردين من المنطقة منزوعة السلاح لمخيم في مدينة نصيبين التركية على الحدود مع سوريا.

ويعتقد كوني أن موسكو ترسل رسالة لأنقرة عبر تقرير سبوتنيك بأنها مدركة لنقل المتطرفين الإسلاميين.

وعلى غرار إيران، تدعم روسيا دمشق عسكريا في الحرب السورية التي اندلعت قبل أكثر من سبع سنوات.

ويعتقد دليك أن موسكو قلقة بازدياد من محاولة أنقرة شراء الوقت أثناء تعزيز موقعها على الأرض في إدلب.

وقال دليك "لهذا السبب، ترسل موسكو رسالة مفادها أنها قد تعطي إشارة البدء لعملية عسكرية سورية في إدلب،" وأضاف أن تركيا قد تجد نفسها جزءا من النزاع في هذه الحالة.

وبناء على الاتفاق مع روسيا وإيران، أقام الجيش التركي 12 موقع مراقبة حول إدلب.

وبعد وقت قصير على توقيع اتفاق إدلب بين إردوغان وبوتين في 16 سبتمبر، عززت تركيا، بموافقة موسكو، مواقع المراقبة، بقوات إضافية ومركبات مصفحة.

وتربط أنقرة علاقات جيدة بمن يسمون بالمتمردين المعتدلين في إدلب وتم التوصل إلى اتفاق إدلب بعد ضغط أنقرة على موسكو من أجل التسوية السلمية لقضية إدلب.

وربما تكون موسكو قلقة من تعاون أنقرة مجددا مع واشنطن في سوريا حيث اتهم جيراسيموف الولايات المتحدة بوضع أساس شبه دولة كردية في شرق سوريا.

وكشف المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا جيمس جيفري يوم الثلاثاء أن واشنطن تدرس إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا، وفقا لتقارير صحفية.

وستسمح منطقة الحظر الجوي للولايات المتحدة بحماية الميليشيا الكردية من هجوم عسكري سوري وبذلك تضمن ظهور منطقة كردية ذاتية الحكم إن لم تكن مستقلة.

وأجرى جيفري ووفده محادثات في أنقرة يوم الجمعة.

وتدعم تركيا والولايات المتحدة المتمردين الإسلاميين في إدلب، بحسب كوني الذي أضاف أن تصريحات جيراسيموف قد تكون طريقة موسكو في القول لتركيا إنها على علم بمواصلة التعاون بين واشنطن وأنقرة ارتكازا على المصالح المشتركة.

وأعربت أنقرة عن قلقها إزاء الظهور المحتمل لدولة كردية على حدودها بدون انتقاد الوجود الأمريكي في المنطقة.

وقال دليك "ولذلك السبب أيضا أثارت روسيا قضية النفط لترسل رسالة بأن موسكو قادرة على وضع تركيا في وضع صعب بسبب تمويلها المزعوم لتنظيم الدولة الإسلامية."



   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号