القاهرة 8 سبتمبر 2018 (شينخوا) افتتحت اليوم (السبت) مقبرة "ميحو" والتي تعد واحدة من أجمل وأكمل مقابر الدولة المصرية القديمة بمنطقة سقارة بالقرب من القاهرة.

وقام وزير الآثار المصري الدكتور خالد العناني مقبرة "ميحو" بمنطقة سقارة، للزيارة لأول مرة منذ اكتشافها عام 1940.

وقال العناني لوكالة أنباء (شينخوا) إن المقبرة التي تعد من أجمل مقابر الدولة المصرية القديمة بجبانة سقارة والتى اكتشفتها البعثة المصرية عام 1940، مشيرا إلى أن المقبرة عائلية وتقع على مساحة 511 مترا مربعا.

وأضاف أن مقبرة "ميحو" مقبرة جماعية ليست للوزير وحده ولكن بها نجله "مري رع عنخ"، وحفيده.

وتتكون المقبرة من أربع حجرات بها زخارف وفناء واسع به الكثير من المناظر والزخارف على جدرانه.

و"ميحو" كان يعمل قاضيا ووزيرا خلال الأسرة السادسة، خلال فترة حكم أخيه تيتى مؤسس الأسرة السادسة في مصر، وكان لكل منهما ثلاث زوجات.

وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري أن مقبرة "ميحو" تعد من أجمل وأكمل مقابر الدولة القديمة في سقارة.

وقال وزيري أن المقبرة لاتزال تحتفظ ببهاء ألوان مناظرها الرائعة، وكثرة التفاصيل في المناظر والتي أضيفت في عصر الأسرة السادسة ولم تظهر في مقابر الأسرة الخامسة بسقارة ومنها منظر تزاوج التماسيح ومنظر السلحفاة.

وأضاف أن أهم المناظر التي صورت على جدران المقبرة، منظر لصاحب المقبرة يصطاد الطيور بعصا الرماية والأسماك والحربة في الأحراش، وهو من المناظر التي تدل على نفوذ صاحب المقبرة، والذي حرص على نقشه في الحجرات والأقرب لرؤية الزوار.

كما تضم المقبرة منظرا للزراعة من بذر وحصاد وتذرية، ومنظر صيد الأسماك بالشبكة الكبيرة، ومنظر الطهي وصناعة البيرة، والموسيقى والرقص الأكروباتي، وهو نوع من الرقص لم يظهر إلا في الأسرة السادسة فقط.

ومن جانبه، قال عادل عكاشة رئيس الإدارة المركزية للقاهرة والجيزة إن وزارة الآثار كانت قد بدأت في مشروع ترميم وتطوير المقبرة بالشكل الذي يؤهلها لاستقبال زوارها.

واضاف عكاشة أن أعمال المشروع شملت ترميم وتنظيف النقوش الملونة على جدران المقبرة بالطرق الميكانيكية والكيميائية، وتثبيت الألوان الضعيفة، بالإضافة إلى تطوير منظومة الإضاءة للمقبرة وتغطية بئر الدفن.

وبدوره، أشار صبري فرج مدير عام منطقة سقارة إلى أن المقبرة تخص "ميحو" وعائلته، والذي عاش في عهد الملك بيبي الأول، حيث كان يحمل ٤٨ لقبا نقشت على حجرة دفنه والتابوت الخاص به ومن أھمها رئيس القضاة ووزير، والمشرف على كتبة وثائق الملك، والمشرف على مصر العليا، وحاكم الاقليم.

وفي وصف المقبرة، لفت فرج إلى أن المقبرة تقع جنوب السور الجنوبي لمجموعة ھرم زوسر المدرج بحوالي 6 أمتار، وتبلغ مساحتها 511.92 متر مربع، وتضم حجرات دفن لابنه "مري رع عنخ" وحفيده "حتب كا الثاني".

وتتكون المقبرة من ممر أرضي منحدر باتساع 2.75 م، وبها 6 حجرات (مابين حجرات وردهات)، وفناء في المنتصف يؤدي إلى حجرة الدفن على بعد 5 أمتار، من أرضية المقبرة، حيث عثر في حجرة الدفن على تابوت ذي غطاء تبلغ أبعاده 3.10، 1.55 ،1.95.

وبالجدار الجنوبي توجد كوة وضعت بها الأواني الكانوبية، وهي أوان استخدمها القدماء المصريون خلال عملية التحنيط لتخزين وحفظ أحشاء الموتى، وكانت تصنع عادة من الحجر الجيري أو من الفخار.

وأشار فرج إلى أنه يمكن الوصول إلى حجرة دفن مري رع عنخ (ابن ميحو) عبر بئر خلف حجرة الباب الوهمي الخاص به، وكان مري رع عنخ يحمل ٢٣ لقبا حفرت على جدران غرفة الدفن والتابوت الخاص به، وأهمها رئيس قضاة ووزير، وحاكم إقليم بوتو، ومشرف بيت العمالة .

أما حجرة دفن حتب كا الثاني (حفيد ميحو) والذي عاش في عصر الملك بيبي الثاني، فقد قام بنقش بابه الوهمي في حجر بهو الأعمدة الخاص بميحو، ووجدت عليها نقوش لعشرة ألقاب يحملها حتب كا الثاني منها رئيس قضاة ووزير، والأمير، ومدير القصر، وحامل أختام ملك مصر السفلى.