arabic.china.org.cn | 16. 10. 2018

تحقيق إخباري: طفل مريض بالسرطان من غزة يجذب الأنظار بمهاراته في الطهي

غزة 15 أكتوبر 2018 (شينخوا) رغم مرضه الذي أجبره على ترك المدرسة، يتقن الطفل الفلسطيني محمود ابو ندى، طهي وجبات طعام متنوعة ويتلقى تدريبا لتطوير مهاراته في أحد مطاعم غزة.

ويعاني محمود (11 عاما) من مرض سرطان الدم والأنيميا اللذين منعاه وشقيقتيه من مواصلة الدراسة لمنع تدهور حالتهم الصحية.

وأُجبر محمود على متابعة دروسه في المنزل والتقدم للاختبارات في اخر كل عام.

لكن حالته الصحية لم تحول دون ممارسته هواية فن طهي وجبات الطعام ليثير الإعجاب نظرا لصغر سنه.

ويروي محمود لوكالة أنباء ((شينخوا)) أنه كان يتناول الطعام في مطعم محلي في غزة مع عائلته عندما راودته فكرة الدخول إلى المطبخ "حيث شعرت أنني أنتمي إليه".

ويقول "شدتني تفاصيل العمل داخل المطبخ وتابعت بإعجاب إنجاز المهام المختلفة من طهي الطعام وتزيين الوجبات".

وتخطى محمود مرحلة الإعجاب عندما خضع لاختبار صغير من القائمين على المطبخ.

إذ وضعت أمامه عدة أطباق من البهارات ليفاجئ الطاقم وينبهر بمعرفته بجميع أنواعها بواسطة حاسة الشم فقط.

كما أنه أظهر حرفية عالية في استخدام السكين ووسائل الطهي الأخرى.

ويشير محمود إلى أنه أحب تطوير مهاراته في الطهي بصورة أكبر، وطلب من المطعم العمل لديهم، لكنهم رفضوا لأن القانون يمنع عمالة الأطفال، لكنهم قبلوه كمتدرب لديهم.

وتدريجيا أظهر إتقانا في طهي عدة وجبات طعام شرقية وغربية.

وبدأ محمود بإظهار موهبته منذ ثلاثة أعوام، حين شرع في تقليد والدته في عمل الشطائر والعصائر.

وأول ما أنجزه طهي شطيرة كبيرة من البيض بالخضار لشقيقته ياسمين التي تكبره بخمسة أعوام ومريضة مثله بالسرطان.

ويشرح محمود وصفة شطيرته الشهيرة بأنه استخدم الخبز العربي وخفق البيض وحده ومن ثم وضع بعض البهارات عليه مع الملح والفلفل الأسود، وصلصة خاصة صنعها بنفسه في البداية ومن ثم البيض وأخيراً بعض الخضار قبل أن يلف الشطيرة ويقدمها.

أما أول اختبار عملي خارج المنزل، فكان خلال تلقيه العلاج في جمعية محلية لدعم مرضى السرطان.

إذ أنه عرض على القائمين على الجمعية في إحدى الفعاليات أن يطهو لأقرانه من المرضى وكان عددهم 60 طفلا وجبة شطيرة البيض مع الخضار.

وقد نال ما أنجزه استحسان الأطفال.

وتقطن عائلة ابو ندى في مخيم (الشاطئ) للاجئين في غزة، وهي مكونة من ستة أفراد.

وبينما قدرت العائلة موهبة طفلها في طهي الطعام، فإنها أبدت مخاوف إزاء أن يصيبه ذلك بالإعياء والإرهاق بسبب حالته الصحية.

ويقول والده خضر ابو ندى (48 عام) ل(شينخوا) إن اعتبارات الحالة الصحية لمحمود هي ما تغلب على موقفهم بشأن موهبته في طهي الطعام.

ويشير إلى أن محمود يخضع بشكل دوري لنقل دم مع شقيقتيه في المستشفى، وذلك جعلهما يعارضان ممارسته للطهي خارج المنزل.

لكنه يقول إن إصرار نجله على تطوير مهارته في الطهي أجبره وزوجته على الاستجابة لرغبته في ممارسة الطهي وإن كان لعدد معين من الساعات خلال أيام الأسبوع.

من جهته، يبدو محمود على دراية بطبيعة مرضه الذي يتطلب منه عدم بذل الكثير من الجهد والبقاء في المنزل.

ويقول عن ذلك إن "حبي للطهي أكبر من تعب المرض، لذلك أحاول تنظيم وقتي وعدم القيام بمجهود صعب، وأحافظ على العمل بهدوء وراحة".

وإلى جانب تدريبه في المطعم، فإن محمود يطور مهاراته عبر الانترنت سعيا للتعرف على وجبات الطعام في مختلف دول العالم.

كما أن الطعام الصيني يجذبه كثيرا ويأمل في أن يتقن أشهر وجباته.

ويردد محمود دائما أنه أقوى من السرطان الذي أنهك جسده، وهو يحلم بالمشاركة في مسابقات دولية للطهي وإبراز موهبته للعالم.

1   2   3   >  


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号