مقالة خاصة: سياسة تركيا الكريمة تجاه اللاجئين تواجه تحديات

أنقرة 11 نوفمبر 2018 (شينخوا) بينما يرسل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قوات إلى حدود المكسيك لمنع تقدم ألاف المهاجرين، تستضيف تركيا 3.6 مليون سوري من المحتمل ان يبقوا لأجل غير مسمى فى ظل موقف متغير مقلق تجاههم.

ويعيش حسام في أنقرة منذ عام 2015. قبل ذلك، كان الشاب البالغ من العمر 29 عاما وهو من مدينة حلب شمالي سوريا وحرفته المشغولات الفضية، يعيش في أحد المخيمات جنوب شرقي تركيا، بالقرب من الحدود السورية.

وقال حسام لوكالة أنباء ((شينخوا)) "كان يجب ان أغادر لايجاد عمل لإعالة أسرتي. على الرغم من ان تركيا كانت كريمة جدا معنا. لم أكن اريد البقاء في مخيم ولهذا توجهت إلى انقرة، حيث استطعت ان اجد فرصة عمل في متجر للمجوهرات."

ومثل العديد من السوريين، لم يكن حسام يتصور العودة إلى بلاده في أي وقت قريب طالما ان القتال مازال مستمرا على الرغم من وقف إطلاق النار غير المستقر.

وقال حسام "اننا لا نخطط للعودة حتى إذا كان هناك تسوية سلمية لان عملية إعادة بناء حلب ومدن مدمرة أخرى سوف تستغرق سنوات كثيرة. لقد اسسنا حياتنا هنا."

ويعتقد خبراء ان السوريين الذين لا يملكون شيئا في بلادهم سوف يبقون في تركيا.

وقال سيبنيم كوسير مدير مركز دراسات الآسيان في جامعة كوج في إسطنبول إن "ما يزيد على 600 ألف طفل سوري في المدارس في تركيا ربما يشعرون بشكل أكبر انهم أتراك."

وبذلت تركيا جهودا يعترف بها المجتمع الدولي لتخفيف معاناة ملايين السوريين واستضافت بالفعل اكبر عدد من اللاجئين في العالم.

وأظهرت احصاءات جديدة نشرتها إدارة الهجرة في تركيا ان البلاد تشهد يوميا ولادة 395 طفلا سوريا. وولد نحو 280 ألف طفل سوري في تركيا، معدل ولادة عالي يمثل تحديا للنسيج الديموغرافي للبلاد.

وقال الخبير "انفقت تركيا حتى الآن 33 مليار دولار أمريكي على اللاجئين السوريين. مقارنة باللاجئين في الأردن ولبنان ووضعهم هنا أفضل."

وبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين في شهر اكتوبر 3.589 مليون، وفقا لأعداد نشرتها وكالة الأمم المتحدة للاجئين.

وهناك أيضا نحو 450 ألف لاجئ من العراق، هربوا من تنظيم الدولة الاسلامية قبل طرد الجماعة المتطرفة من شمالي العراق في عام 2017.

ولكن تركيا أصبحت مشبعة بشكل كبير ولا تستطيع قبول المزيد من اللاجئين. وشددت الحكومة التركية مؤخرا سياساتها المتعلقة باللاجئين.

وخلال عام 2018 حتى الآن، تم منع 430 ألف لاجئ غير قانوني من دخول تركيا، طريق أساسي لمن يحاولون الوصول إلى أوروبا، نتيجة لتحسين التدابير الأمنية، من بينها جدار أمني بارتفاع 2.5 متر على الحدود السورية، بحسب ما قالت مصادر أمنية لوكالة أنباء ((الاناضول)).

وقامت تركيا بعمليتين عسكريتين عبر الحدود في سوريا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد وتتمنى فتح الطريق امام السوريين للعودة إلى بلادهم.