الشركات الصينية العاملة في أفريقيا تعود بالنفع على السكان المحليين

21 أكتوبر 2018 / شبكة الصين / يعتبر المجمّع الصناعي الشرقي الواقع في الضاحية الجنوبية للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أول منطقة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وإثيوبيا على المستوى الوطني، حيث تبلغ مساحته 5 كيلومترات مربعة ويربط بين مدينتين يقارب تعداد كل منهما 600 ألف نسمة.

ويعمل في المجمع حاليا 85 شركة في مجال النسيج والملابس الجاهزة والأحذية والصلب والإسمنت والأدوية وتجميع السيارات، معظمها من الصين. وتظهر شاشة عملاقة على بوابة المجمع ثمانية مقاطع صينية معناها "الصداقة الصينية الإفريقية والتعاون والفوز المشترك"، ويتجمّع المحليون الباحثون عن فرص عمل بالقرب من الشاشة في انتظار عروض العمل الجديدة.

وكانت الشركات العاملة في المجمع قد وفّرت أكثر من 10 آلاف فرصة عمل للمحليين منذ نوفمبر 2007، وقال الشاب الصغير بيام (18 سنة) إنه أمضى قرابة عام في العمل على خط إنتاج بشركة ليفان لتجميع السيارات لـ8 ساعات يوميا باستثناء العطلات والأعياد، ويحصل على راتب شهري قدره 1800 بير (نحو 60 دولارا)، وهو راتب أعلى من المتوسط المحلي الذي يقدر بـ40 دولارا.

وذكر بيام أنه تعلم الكثير من عمله مع الصينيين مثل معارف الصناعات التحويلية المتقدمة التي تختلف عن الصناعة التقليدية اليدوية، وكذلك اتقان العمل والتواصل مع الآخرين.

وداخل مصنع "الشرق" للطباعة والصباغة القريب من شركة ليفان، يقوم الفني الصيني وو يون فيه بأعمال التحضير لبدء تشغيل آلة نسيج جديدة. وعلى الرغم من أنه لا يجيد الإنجليزية إلا أنه نجح في تكوين علاقات جيدة مع العمال المحليين. وقال وو إنه في كثير من الأحيان يستخدم حركات يديه للتفاهم مع المحليين، وقد تكون الابتسامة فقط كافية لإظهار حسن نيته وامتنانه.

وذكر وو أن نسبة العمال الصينيين إلى المحليين في الشركات الصينية العاملة في إفريقيا بلغت 8:1 وفي بعض المصانع تكون هذه النسبة أعلى لتصل إلى 20:1.

وقال الشاب جيمس (27 سنة) إن اسمه الصيني "شانغهاي"، وهو ضمن الدفعة الأولى من الموظفين المحليين بشركة هواجيان الصينية التي أسست مصنعا لها في أثيوبيا عام 2012، وبعد ستة أعوام ترقى من عامل إلى مساعد مدير المصنع ويتولى مسؤول التواصل بين الموظفين الصينيين والمحليين. وقال جيمس بلغة صينية واضحة "أشكر الصينيين على تعليمي التقنية والثقافة".

وكان جيمس قد تعلم اللغة الصينية خلال دورات تدريبة بعد بدء عمله في المصنع، وقد زار الصين للتدريب لمدة عام ضمن مجموعة ضمّت 55 موظفا محليا.