الصين والعالم: 40 عاما من الإصلاح والانفتاح arabic.china.org.cn / 17:08:51 2018-11-28
بقلم: وانغ شياو هوي، رئيس تحرير شبكة الصين 28 نوفمبر 2018 / شبكة الصين / في مثل هذا الوقت تقريبا قبل 40 عاما، عُقد في بكين اجتماع هام في التاريخ الصيني، وهو الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الحادية عشرة للحزب الشيوعي الصيني. واعتمد الاجتماع سياسة الإصلاح والانفتاح ووضع الصين على طريق النمو والازدهار. واليوم، ونحن نحتفل بالذكرى الأربعين لإصلاح الصين وانفتاحها، يصبح من المهم التأمّل مليا في هذه المغامرة العظيمة على مدى العقود الأربعة الماضية. التأمّل الأول: لماذا نفذت الصين الإصلاح وفتحت أبوابها للعالم الخارجي؟ اعتقد أنه كان نتيجةً للتفاعل بين عوامل خارجية وداخلية. وقد استعادت الصين عضويتها في الأمم المتحدة عام 1971 وحققت تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة واليابان في السنوات التالية، ووفر ذلك بيئةً خارجية مؤاتية للإصلاح والانفتاح. وفيما يتعلق بالعوامل الداخلية، فقد يقدم العديد من الأشخاص قائمة طويلة جدا. ومع ذلك، بالنسبة لي، فهي بسيطة جدا- دنغ شياو بينغ. وأنا لا أسعى إلى المبالغة في تضخيم دور شخص واحد في تحديد مصير بلد ما. ولكن دنغ، لم يكن شخصا عاديا، فقد كان وضعه في الحزب، ورؤيته، وشجاعته، وتصميمه حيوية بالنسبة للصين في ذلك الوقت. وأشك حتى فيما إذا كانت الصين ستضع أقدامها على طريق الإصلاح والانفتاح بدون دنغ. التأمّل الثاني: ما هي التغييرات التي أحدثها الإصلاح والانفتاح خلال السنوات الـ40 الماضية في الصين والعالم؟ تمكنا من التغلب على صعوبة توفير الغذاء والكساء الكافيين لعدد كبير من السكان يبلغ 1.3 مليار نسمة، وأصبحنا مُصنِّع العالم. وكان متوسط إنفاق الفرد 18 ألفا و322 يونا في عام 2017. ومع مراعاة عوامل الأسعار المتغيرة، فقد كان الرقم أكبر بثمانية عشر مرة من مثيله في عام 1978. وقد مكنت هذه التطورات في وقت قصير الصين، من انتشال ما يقرب من مليار شخص من براثن الفقر. وتجاوزت الصين في عام 2010 اليابان لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وفي عام 2017، بلغ إجمالي ناتجها المحلي 12.3 تريليون دولار أمريكي، أو 15 في المائة من الإجمالي العالمي. ومع الإصلاح والانفتاح، تزداد مشاركة الصين وتكاملها مع بقية العالم. وعلى سبيل المثال فقد استضافت الألعاب الآسيوية مرتين، والألعاب الأولمبية الصيفية عام 2008. وفي غضون ذلك، أصبحت الدولة تضطلع بدور ريادي في تعزيز النظام الاقتصادي الدولي وتحسين الحوكمة العالمية. ومن خلال الإصلاح والانفتاح، لم تتمكن الصين من أن تصبح ثاني أكبر اقتصاد فحسب، بل قدمت أيضا إسهاما كبيرا لبقية العالم. وقد رسخت العديد من الشركات المشهورة عالميا جذورها في الصين. وعلى سبيل المثال، افتتحت سلسلة مطاعم كنتاكي فرعها الأول في الصين بالعاصمة بكين في عام 1987. ويوجد اليوم 8 آلاف من مثل هذه الفروع. وفي السنوات الأخيرة، ظل إسهام الصين في النمو الاقتصادي العالمي أعلى من 30 في المائة. وقد توجه عددٌ متزايد من الشركات الصينية إلى الخارج، وبلغت استثمارات الصين المباشرة المتجه إلى الخارج 158.3 مليار دولار أمريكي في عام 2017، حوالي 55 مرة أعلى من رقم عام 2003. وطرح الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013، مبادرة الحزام والطريق. وفي الوقت الحاضر، انضم أكثر من 100 بلد ومنظمة الدولية إلى بناء الحزام والطرق بأشكال شتى. ومنذ عام 2000، استضافت الصين قمتين لآبيك في بكين، وقمة العشرين في هانغتشو، ومنتدى بوآو الاقتصادي السنوي، ومنتدى التعاون الصيني الأفريقي، ومعرض الصين الدولي للاستيراد الذي أُطلق مؤخرا، وأنشأت عشراتٍ من مناطق التجارة الحرة مع البلدان في جميع أنحاء العالم، وقدمت حلول الصين للحوكمة العالمية. والأهم من ذلك، أنه في السنوات الـ40 الماضية، ومن خلال الإصلاح والانفتاح، وجدت الصين طريقا إنمائيا ذا خصائص صينية يمكنه توفير نقطة مرجعية للبلدان النامية الأخرى. التأمّل الثالث: المخاطر والتحديات. وتمتد المخاطر والتحديات اليوم بصورة متزايدة عبر الحدود الوطنية. ومع بابها المفتوح، فلم تعد الصين "جزيرة معزولة". وكل شيء في العالم الخارجي، جيد أو سيئ، قابلٌ لنقله إلى الصين أحيانا تدريجيا وفي أحيان أخرى على الفور مثل المخاطر المالية، والاضطرابات الاقتصادية، وأسعار الأسهم وتقلبات أسعار الفائدة، والإرهاب... وقد دفعنا ثمنا للتدهور البيئي، ويجب علينا جعل حماية البيئة واجبا نحتاج إلى مواصلة الوفاء به في التنمية الاقتصادية. وخلال السنوات الـ40 الماضية، ظلت التنمية الاقتصادية المهمة الرئيسية للحزب والحكومة. وقد ساعدت المشاركة العميقة والكاملة في الشؤون الاقتصادية على التسبب في فساد خطير بين بعض مسؤولي الحزب والحكومة، كما أن مهمة مكافحة الفساد وتقويم السلوك الاجتماعي المنحرف ضخمة. وإلي جانب الإصلاح والانفتاح، أصبحت علاقات الصين الدولية أكثر تنوعا وتعقيدا. ومن الأمثلة الواضحة على ذلك علاقاتها مع القوى الرئيسية (الصين والولايات المتحدة، والصين وروسيا) والعلاقات مع الدول المجاورة (الصين واليابان، والصين وفيتنام، والصين والهند). ونتفق جميعا على أن السلام والتنمية هما الاتجاه العام، ونعترف أيضا بأن هناك عناصر من المنافسة والتباين والتناقض والمواجهة بين البلدان وفيما بينها. ومع اقتراب الصين من مركز المسرح العالمي، فإنه من الأرجح تعرضها لتناقضات شتى، وستظل كيفية التعامل مع هذه المشاكل بشكل صحيح مع مواكبة وتيرة نموها سؤالا يجب الإجابة عليه. وخلاصتي ليست شيئا جديدا ولكنها واضحة جدا. إن الإصلاح والانفتاح في الصين مغامرة عظيمة تعود بالفائدة على البلاد وعلى بقية العالم. ولا يوجد طريق سلس في مسيرة تحول بلد ليصبح قويا ومزدهرا. ولا محالة من أن تكون هناك تحديات وصعوبات. والمخرج الوحيد هو تعميق الإصلاح والانفتاح بدرجة أكبر على العالم الخارجي. وفي الوقت الذي أصبحت فيه بلدان كثيرة أكثر استقطابا وتطلعا إلى الداخل وركزت على الصراعات ومحصلة الربح والخسارة بدلا من التعاون والنتائج المربحة للجميع، ومن المهم التأمّل في الإنجازات الهائلة التي حققتها الصين والتي تصبح ممكنة فقط عندما تكون لدى الشعب والحكومة رؤية، ويتبنيان نظرة بعيدة المدى، ويظلان منفتحين على الإصلاح والعمل الجاد. وفي السنوات الـ40 الماضية، أحدثت الصين فرقا، وفي المستقبل هي عازمة على التمسك بطريق الإصلاح والانفتاح.
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |