26 سبتمبر 2018 / شبكة الصين / كان الشاب الأمريكي تايلر روريك الذي درس في جامعة نيويورك- شانغهاي يخطط أصلا للعودة إلى الولايات المتحدة للبحث عن عمل، ولكن سياسة هامة أُصدرت قبل تخرجه في الجامعة جعلته يختار البقاء في حي بوتونغ الجديد بشانغهاي.

وقبل إصدار هذه السياسة، إذا أراد طالب أجنبي الحصول على تصريح لمزاولة العمل في الصين، يجب عليه امتلاك خبرات عملية خارج الصين لمدة عامين. وفي العام الماضي، أطلق حي بوتونغ الجديد بشانغهاي سياسة جديدة خاصة بالمواهب لتسهيل التوظيف المباشر للطلاب الأجانب، وبفضل هذه السياسة، حصل تايلر على أول تصريح يسمح للطلاب الأجانب من حملة شهادة البكالوريوس بمزاولة العمل في الصين.

وكانت جامعة نيويورك- شانغهاي التي تعد أول مؤسسة تعليم عالي صينية أمريكية مشتركة قد كشفت سابقا عن توظيف لأول دفعة من الخريجين تضم 11 طالبا أجنبيا اختاروا البقاء في حي بوتونغ لمزاولة العمل بفضل السياسة الجديدة من بين جميع الطلاب الأجانب البالغ عددهم 120.

ولماذا يحب الأجانب حي بوتونغ؟ قال تايلر إن حي بوتونغ يجعله يشعر بدفء البيت بالإضافة إلى حياة المدينة المريحة.

ويوجد في حي بوتونغ نحو 100 ألف أجنبي، ولا يساعدهم بوتونغ على تحقيق الأحلام فحسب، بل يقدم لهم بيئة صالحة للعيش. وأولى بوتونغ اهتماما كبيرا لـ"المؤشرين الخاصين"، مما جعل هؤلاء الأجانب يحبون البقاء فيه.

وقال بعض الخبراء في ندوة إن هناك مؤشرين مهمين جدا لجذب المواهب الأجنبية الممتازة، الأول هو "مؤشر الجبن"، وفي بوتونغ، يمكن شراء مجموعة متنوعة من الجبن الأجنبي بفضل التطور الرائع للمطاعم وقطاعات الخدمات الحديثة. والثاني هو "مؤشر الزوجة"، أي يجب علي زوجات الخبراء الأجانب حب شانغهاي أيضا.

وقال نائب رئيس اللجنة الإدارية لمنطقة جينتشياو للتنمية الاقتصادية والتكنولوجية في شانغهاي ين هونغ إن أمن الأحياء السكنية والبيئة المعيشية وتعليم الأطفال والرعاية الصحية هي الأكثر أهمية بالنسبة إلى زوجات الخبراء الأجانب.

ويعد حي بييون السكني الدولي المعررف باسم "الأمم المتحدة المصغرة" أحد الأحياء السكنية الأكثر جمعا للعائلات الأجنبية، وتعيش فيه أكثر من 2000 عائلة أجنبية من بريطانيا وأمريكا وفرنسا واليابان وغيرها من 60 دولة، وتجاوز عددهم نصف إجمالي عدد سكان الحي.

وقال تسنغ تشن مسؤول إحدى المنظمات الاجتماعية إن منظمته أقامت محاضرات عن مضامين الحياة المتنوعة بالإضافة إلى تنظيم الأنشطة في مختلف الأعياد لمساعدة الأجانب على العيش في شانغهاي بشكل أفضل.

وفي السنوات الـ28 الماضية من التطور والانفتاح، ظل حي بوتونغ ينفذ استراتيجية المواهب المتمثلة في "تعزيز التنمية من الدرجة الأولى من خلال المواهب من الدرجة الأولى".

ومع جولة جديدة من توسيع الانفتاح في الصين، أصبح بوتونغ اليوم أكثر جاذبية بالنسبة إلى المواهب الأجنبية بفضل منطقة التجارة الحرة ومركز الإبداع التكنولوجي في شانغهاي. ولكن لجذب المواهب للبقاء فيه لفترة طويلة، يجب جعلهم يشعرون بالطمأنينة.

وبشأن كيف يمكنهم الاطمئنان؟ قال الأمين العام للجنة الحزب الشيوعي الصيني بحي بوتونغ الجديد ونغ تسو ليانغ "إن جعل مختلف المواهب تعيش وتعمل في بوتونغ بسعادة هو محور تفكيرنا."