15 سبتمبر 2018 / شبكة الصين / قبل مجيئه إلى مدينة سانشا، كان لو يوان مينغ يعتقد أن المدينة وجهة سياحية مثل جزر المالديف. ويعد لو (25 سنة) أصغر موظفي مكتب سانشا للعلامات الملاحية الإرشادية التابع لمركز التأمين الملاحي لبحر الصين الجنوبي.

وتتبع مدينة سانشا التي تأسست في عام 2012، مقاطعة هاينان، وهي أصغر مدينة من حيث مساحة اليابسة، ولكن الأكبر من حيث المساحة الإجمالية في أقصى جنوب الصين. حيث تبلغ مساحة جزيرة يونغشينغ - مقر حكومة سانشا - نحو 2.6 كيلومتر مربع.

وبعد وصول لو إلى الجزيرة البعيدة عن البر الرئيسي والتي تفتقر إلى الإمدادات والبنية التحتية، اضطر إلى الإقامة مع اثنين من زملائه في غرفة واحدة، وعانى من صعوبة في النوم بسبب دراجة الحرارة والرطوبة العاليتين. وقال لو إن الحياة هناك تختلف كثيرا عما كان يتصوره وقد شعر بخيبة أمل في بداية الأمر.

وتعتبر مهمة موظف إدارة العلامات الملاحية الإرشادية ضمان سلامة العلامات الملاحية البحرية لتوضيح مسار الملاحة. ويبدو أن عملهم بسيط وسهل ولكنه في الواقع ممل وخطير.

ويمتلك لينغ شيونغ البالغ من العمر 29 سنة فهما متكاملا لمهام عمله. وفي مارس 2017، سافر لينغ الذي بدأ هذا العمل قبل عدة أشهر فقط إلى بحر الصين الجنوبي على متن سفينة كبيرة لتنفيذ مهمة صيانة منارة واقعة على جزيرة صغيرة. ولكن الأجواء الممطرة والرياح والأمواج العاتية أعاقت السفينة عن الوصول إلى الجزيرة، ليضطر إلى استخدام قارب صغير لإعادة تشغيل المنارة، كون فريق العمل لا يعرف متى يمكن أن تصبح الأجواء مواتية. وقال لينغ إن مشهد "إضاءة بحر الصين الجنوبي" يستحق التضحية.

أما شي شي فو، الذي يكبر لو ولينغ سنا ووالد لطفلين، فقد عمل على كثير من جزر سانشا، ويعد من ضمن الدفعة الأولى من موظفي سانشا، ومن أوائل موظفي منارات بحر الصين الجنوبي. وقال شي إنه لن ينسى تجربة حراسة المنارة على جزيرة ببحر الصين الجنوبي. حيث توجه إلى تلك الجزيرة بعد اتصال في المساء من مسؤول وصل لتوه هناك فلم يجد أحدا، وكان يرتدي فقط زي إدارة الملاحة الصينية ويحمل حقيبته الخاصة. وقال شي إنه كان قلقا ويشعر بالغربة والوحدة وكاد يبكي.

ورغم أن يشعر بالأسف لتحمّل زوجته جميع شؤون الأسرة بسبب عمله الدائم في الخارج، إلا أنه قال بإصرار "إذا لم يعمل أحد فمن يحرس هذا المكان؟". مضيفا أن الجنود الذين يحرسون الوطن لا يعودن إلى ديارهم طول العام، ويرى أن مسؤولياته أقل منهم كثيرا، وما يسعده أن طفليه أصبحا قادرين على التواصل معه هاتفيا ما يجعله يشعر بالدفء والسعادة.