arabic.china.org.cn | 31. 10. 2018 |
31 أكتوبر 2018 /شبكة الصين/ في مايو 2017، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ في منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، أن الصين ستقيم اعتبارا منذ عام 2018 معرض الصين الدولي للاستيراد (CIIE)، الذي تنظمه وزارة التجارة الصينية وحكومة شانغهاي معا. خلال الفترة من الخامس إلى العاشر من نوفمبر، ستقام الدورة الأولى لهذا المعرض في المركز الوطني للمعارض والمؤتمرات في شانغهاي.
من المتوقع أن يوفر هذا المعرض منصة مفتوحة للتعاون، حيث تظهر البلدان من أنحاء العالم إنجازات تنميتها وتقوم بأعمال التجارة الدولية. هذا الحدث العظيم له مغزى هام في الوقت الحالي الذي يشهد صعودا للأحادية المتزايدة والحمائية التجارية، وما يفرضه ذلك من تهديد للنظام التجاري العالمي المتعدد الأطراف.
الانفتاح على مستوى أعلى
في إبريل عام 2018، أكد الرئيس شي جين بينغ أثناء خطابه في مراسم افتتاح المؤتمر السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي لعام 2018، أن معرض الصين الدولي للاستيراد منصة كبيرة وستستضيفه الصين كل عام. وأضاف: "إنه ليس معرضا عاما بل إعلان سياستنا الهامة وعملنا الكبير لنفتح السوق الصينية بالمبادرة الذاتية".
من المتوقع أن يعزز هذا المعرض بقوة جولة جديدة من الانفتاح الصيني على مستوى أعلى. منذ بداية عام 2018، أعلن الرئيس شي جين بينغ سلسلة من التدابير الرئيسية لتوسيع الانفتاح، من بينها زيادة الواردات كأحد الجوانب الرئيسية لها. في الوقت الحالي، تم تسريع الإجراءات المعنية لتوسيع الواردات، وقد ظهرت النتائج الإيجابية لبعض هذه الإجراءات. على سبيل المثال، خفضت الصين التعريفات الجمركية على 1500 سلعة استهلاكية، من بينها تخفيض الرسوم المفروضة على السيارات المستوردة من 25% إلى 15% اعتبارا من أول يوليو عام 2018، وإعفاء 28 عقارا طبيا من الرسوم الجمركية على الواردات، ومن ضمنها جميع الأدوية المضادة للسرطان اعتبارا من الأول من مايو عام 2018. ومن المقرر أن تخفض الصين الرسوم الجمركية على 1585 منتجا صناعيا مستوردا اعتبارا من الأول من نوفمبر عام 2018، وكل ذلك يخفض معدل التعريفة الجمركية في الصين من 8ر9% في العام الماضي إلى 5ر7% حاليا.
باستعراض مسيرة الإصلاح والانفتاح خلال الأربعين سنة الماضية، نجد أن تخفيض الرسوم الجمركية وزيادة الواردات مطلب للتنمية الاقتصادية والانفتاح في الصين. إن إقامة معرض الصين الدولي للاستيراد، كخطوة كبيرة تتخذها الصين لدعم حرية التجارة والعولمة الاقتصادية وفتح السوق على نطاق أوسع تجاه العالم، ستوطد جميع التدابير الصينية لزيادة الواردات لإظهار ثقة وعزم الصين لفتح السوق على نطاق أوسع تجاه العالم بأكمله، وتدعم الجولة الجديدة من الانفتاح على مستوى عال.
تعزيز التنمية الاقتصادية العالية الجودة
تحول الاقتصاد الصيني من النمو بسرعة عالية إلى النمو العالي الجودة. إن زيادة الواردات بشكل مستمر ستقدم دفعة قوية للإصلاحات الهيكلية في جانب العرض وتحسين جودة وكفاءة التنمية الاقتصادية الصينية.
