تحذيرات من انقطاع مياه الشرب في غرب ليبيا بسبب انهيار شبكة الكهرباء

طرابلس 7 سبتمبر 2018 (شينخوا) حذر جهاز حكومي يدير المصدر الوحيد لتدفق مياه الشرب في ليبيا، من توقف ضخ المياه الى كامل غرب البلاد في حال استمر انقطاع التيار الكهربائي بسبب المعارك المسلحة التي شهدتها العاصمة طرابلس قبل أيام.

وقال جهاز إدارة وتنفيذ مشروعات النهر الصناعي الليبي في بيان تلقت وكالة ((شينخوا)) نسخة منه اليوم (الجمعة)، ان "حقول آبار المياه بمنظومة الحساونة سهل الجفارة تعرضت منذ أمس وحتى اليوم إلى انقطاع كامل للتيار الكهربائي وذلك سيؤثر على تدفق المياه عبر الخطوط الرئيسية".

وحذر الجهاز من "أن إستمرار انقطاع الكهرباء سيؤدي لتوقف كامل لضخ المياه لغرب ليبيا".

والنهر الصناعي هو مشروع لنقل المياه عبر أنابيب تمتد لمعظم مدن ومناطق ليبيا لمدها بالماء العذب المستخرج من جوف الصحراء.

وتعرضت الشبكة الكهربائية في ليبيا الخميس لانهيار كامل الأمر الذي تسبب في انقطاع الكهرباء عن كامل غرب وجنوب ليبيا بينما بررت شركة الكهرباء الحكومية ذلك بسبب الاشتباكات المسلحة التي شهدتها طرابلس قبل أيام.

وقالت الشركة العامة للكهرباء في بيان الخميس ان انهيار الشبكة العامة كان بسبب "إصابة أربع دوائر نقل (220 ك.ف) اثنتان منها تربط بين محطتي الجنوب والهضبة، وواحدة تربط بين محطتي الهضبة الخضراء وشرق طرابلس والأخرى بين محطتي الهضبة الخضراء وعين زارة الواقعة في نطاق منطقة الإشتباكات الأخيرة جنوب العاصمة طرابلس".

وبحسب الشركة الحكومية، فإن "مهندسي وفنيي الشركة باشروا في كل من مركز التحكم الوطني ومحطات توليد الطاقة الكهربائية ومحطات التحويل للجهد الفائق بإعادة بناء الشبكة العامة".

وأضافت أن "انهيار الجناح الغربي للشبكة الكهربائية جاء بسبب عدم تمكن الفرق الفنية التابعة للشركة من الدخول إلى المواقع المطلوب إجراء عمليات الصيانة بها ومن ثم إعادة الوضع التشغيلي إلى ما كان عليه".

وفيما أشارت الشركة إلى أن "إعادة الشبكة الكهربائية يتطلب بضع ساعات ليتم بعد ذلك العمل على إعادة الوضع التشغيلي إلى ما كان عليه" حذرت من أن "الوضع سيظل حرجا جدا ما لم تتمكن فرق الصيانة من دخول المواقع وصيانة الدوائر المتضررة".

وشهدت طرابلس منذ 26 أغسطس الماضي ، وعلى مدى أكثر من أسبوع، اشتباكات بين قوات حكومة الوفاق وعناصر اللواء السابع المنحدر من مدينة ترهونة (80 كم) جنوب العاصمة، في بعض مناطق جنوب طرابلس.

وتسبب الاقتتال في سقوط 63 قتيلا، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في حكومة الوفاق.

وفي الرابع من سبتمبر الجاري، أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة في طرابلس.

ودعت الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني اليوم جميع الأطراف في ليبيا الى احترام الهدنة في طرابلس.

وجاءت دعوة موغريني خلال مكالمة هاتفية أجرتها مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، تناولت "أحداث العنف التي شهدتها ضواحي العاصمة طرابلس"، بحسب بيان المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي.

وجددت وغريني دعم الاتحاد الأوروبي لحكومة الوفاق، داعية جميع الأطراف الى "احترام الهدنة والعمل بروح التوافق من اجل مصلحة المواطنين".

كما أكدت على دعم خطة رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم غسان سلامة، وما تم التوصل اليه من اتفاق لوقف اطلاق النار.

وأضافت موغريني أن "الشعب الليبي يستحق أن يعيش في امن وسلام"، داعية الأجسام الشرعية الى أن "تسارع من جهودها للانتهاء من المرحلة الانتقالية ، وصولا إلى وضع مستقر بمؤسسات ديمقراطية قادرة على تحقيق مصالح الليبيين".

كما أكدت أن الازمة الليبية ستكون على أجندة اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الذي سيجتمع في وقت لاحق، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

من جهته، أكد فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، التزامه بالمسار الديمقراطي، مجددا دعوته لـ"ضرورة اتخاذ مواقف حازمة تجاه من يعرقلون العملية السياسية التي تستهدف الوصول إلى دولة مدنية ديمقراطية مستقرة".

وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة منذ الاطاحة بنظام العقيد معمر القذافي في العام 2011.