arabic.china.org.cn | 18. 11. 2018

مقالة خاصة: الرئيس شي يحث على اقتصاد عالمي شامل وقائم على القواعد

بورت مورسبي 17 نوفمبر 2018 (شينخوا) في كلمته أمام قمة المديرين التنفيذيين لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا- الباسيفيك (أبيك) التي عقدت هنا اليوم (السبت)، شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ على أهمية بناء اقتصاد عالمي مفتوح وشامل وابتكاري وقائم على القواعد.

وفي كلمة مهمة إلى قادة الأعمال، حث شي المجتمع الدولي على التمسك بالاتجاه الصحيح للاقتصاد العالمي والتوصل إلى نظام حوكمة عالمي يتسم بالكفاءة.

السفينة نفسها

قال شي على متن الباخرة السياحية (باسيفيك إكسبلورَر) في بورت مورسبي عاصمة بابوا نيو غينيا حيث عُقدت القمة "حيث اننا نواجه موجات عاتية في الاقتصاد العالمي والعديد من المخاطر والتحديات، من المفيد جدا أن نجلس معا على هذه السفينة لنرسم مسار التنمية والتعاون في المستقبل."

وقال شي إنه في الوقت الذي تعمل فيه الصين على تحقيق تنميتها الخاصة، ستقدم اسهامات أكبر لمساعدة بلدان العالم في تحقيق الرخاء المشترك.

وأعلن شي أنه في ابريل العام المقبل ستستضيف الصين منتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي في بكين، مضيفا أن مبادرة الحزام والطريق مبادرة كبيرة وشفافة تتشارك فيها الصين الفرص وتسعى نحو تحقيق التنمية المشتركة مع باقي بلدان العالم.

وتابع بأن "البشرية وصلت مرة أخرى إلى مفترق طرق. أي طريق يتعين علينا اختياره؟ التعاون أم المواجهة؟ الانفتاح أم الانغلاق؟ التقدم المربح للجميع أم لعبة صفرية؟ وفي الحقيقة، مصالح جميع الدول ومستقبل البشرية يعتمدان على اختيارنا."

ومستحضرا فترة إقامة الأبيك، قال شي إن ميلاد أبيك ونموه عكسا التوجه التاريخي للانفتاح والتكامل ورغبة منطقتنا الحماسية في التنمية وحاجة شعوبنا لمواجهة التحديات من خلال التعاون.

والآن تتمتع المنطقة بأكثر اقتصاد ديناميكي وواعد على مستوى العالم، ما يعد محركا أساسيا للنمو العالمي، على ما قال شي.

وأوضح شي "العالم يمر الآن بتطورات وتحولات وتغيرات كبيرة. وبينما تتحرك العولمة الاقتصادية قدما، تلقي الحمائية والأحادية بظلالها على النمو العالمي."

وأضاف "هناك ثورة جديدة في العلوم والتكنولوجيا والصناعة في مرحلة التحضير، ولكن لم يتم بعد إحلال قوى دافعة جديدة محل القديمة. تخضع الساحة الدولية لتغيرات عميقة، ولكن عدم التوازن في التنمية لم يعالج حتى الآن. يحقق إصلاح نظام الحوكمة العالمية زخما ولكن لا يزال تحسين كفاءته تحديا كبيرا."

مقترحات شي

قدم الرئيس الصيني شي جين بينغ مقترحا من خمسة محاور بشأن التنمية الاقتصادية العالمية والحوكمة العالمية.

أولا، من الأفضل أن تركز الاقتصادات على الانفتاح من أجل خلق فضاء أكبر للتنمية.

حث الرئيس شي على بذل الجهود لبناء منطقة تجارة حرة لآسيا-الباسيفيك.

وتابع "يتعين أن نقول لا للحمائية والأحادية، وأن نتمسك بنظام تجاري تعددي يتمركز حول منظمة التجارة العالمية، وأن نجعل العولمة الاقتصادية أكثر انفتاحا وشمولا وتوازنا ونفعا للجميع، وأن نوسع مساحة المصالح المشتركة ونتشارك الفرص عبر الانفتاح والتعاون."

ثانيا، من الأصوب التركيز على التنمية من أجل تحقيق المزيد من المنافع للشعوب.

وأوضح شي أنه يتعين أن تعمل الاقتصادات على تعزيز التعاون وأن تساعد البلدان النامية في القضاء على الفقر حتى يتسنى للشعوب في جميع البلدان التمتع بحياة أفضل.

وأضاف "هذا هو جوهر العدالة."

وحث شي الاقتصادات على جعل أجندة 2030 للتنمية المستدامة جزءا من استراتيجيات التنمية الوطنية لكل بلد، وصياغة شراكات تنمية عالمية تتسم بالتوازن والمساواة.

وأوضح شي أنه يتعين على البلدان المتقدمة الوفاء بالتزاماتها بشأن المساعدات التنموية الرسمية وزيادة دعمها للبلدان النامية.

وشدد شي على أنه لا ينبغي الاعتراض على مبدأ "المعاملة الخاصة والتفضيلية" الذي يمثل حجر أساس لمنظمة التجارة العالمية، وإلا سيهتز أساس نظام التجارة التعددي ذاته.

ثالثا، يتعين على الاقتصادات التركيز على الشمول وتعزيز التفاعلات.

أوضح شي أن التنوع والتفاعل بين الحضارات والأنظمة الاجتماعية والمناهج المختلفة سيوفران قوة دافعة قوية للتقدم البشري.

وأضاف "ينبغي أن نرفض الغطرسة والتحيز، وأن نتعامل مع الآخر بحس من الاحترام والشمول وأن نحتضن تنوع عالمنا. يتعين علينا البحث عن أرضية مشتركة في الوقت الذي نقوم فيه بتنحية الخلافات جانبا، وأن نستفيد من القوى المختلفة لدينا وأن نسعى إلى التعايش في تناغم وتعاون مربح للجميع."

وقال شي إنه حينما يتعلق الأمر باختيار طريق التنمية لبلد ما، فلا أحد أكثر قدرة على اتخاذ قرار في هذا الشأن من شعب هذا البلد.

رابعا، يتعين أن تركز الاقتصادات على الابتكار من أجل استكشاف موارد جديدة للنمو.

وتابع "ما يجب أن نفعله هو ألا نضيع وقتا في بذل كل جهد ممكن لاستكشاف محركات نمو وطرق تنموية جديدة، وإزالة كافة العقبات المؤسسية التي تكبح الابتكار."

وحث شي الاقتصادات على تعزيز الابتكار وحيوية السوق، وقيادة الثورة العلمية الجديدة والتحول الصناعي الجديد في الاتجاه الصحيح، وتعزيز بيئة صالحة للتعاون الدولي تجعل ثمار الابتكار تعود بالنفع على المزيد من البلدان والشعوب.

خامسا، يجب على الاقتصادات التركيز على منهج قائم على القواعد من أجل تحسين الحوكمة العالمية.

وقال شي "ينبغي علينا تعزيز إصلاح نظام الحوكمة العالمي بناء على مبدأ التشاور والتعاون من أجل تحقيق المنافع المشتركة."

وأكد شي أن تعزيز هذا الإصلاح يتعين أن يقوم على أساس المساواة والانفتاح والشفافية والشمول، مضيفا أنه يجب أن تكون للبلدان النامية مساحة أكبر من التعبير عن الرأي وأن تحظى بتمثيل أكبر خلال تلك العملية.

الالتزام الصيني

قال شي إنه على مر الأعوام ال40 الماضية، استطاع الشعب الصيني من خلال رؤية وعمل جاد ومثابرة، أن يمضي قدما محققا قفزة تاريخية.

وتابع "لقد نهضنا وأصبحنا ننعم بالرخاء وحققنا نموا في قوتنا. إننا، الأمة الصينية، نمضي إلى الأمام باتجاه تحقيق الإحياء العظيم ."

وأوضح شي أنه مع الجرأة والعزم والاعتماد على الذات، استطاع الشعب الصيني أن يجعل من الصين ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم.

وأضاف "جهود الشعب الصيني التي لا تكل هي ما جعلت الصين على الحال التي عليها اليوم."

وقال شي إنه على مدى الأعوام الأربعين الماضية، احتضن الشعب الصيني العالم بأذرع مفتوحة، واستطاعت الصين تحقيق تنميتها عبر الانفتاح.

وأضاف شي أنه نتيجة لذلك، أصبحت الصين أكبر دولة في العالم في تداول البضائع وأكبر سوق سياحية وشريك تجاري رئيسي لأكثر من 130 دولة.

وأوضح أن الشعب الصيني استطاع تحقيق التنمية عبر التركيز على هدف محدد، ما يمكننا من رفع مستوى أحوالنا المعيشية.