على مدى الأربعة عقود الماضية، اعتمد نمو الاقتصاد الصيني رئيسيا على حوافز الصادرات والاستثمارات والاستهلاك. وشكلت صادرات السلع والخدمات ما يقرب من أربعين في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الصيني. في ظل إعادة هيكلة وترقية الاقتصاد الصيني في السنوات الأخيرة، أصبح الاستهلاك الآن محركا رئيسيا لنمو الاقتصاد الصيني، حيث احتل الاستهلاك 6ر53% من الناتج المحلي الإجمالي الصيني في عام 2017، وبلغ معدل مساهمته 8ر58% في نمو الاقتصاد الوطني. في السنوات المقبلة، ستولي الصين المزيد من الاهتمام بالتنمية المتوازنة لوارداتها وصادراتها، وخاصة بالدور الذي يقوم به الطلب المحلي في دفع النمو الاقتصادي. من خلال زيادة الواردات، يمكن للصين أن تجعل تخصيص الموارد أكثر عقلانية وفاعلية في أنحاء العالم، وتحسن هيكل العرض وجودة نظام العرض بها، وتعزز إعادة الهيكلة الصناعية وترقية هيكل الاستهلاك وتدعم الابتكار السياسي، وصولا إلى خلق بيئة تجارية أفضل وإنشاء النظام الاقتصادي الحديث.
حققت الصين حاليا مجتمع الحياة الرغيدة، وسوف تنجز بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل في السنوات المقبلة.
في الوقت نفسه، تعاظمت الاحتياجات المادية والثقافية للصينيين ويزداد طلبهم على السلع العالية الجودة المنتجة في أنحاء العالم بشكل مستمر. وفقا لإحصاء منظمة السياحة العالمية، أنفق الصينيون 258 مليار دولار أمريكي في رحلاتهم إلى الخارج في عام 2017 ، أي ما يعادل 20% من إجمالي إنفاق السياح في أنحاء العالم لنفس العام. كما وصلت قيمة التسوق للصينيين في خارج البلاد إلى 8ر99 مليار دولار أمريكي. إن إقامة معرض الصين الدولي للاستيراد ستوفر فرصة "لقاء" مباشر بين البضائع الأجنبية العالية الجودة والمستهلكين الصينيين، وتقدم مزيدا من الخيارات للاستهلاك المحلي، لتلبية الاحتياجات المتزايدة المتنوعة.
دعم بناء اقتصاد عالمي مفتوح
على مدى الأربعة عقود الماضية منذ تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، حققت الصين تنمية مدهشة. الصين حاليا هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم وتحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث تجارة السلع. تجاوز معدل مساهمة الصين في نمو الاقتصاد العالمي 30% لسنوات عديدة متتالية. تعد الصين عامل استقرار ومحركا رئيسيا للاقتصاد العالمي. وفقا للكتاب الأبيض بعنوان "الصين ومنظمة التجارة العالمية"، الذي أصدره المكتب الإعلامي لمجلس الدولة الصيني في يونيو عام 2018، من المتوقع أن تستورد الصين بضائع قيمتها 24 تريليون دولار أمريكي في السنوات الخمس عشرة المقبلة، أي أكثر من إجمالي وارداتها خلال الأربعين سنة الماضية (8ر21 تريليون دولار أمريكي) منذ تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين.
معرض الصين الدولي للاستيراد منصة مفتوحة حيث يتم شراء وبيع المنتجات من جميع أنحاء العالم، الأمر الذي يعكس بشكل كامل موقف الصين الثابت في دعم النظام التجاري المتعدد الأطراف وتطوير التجارة الحرة، ويطلق رسالة إيجابية لمعارضتها الحمائية وعزمها على بناء وحماية اقتصاد عالمي مفتوح. كما يعكس ذلك، من خلال إقامة منصة تسهيل دخول السلع والخدمات الأجنبية إلى الصين، التزام الصين كبلد كبير، بمسئولياتها لتعزيز بناء اقتصاد عالمي مفتوح، مما سيعزز بشكل فعال حرية التجارة العالمية، ويخلق مطالب جديدة ويضخ زخما جديدا لنمو الاقتصاد العالمي.
