الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

تحقيق إخباري: الشاطئ السوري يشكل مصدرا لجذب السوريين للاستجمام بعد سنوات من الحرب

arabic.china.org.cn / 21:48:18 2018-09-10

طرطوس، سوريا 10 سبتمبر 2018 (شينخوا) بالرغم من بدء العام الدراسي في سوريا الأسبوع الماضي، وانشغال الناس بالتحضير للمدرسة، إلا ان محافظتي طرطوس واللاذقية الساحليتين ما تزالان تشكلان مصدر جذب لمعظم السوريين لقضاء عطلة نهاية الأسبوع على الشاطئ للتمتع بالأجواء البحرية الجميلة، والاستجمام والراحة بعد سنوات من الحرب عاشتها البلاد، حرمت الكثير من السوريين من المجيئ إلى البحر بسبب تلك الحرب.

وانتشرت المئات من العائلات السورية على شاطئ أحد المنتجعات السياحية في مدينة طرطوس (غرب سوريا) التي لم تشهد اية احتجاجات أو مواجهات عسكرية، ونأت بنفسها عن الحرب التي اندلعت في سوريا منذ مارس 2011، وسط حالة من البهجة والفرح واللهو والمرح الذي ساد بين الناس قبل ساعة من غروب الشمس.

وكانت غالبية الاسر السورية تزور الساحل السوري سنويا، قبل نشوب الازمة، ولكن بسبب سيطرة المسلحين على مساحات واسعة في من الأراضي في ريف دمشق وحمص وحماة ، وانقطاع الطريق الدولي الذي يربط بين دمشق والساحل السوري ، وانتشار حالات الخطف دفعت الناس إلى عدم الذهاب بسبب الخوف، وكان الساحل السوري شبه خالي من الناس خلال السنوات الماضية.

تعد محافظة طرطوس من المحافظات الواعدة على صعيد السياحة الداخلية، فكانت المقصد المفضل للعديد من العائلات بما توفره من منتجعات بحرية وجبلية متنوعة وعوامل الأمان والاستقرار، فالمناطق الساحلية استحوذت على نسبة 80 % من إجمالي الحركة السياحية الداخلية حسب إحصائيات وزارة السياحية السورية، ومع بدء الموسم الصيفي تشهد منشآت الإقامة والمبيت حجوزات مبكرة لفترة الأعياد وصلت إلى 100 % في غالبية منشآت الدرجة الممتازة والأولى.

وقال أبو عمر (63 عاما) وهو موظف سوري متقاعد لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق اليوم (الاثنين) "منذ نشوب الحرب في سوريا لم ازر البحر، وكنت في السابق وقبل انتهاء فصل الصيف ازور محافظتي طرطوس واللاذقية لقضاء إجازة برفقة العائلة، حيث كان الامن والآمان متوفران" ، مشيرا إلى أنه بعد تأمين الطريق وتوفر عناصر الأمان، قررت بقيام رحلة ترفهيه إلى طرطوس.

وتابع أبو عمر يقول، وهو يجلس في احد المقاصف قبالة البحر ويشرب قهوته المعتادة "كم هو جميل ان يزور المرء المناطق التي كان يزوها قبل سنوات"، مستذكرا بكثير من الشوق والفرح تلك السنوات السابقة التي كان يزور فيها طرطوس قبل الحرب.

وأشار إلى أنه سيزور أماكن اعتاد زيارتها، ومن بينها الذهاب إلى المناطق الجبلية ذات الطبيعة الجميلة، في ريف طرطوس، حيث أشجار الزيتون والليمون التي تملؤ الجبال وتجعلها "جنة خضراء".

من جانبها، قالت ام عمر (55 عاما) زوجة أبو عمر، ربة منزل، إنها تشعر بالفرح والسعادة وهي ترى البحر من جديد بعد سنوات من الانقطاع، مؤكدة أن حالة من السعادة والبهجة تغمر نفوس افراد العائلة برؤية البحر والتمتع بأجوائه الرائعة.

وأكدت ام عمر انها جاءت مع افراد عائلتها وعائلة أخرى من محافظة السويداء، انه بالرغم من بعد المسافة بين السويداء وطرطوس، وبدء العام الدراسي "إلا أننا قررنا قضاء عطلة نهاية الأسبوع على البحر برفقة الأهل والأصدقاء".

من جانبه، قال فؤاد، وهو مسئول عن الحجز في أحد المجمعات البحرية في طرطوس لوكالة (شينخوا)، إن "هناك خيارات كثيرة موجودة أمام الزبائن سواء من ناحية السعر أو النوعية والإقبال كبير على الدرجة الممتازة لما تقدمه من خدمات في مكان واحد من الإقامة المريحة والطعام والمسابح والبحر والأنشطة الترفيهية المرافقة، فيما يختار آخرون أماكن بعيدة عن البحر نظراً لرخص سعرها".

وبدوره، قال المهندس يزن الشيخ مدير سياحة طرطوس " أرجع هذا الازدحام على المنتجعات وأماكن الاصطياف البحرية في المحافظة لعدم وجود منشآت إقامة ومبيت كافية تغطي الحاجة، حيث يوجد 30 منشأة إقامة بإجمالي 2563 سريراً منها 15 منشأة بسوريا 4 و 3 نجوم مجموع أسرتها 1818 سريراً فقط، وهي مقصد السياح الأساسي بما توفره من مستلزمات سياحية جيدة، بينما الحاجة الحقيقية تزيد على 10 أضعاف الموجود، هذا إذا ما استثنينا موضوع الشاليهات الخاصة والجمعيات السياحية، ونتيجة ظروف الأزمة توقف العمل في عدد من مشروعات الإقامة الفندقية المهمة وحالياً هناك توجه جدي لتجاوز صعوبات العمل والإقلاع بها ووضعها بالخدمة بأسرع وقت ممكن".

وعند المساء يتجمع العائلات في إحدى الخيم المصنوعة من القصب وبقرب البحر لتبدأ السهرات بعد يوم جميل في السباحة، ويرقصون على انغام الموسيقى وصوت قرع الطبل، وآخرون يصفقون وهم يجلسون على الطاولة.

وقالت نغم (34 عاما) "جئت من الكويت هذا العام وقررت مع عائلتي ان ازور البحر في طرطوس، بعد تحسن الوضع الأمني وتوفر عناصر الأمان على الطريق"، مشيرة إلى أنها لم تتخيل ان تكون محافظة طرطوس بهذا الجمال والروعة، مبينة انها أول مرة تزور طرطوس.

وتابعت تقول وهي تجلس وتدخن النرجيلة على شاطئ احد المنتجعات السياحية "سأكرر زيارتي في الصيف القادم، وستكون أيام اقامتي فيها أطول نظرا لوجود أماكن جميلة فيها لم أتمكن من رؤيتها هذه المرة".

الأطفال أيضا كانوا يلعبون على الشاطئ وقسم منهم يمارس السباحة، وآخرون يلعبون بالرمل ويبنون قلاع من الرمل، وفجأة يأتي الموج فيذيب تلك الاعمال التي صنعها الصغار، وليعود أطفال آخرين يكتبون أحرف أسمائهم باللغتين العربية والإنكليزية على الرمل وتأتي الموج ويمحو تلك الكتابات في مشهد مفرح. 


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号