arabic.china.org.cn | 14. 11. 2018

تحقيق إخباري: التوتر مع إسرائيل ينشر الدمار مجددا في قطاع غزة

غزة 13 نوفمبر 2018 (شينخوا) تحولت منازل ومقرات مدنية وأخرى حكومية إلى ركام متناثر في مناطق متفرقة من قطاع غزة جراء هجمات جوية ومدفعية مكثفة تشنها إسرائيل ضمن جولة توتر جديدة مع الفصائل الفلسطينية.

ومع توالي الغارات، استعاد سكان غزة الذكريات القاسية للهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة صيف العام 2014 وما خلفه من دمار واسع لمئات المنازل والأبراج السكنية والمنشآت المدنية بعضها لم يتم إعادة إعماره حتى الآن.

ويواصل الطيران الحربي الإسرائيلي منذ يوم (الأحد) الماضي شن سلسلة غارات على أماكن متفرقة على طول القطاع، بحسب ما ذكرت مصادر أمنية فلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا)).

وقالت المصادر، إن الغارات استهدفت مواقع لحركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي وأراضي زراعية بالإضافة إلى مقر قناة الأقصى الفضائية و 3 مقرات آخري حكومية.

وأدى ذلك إلى قتل ستة فلسطينيين بينهم عنصران يتبعان للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وواحد لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وأصيب 25 آخرون حتى الآن.

كما أحدثت الغارات أضرارا مادية كبيرة للأماكن المحيطة بمواقع القصف، بالإضافة إلى أصوات انفجارات وارتجاجات ضخمة خلقت حالة من الخوف والرعب في صفوف السكان.

وتضمنت الغارات تدمير 6 بنايات سكنية مكونة من عدة طوابق أحدها تضم 4 منها وسط مدينة غزة واثنتين في خانيونس يقطنها عشرات العائلات الفلسطينية ما أدى إلى تشريدهم بالعراء في ظل الأجواء الباردة.

وتضم إحدى البنايات المستهدفة روضة لرياض الأطفال يلتحق بها قرابة 140 طفلا وطفلة.

ولم يوقع قصف البنايات إصابات في صفوف قاطنيها بسبب إخلائها قبل وقت قصير من استهدافها بناء على اتصال يتلقاه صاحب المبني من الجانب الإسرائيلي، بحسب ما أبلغ أصحاب المباني وكالة أنباء ((شينخوا)).

وفور وصول الاتصال يتسابق سكان المنزل المهدد بالقصف مع الموت من أجل إخلائه خوفا على حياتهم بالتزامن مع إطلاق طائرات استطلاع إسرائيلية صواريخ تحذيرية قبل استهدافه بالطائرات الحربية.

ويقول نصر الله البريم (66 عاما) ل(شينخوا)، إن طائرات الاستطلاع أطلقت صاروخين تحذيريين على بيته المكون من ثلاثة طوابق شرق خانيونس ومن ثم عاودت الطائرات الحربية بالإغارة عليه بعد وقت قصير وسوته بالأرض.

ويضيف البريم الذي يعمل محاميا، إن قصف البيت تم من دون معرفة سبب ذلك، مشيرا إلى أن أفراد عائلته مدنيين وليس لهم علاقة بالتنظيمات.

ولدى البريم الذي سيطر عليه مشاعر الحزن والحسرة على هدم منزله، خمسة أولاد بالإضافة إلى زوجته.

واعتبر البريم الذي وقف على أنقاض منزله يتفقد ذكرياته الطويلة في منزله المدمر أن ما جرى "جريمة إسرائيلية مع سبق الإصرار والترصد كون العائلة مدنية ولم يكن بجوارها أي أحداث ميدانية".

وأشار إلى أن "المنزل سيتم إعادة بناءه في تحدي لإسرائيل التي تحاول تهجير الشعب الفلسطيني"، داعيا كافة الجهات لمساعدته في عودة بناء منزله مرة أخرى.

ويتخوف سكان القطاع من توسيع رقعة التصعيد وتكرار نفس السيناريو لاسيما أن بعض البيوت التي دمرت في الهجوم الأخير لم يتم إعادة بناءها.

وقوبل قصف المباني السكنية المأهولة بتنديد الفصائل الفلسطينية التي هددت بتوسيع ضرباتها بالقذائف الصاروخية بحجم التصعيد الإسرائيلي.

وعقد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة مؤتمرا صحفيا قبالة بناية سكنية دمرها الطيران الإسرائيلي للمطالبة بتدخل دولي لوقف استهداف الأعيان والمنشآت المدنية.

وقال رئيس المكتب الإعلامي سلامة معروف خلال المؤتمر "إن إسرائيل تتعمد استهداف بناية سكنية تضم مؤسسات مدنية وخدماتية ومؤسسات ومحال تجارية بما يمثل جريمة حرب".

وشدد معروف على أن "المنشآت المدنية محمية وفق القانون الدولي الإنساني والأعراف والمواثيق الدولية ما يتوجب تدخلا دوليا بشكل فوري لوضع حد لجرائم إسرائيل".

ودعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومنع قيام إسرائيل من ارتكاب "مجزرة جديدة" في غزة.

وطالب عريقات في بيان، المحكمة الجنائية بفتح تحقيق قضائي مع المسئولين الإسرائيليين الذين يتحملون مسؤولية ارتكاب هذه "الجرائم".

من جهتها، قالت حكومة الوفاق الفلسطينية إن "العدوان الإسرائيلي ما كان ليحدث لولا الصمت الدولي على أفعال الاحتلال والدعم اللا محدود والتشجيع الذي يتلقاه من الإدارة الأمريكية".

واعتبرت الحكومة في بيان لها عقب اجتماعها الأسبوعي في مدينة رام الله، "جرائم الحرب الإسرائيلية والعدوان المتصاعد واستهداف قطاع غزة المحاصر عسكريا بشكل متواصل يهدف إلى جر المنطقة نحو مزيد من العنف وعدم الاستقرار".

ودعت الحكومة، المجتمع الدولي برفع الحصانة السياسية والقانونية عن إسرائيل والتدخل الفوري لوقف عمليات القتل والتصعيد وتوفير الحماية الدولية العاجلة والفورية ورفع الحصار الجائر عن القطاع.

في المقابل، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي ادرعي في بيان، أن سلاح الجو قصف 150 موقعا في قطاع غزة تابعين لحماس والجهاد الإسلامي من بينهم المواقع ثلاثة مباني حكومية تابعة لحماس قال إنها "تستخدم لأغراض عسكرية".

ولم يتطرق أفيخاي في بيانه على قصف البنايات السكنية المأهولة، مشيرا إلى أن سكان القطاع لم ينس حالات الخوف التي سببتها لهم حماس عامي 2012 و2014، محملا الحركة الإسلامية مسئولية ما يجري في القطاع.

وتزامنا مع ذلك واصلت الفصائل الفلسطينية المسلحة إطلاق رشقات من القذائف الصاروخية من القطاع على جنوب إسرائيل.

وذكرت مصادر إسرائيلية، أنه تم إطلاق أكثر من 400 قذيفة صاروخية باتجاه من غزة إسرائيل وهو الأعلى على الإطلاق منذ بدء الهجوم الإسرائيلي الأخير على القطاع العام 2014.

وأوضحت المصادر أن بعض الصواريخ سقطت في مباني وأدت إلى إصابة 90 إسرائيليا بينهم اثنان جراحهما خطيرة، لكن معظم الصواريخ سقطت في مناطق مفتوحة وتم اعتراض 70 منها.

ودفع التصعيد المتواصل في قطاع غزة إلى تعليق الدوام في المدارس والجامعات والكليات والمؤسسات الحكومية، كما بدت الشوارع شبه خالية من المارة.

وبدأت جولة التوتر الحالية إثر اشتباكات في جنوب قطاع غزة عقب تسلل قوة إسرائيلية خاصة إلى داخل القطاع واكتشاف أمرها من مسلحي كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس الليلة الماضية.

وأسفرت الاشتباكات عن مقتل سبعة فلسطينيين بينهم قيادي ميداني في كتائب القسام وإصابة سبعة آخرين مقابل مقتل ضابط إسرائيلي وإصابة أخر بجروح.

وكانت إسرائيل شنت ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة، الأولى نهاية العام 2008 وبداية العام 2009، والثانية في نوفمبر 2012 وصولا إلى الهجوم الأخير صيف العام 2014.

1   2   3   4   5   6   7   >  


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号