الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

معرض الصين الدولي للاستيراد يرسل إشارات مهمة إلى العالم

arabic.china.org.cn / 16:52:13 2018-11-07

كتب – يحيى مصطفى

7 نوفمبر 2018 / شبكة الصين / وسط اهتمام محلي ودولي كبير اُفتتح معرض الصين الدولي الأول للاستيراد في المركز الوطني للمعارض والمؤتمرات بشانغهاي يوم الاثنين 5 نوفمبر الجاري، حيث ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ خطابا مهما في مراسم الافتتاح وجه من خلاله عدة رسائل قُوبلت بترحاب على الصعيدين المحلي والعالمي نظراً لإسهام الصين الكبير في الاقتصاد العالمي.

يعد هذا المعرض أول معرض دولي مخصص بأكمله للواردات، في الصين وعلى الصعيد العالمي. وباعتبارها دولة معروفة سابقا بالصادرات، فإن الصين ترسل إشارة مهمة إلى العالم بأنها ملتزمة أيضا بجلب أفضل السلع والخدمات من جميع أنحاء العالم لفائدة الصين والشعب الصيني. ويوضح المعرض أن الصين ملتزمة بالعولمة على الرغم من التوترات التجارية، ويشير أيضا إلى أنها ملتزمة بزيادة انفتاح سوقها ودعم التجارة الدولية والعولمة.

وأبدت الشركات العالمية الكبرى دعمها للمعرض حيث ترغب على وجه الخصوص، في عرض تكنولوجيا التصنيع المتقدمة، وذلك باستخدام البيانات الكبيرة والتحليلات. وتود هذه الشركات إظهار كيف يمكنها في مجالات تخصصها تلبية احتياجات الصين الضخمة مع دعم التحول الصناعي في الصين.

والصين محقة في إقامة معرض يركز على الواردات حيث ان البلاد تحتفل بذكرى مرور 40 عاما على الإصلاح والانفتاح. ومع تحويل الصين اقتصادها من الاستثمار والابتكار المدفوع بالتصدير إلى الابتكار والاستهلاك المدفوع بالواردات، ستزداد أهمية الواردات لدفع الاستهلاك المحلي، وبدورها ستنمو صادرات البلدان الموجهة إلى الصين.

ومن المتوقع أن يصل عدد زوار شانغهاي إلى 400 ألف زائر لحضور فعاليات هذا المعرض، وهو أحد أهم الأحداث الرئيسية التي ستقام في البلاد هذا العام. ويشارك في هذا الحدث الذي يستمر ستة أيام، نحو 172 دولة ومنطقة ومنظمة دولية، وأكثر من 3600 شركة، من بينها 200 شركة مدرجة في قائمة مجلة فورتشن الأمريكية لأفضل 500 شركة عالمية.

ومن المقرر أن يظهر معرض شانغهاي، بوضوح للجمهور الدولي أن الاقتصاد الصيني لم يعد محض قوة التصنيع لـ"صنع في الصين" خلال السنوات الأخيرة، ولكنه الآن مدفوع بالمستهلكين الذين يرغبون في شراء ما يعرضه العالم.

وفي ظل تزايد التوترات التجارية الدولية، يهدف المعرض أيضا إلى إثبات أن الصين منفتحة للأعمال التجارية. ويعتبر هذا المعرض أكبر حدث متعلق بالاستيراد ينظم حتى الآن في البلاد.

وتشمل الجهات العارضة مجموعة واسعة من الشركات، من تلك التي تعرض خبراتها في التكنولوجيات الراقية مثل الروبوتات الصناعية والآلات المكنية والذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية المتقدمة، إلى تلك التي تبيع الأغذية والسلع الاستهلاكية الفاخرة.

وتفيد تقارير صحفية بأن 60 في المائة من أعضاء غرفة تجارة الاتحاد الأوروبي في الصين يرون أن المنتجات الصينية هي الآن على قدم المساواة أو أكثر ابتكارا من الأوربية. وترى الغرفة أن هذه إشارة تريد من الشركات إرسالها إلى مقارها الرئيسية، وان هذه الشركات بحاجة إلى الاستيقاظ ووضع مواردها في الصين.

ووفقاً للبيانات الرسمية فإن واردات الصين أصبحت الآن محركا هاما للاقتصاد العالمي حيث أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم هو أيضا ثاني أكبر مستورد للسلع لتسع سنوات متتالية وشكل ذلك 10.2 في المائة من الواردات العالمية في العام الماضي.

وتعد إعادة التوازن بعيدا عن الصادرات والاتجاه نحو الاستهلاك واحدا من أهم الاتجاهات الاقتصادية على الصعيد العالمي. ولا يزال الطلب المحلي في الصين ينمو بوتيرة أسرع من التي في بقية العالم، ويعني ذلك أن الصين ستجلب الواردات إلى الداخل بشكل متزايد.

ولا يظهر المعرض صعود الصين في إطار سياسة الإصلاح الانفتاح فحسب، ولكن أيضا يقدم صورة وطنية لبلد مفتوح وشامل ومتبادِل. ومن المرجح أيضا أن يوضح المعرض كيف أن الواردات مهمة في دفع التحديث الصناعي بالبلاد وتحقيق الأهداف، مثل صنع في الصين 2025، وأن تصبح رائدة في التكنولوجيا العالمية بحلول 2035. وأنها تريد بشكل خاص المضي قدما في التصنيع المتقدم، والروبوتات والذكاء الاصطناعي.

وتعتبر التكنولوجيا المتقدمة عموما جهدا تعاونيا، ولذلك فإن الواردات أمر منطقي من وجهة نظر متعددة، ولكن من أهمها دورها في تحديث البصمة الصناعية الصينية من حيث نقل التكنولوجيا وفي نواح أخرى.

وسيكون المعرض إلى جانب مبادرة الحزام والطريق فرصة كبيرة لبعض الدول التي لم تصدر إلى الصين من قبل وبشكل خاص في آسيا الوسطي وبالنسبة للصادرات الزراعية. وقد يكون في ذلك أيضا فرصة لبعض الدول الأفريقية والأمريكية الجنوبية لمحاولة تأسيس سوق لها في الصين. ومع ذلك، ورغم أن هذه السوق لديها إمكانات هائلة، فلها أيضا تحديات فريدة من نوعها، فهي سوق معقدة وسريعة الحركة.

ومع تصاعد التوترات التجارية، يأمل العديد من المشاركين في المعرض أن يظهر الحدث أهمية التجارة المفتوحة. وأعربت أوساط الصناعة والتجارة في العالم عن عظيم تقديرها وإعجابها ببعد نظر القيادة الصينية في توحيد العالم بشكل أوثق من أي وقت مضي من خلال استضافة مثل هذا الحدث الدولي. وترى هذه الأوساط أن الصين هي محرك هام للنمو الاقتصادي العالمي والازدهار، وأعربت عن سرورها لدعم الحكومة الصينية العولمةَ والتجارة الحرة.

وهناك إجماع على أن المعرض يشكل فرصة كبيرة للشركات في جميع أنحاء العالم، لأن الصين تريد المزيد من الشراء ولا تريد فائضا تجاريا. وهذا الحدث مهم جدا ويمثل فرصة تسوق كبيرة للصينيين.


 


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号