بتوجيه من فلسفة تنموية تركز على الشعب، استطاعت الصين تحقيق إنجازات رائعة جعلت الشعب يشعر في الوقت الراهن بأنه أكثر أمانا وجعلته ينعم بشعور أكبر من الرضا والاطمئنان.

وأكد شي أن الشعب الصيني حقق التنمية الخاصة به لكي يحقق التنمية للجميع أيضا.

وقال شي إن الصين التزمت بطريق التنمية السلمية وشاركت على نحو نشط في الحوكمة الاقتصادية العالمية، وقدمت دعما فعالا للبلدان النامية في سبيل تحقيقها هدف التنمية.

وأوضح شي أن الصين نفذت سياسات اقتصاد كلي مسؤولة وساهمت بنصيب كبير في النمو العالمي، مضيفا أن البلاد لعبت دورا هاما في الاستجابة للأزمة المالية الآسيوية والأزمة المالية العالمية.

ومن خلال ذلك، قدمت الصين رؤيتها واسهاماتها في سبيل بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.

وتابع "بينما نحن نلقي نظرة على العقود الأربعة الماضية من الإصلاح والانفتاح، نزداد اقتناعا أكثر من أي وقت مضى بأن سياسة الإصلاح والانفتاح هي فقط ما تستطيع الصين من خلاله تطوير ذاتها."

وأضاف شي أنه بينما تمضي الصين إلى الأمام، ستتبنى توجها أكثر مسؤولية، وستصبح أكثر انفتاحا وشمولا، وستناضل من أجل تحقيق قدر أكبر من جودة النمو.

وتابع "من خلال ذلك، فإن الصين وهي تقوم بتطوير ذاتها، ستقدم اسهامات أكبر لتحقيق الرخاء المشترك للعالم."

وتعهد شي بأن الصين ستواصل توسيع الوصول إلى السوق بدرجة كبيرة، وتعزيز حماية حقوق الملكية الفكرية، واتخاذ المزيد من الإجراءات لزيادة الواردات، مضيفا أن الصين تنظر إلى جميع الشركات، الصينية منها والأجنبية، على قدم المساواة.

وتابع "ترحب الصين بالمنافسة العادلة بين الشركات وتحفزها، وستحمي الحقوق والمصالح الشرعية للشركات على نحو كامل."

وفي إطار حديثه عن معرض الصين الدولي الأول للواردات الذي عقد بنجاح في شانغهاي قبل أسبوع، قال الرئيس الصيني إنه من خلال هذه الإجراءات الملموسة، أظهرت الصين التزامها بتحرير التجارة وفتح سوقها.

وتابع "أرغب في أن أرحب بكم جميعا لحضور معرض الصين الدولي الثاني للواردات العام المقبل. أثق في أن السوق الصينية الواسعة، التي تضم تعدادا سكانيا يقترب من 1.4 مليار نسمة، ستمثل مصدرا للنمو الديناميكي للاقتصاد العالمي."

وفي معرض وصفه مجتمع الأعمال بأنه "قوة هامة" تدفع التنمية الاقتصادية لمنطقة آسيا-الباسيفيك والعالم بأسره، حث شي قادة الأعمال على مواصلة تبادل الآراء مع صناع القرار، وتشجيع البلدان على تبني سياسات إيجابية وعملية وتنفيذ تعاون اقتصادي وتكنولوجي مكثف.

وتابع شي "معا، نستطيع فتح أفق جديد للتنمية والرخاء المشتركين لمنطقة آسيا-الباسيفيك وللعالم بشكل عام."

وتابع "دعونا نحافظ على ثبات عجلة القيادة والسير في الاتجاه الصحيح حتى تستطيع سفينة الاقتصاد العالمي مواجهة الرياح وكسر الأمواج والإبحار نحو مستقبل أكثر إشراقا."

وفي وقت لاحق اليوم أيضا، حضر شي حوارا بين قادة أبيك وممثلين عن مجلس الاستشاري للأعمال للأبيك وتبادل الآراء معهم بشأن بناء اقتصاد عالمي مفتوح والاشتراك في بناء مبادرة الحزام والطريق.

كان شي وصل هنا يوم الخميس في زيارة دولة إلى بابوا نيو غينيا ولحضور اجتماع القادة الاقتصاديين للأبيك.

وتعد بابوا نيو غينيا هي المحطة الأولى في جولة شي الحالية التي ستشمل أيضا بروناي والفلبين.


1   2   3   4   5   >  


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

الترتيب للأخبار

تعليق

تعليق
مجهول
الاسم :
(0) مجموع التعليقات :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号