ملامح شينجيانغ- صورة مصغرة لتغيرات هائلة ناتجة عن الإصلاح والانفتاح في الصين

بقلم: موراتبيك إيمانالييف *

16 نوفمبر 2018 / شبكة الصين / زرت شينجيانغ في عام 1988 حيث كانت أسقف القماش البلاستيكي الملون والجدران الطينية القديمة منتشرة في بازار مدينة كاشغر وكانت تلك صورة للصين في بداية الإصلاح والانفتاح، إنها بداية فقيرة وضعيفة. ويمكنك تصور حجم الصعوبات التي تم التغلب عليها حتى تحقق الانفتاح في مختلف مناطق البلاد وتطورت شتى الصناعات بشكل تدريجي حيث أدى ذلك إلى تغيير ملامح الدولة وحياة الشعب بالكامل.

وتتجه الصين اليوم بخطوات ثابتة نحو الازدهار والقوة. وتترجم خطة التنمية الاجتماعية على أرض الواقع بشكل تدريجي، حيث تنتشر المباني الحديثة، ويدخل الطلاب إلى مؤسسات التعليم العالي. وأصبحت المدن أكثر جمالا، وارتقى مستوى الناس التعليمي، وأصبحت معيشة الشعب أكثر رخاء، وأصبحت الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وفي عام 2000 زرت كاشغر مرة ثانية حيث شهدت طرقا عامة متقاطعة مع انتشار المباني الحديثة والمتاجر الضخمة والنوادي المتنوعة والتغيرات الهائلة.

وفي عام 2018 زرت مدينة أورومتشي مرة أخرى، حيث رأيت سيارات من مختلف العلامات والموديلات في الشوارع ونوادل في الفنادق يتحدثون اللغات الأجنبية بطلاقة. وزُودت غرف الفنادق بالتلفزيون والإنترنت وغيرها من جميع الخدمات. وتتوفر المنتجات في متاجر المدينة وتعكس دورالسينما ومراكز التسوق الكبيرة والنوادي الرياضية سمات المدينة العالمية الكبرى، بينما تضفي الحدائق العامة الرائعة والطرق المحاطة بالأشجار والساحات الترفيهية جمالا على المدينة.

وترتدي الفتيات ملابس أنيقة ويملك كل شخص هاتفا ذكيا يمكنه به التسوق وركوب السيارات وإنجاز العمل. ويسكن أصدقائي الصينيون في شقق واسعة واشترى معظمهم سيارات خاصة وأرسل الكثير منهم أبناءهم وبناتهم إلى الخارج للدراسة وأرى ابتسامة سعيدة ترتسم على وجوه الناس دائما.

وفي السنوات الأخيرة شهد ظهور كلمات جديدة في اللغةالصينية تزايدا مستمرا، بينما تزداد صعوبة فهم الحوار بين الشباب الصينيين. وكان التوسع في المفردات نتيجةً حتمية لظهور أشياء جديدة، وهو مثال على التأثير الكبير للإصلاح والانفتاح في الصين. وكلام الشعب الصيني يجسد الثقة والفخر. والصين بلد له تاريخ طويل وحضارة رائعة وهي مهد للحضارة البشرية. وتقترب الصين المزدهرة والقوية من مركز الساحة الدولية، وهي تؤدي دورا لا غنى عنه في تعزيز التنمية العالمية.

وتعكس الملامح الجديدة لشينجيانغ صورة التغيرات الهائلة التي أحدثها الإصلاح والانفتاح في الصين. ومنذ عام 1978 حتى الوقت الحاضر، وتحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، واصل الاقتصاد الصيني نموه السريع، وارتفع الناتج المحلي الإجمالي من أكثر من 360 مليار يوان إلى أكثر من 82 تريليون يوان. ويعد الإصلاح والانفتاح في الصين تجربة ناجحة تستحق الدراسة من قبل دول العالم، كما أن تجربة تنمية الصين السريعة والسليمة تستحق ترويجها.

وحققت الصين وشعبها الازدهار والقوة بفضل الإصلاح والانفتاح، بينما جلبت مبادرة "الحزام والطريق" فوائد ملموسة إلى البلدان المعنية وشعوبها، فيما جعلت فكرة بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، العالم يرى الأمل في الازدهار المشترك.

---------------------------

* الأمين العام السابق لمنظمة شانغهاي للتعاون ووزير الخارجية القيرغيزي السابق.