الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

تحقيق اخباري : راقصة الباليه السورية ترقص في الأماكن الاثرية القديمة في سوريا لإعادة الألق اليها

arabic.china.org.cn / 03:55:36 2018-11-16

السويداء ــ سوريا 15 نوفمبر 2018 ( شينخوا ) بجسمها الممشوق وحركاتها الرشيقة ولباسها الوردي الجميل ، وقفت الشابة يارا خضير ذات الـ 20 ربيعا على احد المسارح الاثرية في مدينة شهبا التابعة لمحافظة السويداء ( جنوب سوريا ) تؤدي بعض حركات رقص البالية ، لتعيد الألق إلى تلك الأماكن الاثرية الهامة ، وترسل رسالة بأن سوريا بلد الحضارة وليست بلد الحرب والعنف .

وتسعى الشابة خضير من خلال أدائها رقص البالية ، الذي يعد وافدا على سوريا عموما ومحافظة السويداء خصوصا ، أن تؤسس لنواة فرقة لرقص البالية تكون على مستوى عالي ، لاسيما المنتشر حاليا هو رقص الجمباز الايقاعي .

ويارا خضير راقصة البالية ، التي اردت أن تفرد لنفسها هوية خاصة ، بدأت بالرقص في شوارع العاصمة السورية دمشق ، وامام الأماكن الاثرية لتفت الانتباه اليها ، وتصبح تحت الأضواء منذ عدة اشهر ، وتثير جدالا كبيرا بين اوساط الشبان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد لهذه الظاهرة ، ومنتقد ورافضا لها .

وما يلفت الانتباه حقا إلى هذه الشابة هي أنها ليست راقصة بالية فقط ، بل أنها أصبحت مدربة معتمدة في الاتحاد الرياضي العام في سوريا ، في الجمباز الايقاعي ، وباتت تدرب الأطفال ، وبدأ هذا النمط الكلاسيكي من الرقص يلقى ترحيبا لدى معظم العائلات التي ترسل بناتها الى تلك الأماكن لتعلم الرشاقة والليونة .

وقالت الشابة خضير لوكالة (( شينخوا)) بدمشق اليوم ( الخميس ) وهي ترتدي اللباس الوردي وهي تقف على مسرح مدينة شهبا الاثرية الذي يعود تاريخه للحقبة الرومانية ، وحكم فليب العربي الذي بنى تلك المدينة ، إنها " عندما تقوم بالرقص في الأماكن الاثرية القديمة فأنها تشعر بأرواح الفنانين الذين كانوا يؤدون تلك الرقصات من قبل ، وان حركاتها الانيقة والرشيقة هي محاولة لإعادة الالق لتلك المسارح التي كانت تضج بالحركة والحيوية قبل مئات السنين .

في يوم ممطر في مدينة شهبا في ريف السويداء ، غيرت خضير ملابسها في السيارة قبل أن تخرج متوهجة بملابسها الوردية ، لتؤدي بعض الحركات الرشيقة بخفة وتناغم مع إيقاع المكان الاثري .

وفي الوقت الذي كانت فيه الشابة خضير ترقص غير منتبهة للبرد وحبات المطر التي انهمرت بشكل خفيف من السماء ، توقف عدد من الفتيات وهن طلبة مدارس مندهشين لجرأة وشجاعة الشابة خضير التي تحدت المطر ورقصت بكل ثقة على مسرح اثري كان فيما مضى حاضرة تاريخية تشهد أجمل النشاطات الفنية ، وفقا لما يرويه المؤرخون عن هذا المكان .

لقد ساهم نزول المطر في إضفاء جمالية أخرى على المكان ، والذي تناغم أيضا مع أداء تلك الشابة التي حولت هذا المكان الصامت إلى مكان يضج بالحركة بعد أن تجمع العشرات من الأهالي لمتابعة يارا وهي ترقص فوق هذا المسرح المغلق منذ سنوات بسبب الظروف التي تعيشها سوريا .

وقالت خضير إنها تريد نشر هذا الفن مرة أخرى في الأماكن التاريخية وفي البلاد بشكل عام بعد أكثر من سبع سنوات من الحرب .

وأضافت "كنت أرغب في إعادة الفن إلى المسارح القديمة التي كانت عبارة عن ساحات للفن في الماضي ، وكنت أرغب في إحياء ونشر الفن مرة أخرى في هذه الأماكن القديمة".

وقالت أيضا "أردت أيضا أن أبعث برسالة حب وفن إلى العالم من الأماكن التي عانت من حرب طويلة وتغيير الصورة النمطية التي تم تشكيلها حول سوريا خلال الحرب".

وتابعت خضير تقول ، والتي تدرس في كلية الإعلام أيضاً ، إن الصورة السورية قد تغيرت خلال الحرب وأن نشر رسالة الفن سيستعيد البريق المفقود للبلاد.

وقالت إنه بالرغم من الحرب ، إلا أنها ظلت ترقص ، ولم تتوقف عن الرقص ، مشيرة إلى أنها افتتحت مركزا لتدريب الرقص وبات لديها عدد لابأس به من المتدربين .

وقالت أيضا "أردت نشر الرسالة التي تظهر ثقافتنا وحضارتنا للعالم لأن صورتنا تغيرت في أذهان كثير من الناس حول سوريا بسبب الأزمة التي مرت بها سوريا وأود أن أنشر صورة جميلة عن رقصة الباليه المحترفة في سوريا " .

ويشار إلى ان يارا طالبة في كلية الإعلام من مواليد 1998 وراقصة باليه محترفة حازت على بطولة سوريا بالجمباز الإيقاعي عام 2011 ، وشاركت في افتتاح بفقرة رقص باليه في افتتاح معرض دمشق الدولي العام الماضي .

ومهما كان الاختلاف حول رقصة يارا في شوارع بلدها الحزين من ويلات الحرب وزفرات المنكوبين وحنين اللاجئين ، فإن يارا تمثل جيلا سوريا جديدا ، وظاهرة من ظواهر المجتمع السوري بدأت تكسر كل هو مألوف ، وتنطلق نحو شيء جديد ، وثقافة جديدة .




   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号