حظيت الدورة الأولى لمعرض الصين الدولي للاستيراد باهتمام ومشاركة واسعة على الصعيد الدولي، كما حصلت على الدعم القوي من منظمة التجارة العالمية ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو). سيحضر المعرض أكثر من عشرة رؤساء دول وحكومات ومئات من كبار المسؤولين والمديرين التنفيذيين في الشركات. في "منتدى هونغتشياو الاقتصادي والتجاري الدولي" الذي سيعقد خلال المعرض، سيناقش المسؤولون والخبراء ورجال الأعمال قضايا الانفتاح والتعاون المربح للجميع سعيا وراء تحقيق التنمية المشتركة وحشد حكمتهم لحل المشكلات التي تواجه البشرية بأسرها، وبناء توافق في الآراء لدعم حرية التجارة والعولمة الاقتصادية.
منصة هامة لتعزيز التجارة الدولية
يعد معرض الصين الدولي للاستيراد أول معرض موضوعه الاستيراد، في العالم، كما أنه المعرض الكبير الوحيد في العالم، الذي يطلب كل معروضاته من الواردات. وسوف يضم المعرض شركات التصنيع من المستوى الأول والمنتجات والخدمات من كافة أنحاء العالم، وسيخلق بيئة من الدرجة الأولى للعارضين والزوار، لتقديم منصة مفتوحة لتعزيز التجارة الدولية.
يتكون معرض الاستيراد من المعرض الوطني الشامل للتجارة والاستثمار والمعارض التجارية الرئيسية السبعة، على مساحة إجمالية تبلغ ثلاثمائة ألف متر مربع. ينقسم المعرض إلى أقسام المعدات الذكية الراقية والسيارات والإلكترونيات الاستهلاكية والأجهزة المنزلية والملابس والاكسسوارات والمواد الاستهلاكية والمعدات الطبية ومنتجات الرعاية الصحية والمنتجات الغذائية والزراعية. تعد هذه المعروضات من المنتجات المحلية النموذجية المتميزة من إنتاج دول ومناطق مختلفة، بالإضافة إلى عرض أكثر من مائة منتج جديد وتقنيات جديدة، تبين المستوى الأكثر تقدما وأحدث الاتجاهات للسلع والخدمات على مستوى العالم.
حتى الآن، أكدت 80 دولة و2800 شركة من 130 دولة ومنطقة مشاركتها في هذا المعرض. ومن بين هذه الشركات أكثر من 200 شركة من أقوى 500 شركة في العالم، تغطي جميع أعضاء مجموعة العشرين، ومنها شركات تنتمي إلى خمسين بلدا ومنطقة على طول "الحزام والطريق" و30 من البلدان الأقل نمواً. ومن المتوقع أن يشارك في المعرض أكثر من 150 ألف مشتر صيني وأجنبي. يأمل كثير من العارضين أن يساعدهم هذا المعرض على استكشاف المزيد من قنوات التسويق وبناء علاقات مع المزيد من الشركاء التجاريين، وبالتالي تحسين وجودهم في السوق الصينية وكذلك الأسواق الأخرى في جميع أنحاء العالم.
لضمان تحقيق أفضل النتائج، تقوم جهة تنظيم المعرض بتنظيم أنشطة ربط الأعمال بين الشركات المشاركة، كما تتخذ سلسلة من التسهيلات في التخليص الجمركي والتفتيش والحجر الصحي، وخاصة في حماية حقوق الملكية الفكرية. سيتم إنشاء مركز خدمة في قاعة المعرض لحماية حقوق الملكية الفكرية والتعامل مع النزاعات التجارية وتقديم الخدمات القانونية المعنية. كل هذه الإجراءات ستسهم في تحقيق هدف معرض الصين الدولي للاستيراد لجعله منصة هامة للتجارة العالمية.
--
ياو لينغ: نائب مدير قسم دراسات أوروبا وأوراسيا في أكاديمية التجارة الدولية والتعاون الاقتصادي التابعة لوزارة التجارة الصينية.
(المصدر: الصين اليوم)
انقلها الى... : |
|
||
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |