مؤتمر لفصائل فلسطينية في غزة يطالب بإلغاء اتفاق أوسلو مع إسرائيل

غزة 13 سبتمبر 2018 (شينخوا) طالب مؤتمر وطني عقدته فصائل فلسطينية في غزة اليوم (الخميس)، بإلغاء اتفاق أوسلو للسلام المرحلي مع إسرائيل بعد مرور ربع قرن على توقيعه.

ونظم المؤتمر حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي والجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين وفصائل أخرى تحت عنوان (الوحدة هدفنا والمقاومة خيارنا).

واعتبر عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية خلال المؤتمر، أن أتفاق أوسلو "حمل نتائج كارثية" على الفلسطينيين وقضيتهم ومكن إسرائيل من تكريس احتلالها.

وطالب الحية السلطة الفلسطينية بإلغاء اتفاق أوسلو وكل ما نتج عنه، قائلا إن الاتفاق "مشؤوم ويمثل حصادا كارثيا للشعب الفلسطيني ونحن ندعم كل المطالب للخروج منه".

وأضاف أن "الشعب الفلسطيني وقواه الحية يرفضون أوسلو ويطالبون السلطة بإنهائه لأننا دفعنا أثمانا من دمنا ومقاومتنا وأعفى الاحتلال من المسؤولية والكلفة".

وحث الحية على اتفاق وطني فلسطيني شامل يضمن إعادة بناء المؤسسات الفلسطينية وحشد كل الطاقات لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي في كل الأماكن وبكافة أشكال "المقاومة".

من جهته، اعتبر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي أن النتيجة الإجمالية لاتفاق أوسلو "هي الفشل الكامل والتهديد بتدمير القضية الفلسطينية".

وقال الهندي إن اتفاق أوسلو "أدخل القضية الفلسطينية في نفق مظلم ونتيجته سيطرة إسرائيلية على الأراضي الفلسطينية وفرض سياسة الأمر الواقع بمعازل فلسطينية مبعثرة".

وشدد الهندي على الحاجة إلى مصالحة فلسطينية تقوم على الشراكة ودفن فكرة الحل المرحلي والأوهام التي أشاعها منذ ربع قرن اتفاق أوسلو.

وفي السياق، اعتبر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية هاني الثوابتة أن اتفاق أوسلو "شكل المقدمة التي أتاحت لإسرائيل استهداف الحقوق الفلسطينية ويعتبر أخطر حلقات تصفية القضية الوطنية".

ودعا الثوابتة إلى أوسع حملة شعبية ودولية لمقاطعة إسرائيل ومواجهة كل أشكال التطبيع معها وتفعيل المقاطعة الدولية ضدها وكل المؤيدين له.

كما قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة إن إجراءات الولايات المتحدة الأمريكية الأخيرة ضد القضية الفلسطينية تتيح فرصة تاريخية للتحرر من اتفاق أوسلو.

وحث أبو ظريفة على إنهاء مسار المفاوضات "الفاشل" مع إسرائيل ووقف التنسيق الأمني معها وفك الارتباط الفلسطيني باتفاقية باريس الاقتصادية باعتبارها جزءا من اتفاق أوسلو.

وتضمن اتفاق أوسلو للسلام الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في البيت الأبيض بواشنطن في 13 سبتمبر عام 1993 سعيا لإنهاء عقود من الصراع، إعلان مبادئ حول ترتيبات الحكومة الانتقالية الذاتية.

ويقول مسؤولون فلسطينيون ومراقبون، إن ممارسات إسرائيل على الأرض طوال السنوات التي أعقبت الاتفاق الذي قام أساسا على حل الدولتين، جعلت تنفيذه أمرا عقيما ويدور في أفق مسدود.

وكان هدف المفاوضات في حينها تشكيل سلطة فلسطينية انتقالية ذاتية في الضفة الغربية وقطاع غزة لمرحلة انتقالية لا تتعدى الخمس سنوات وتؤدي بعدها إلى تسوية نهائية.

وضمن الاتفاق للفلسطينيين إقامة سلطة حكم ذاتي وعودة مئات آلاف الفلسطينيين إلى الداخل وبناء مؤسسات دولة وتحسين مستوى المعيشة للمواطن الفلسطيني إلى حد ما، غير أنه لم يوفر حتى الآن اتفاقا نهائيا للسلام وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.