arabic.china.org.cn | 05. 09. 2018 |
5 سبتمبر 2018 / شبكة الصين / قالت لي وي، البروفيسورة في أكاديمية الفنون والتصميم بجامعة تسينغهوا ومشرفة برنامج الدكتوراه والباحثة الزائرة في فرنسا، إن الفيلم جسّد عرض أزياء مميزا في فندق رويال بارك طوكيو، حيث قدمت العارضات خطوط أزياء جديدة كأنهن فراشات، وتباينت سرعة خطواتهن بين السرعة والقوة في بعض الأحيان، والبطء والأناقة في أحيان أخرى، وقد ركزت المصممة ياسوجي كيوكو انتباهها على أداء العارضات على خشبة المسرح، وبعد انتهاء العرض صعدت معهن على المسرح لتحية الحضور، الذي تفاعل مع العرض.
هذا المشهد الذي حفظ في ذاكرة البروفيسورة لي وي، من الفيلم الياباني "شهادة رجل" الذي عرض في اليابان عام 1977، وأصبح ثاني أفلام شباك التذاكر في العام نفسه. وقد ترك الفيلم وأحد أغانيه انطباعا عميقا على المشاهدين الصينيين في ثمانينات القرن العشرين، كما غيّر توجهات لي وي.
لي وي مصممة صينية رائدة
دخلت لي وي صناعة الأزياء مع بداية تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين، حيث درست الرسم لتعزيز قدرتها على تصميم الأزياء تأثرا ببطلة فيلم "شهادة رجل"، وفي عام 1982 اجتازت اختبارات قبول قسم تصميم الأزياء الذي افتتحته الأكاديمية المركزية للفنون الحرفية في عام 1980 (يطلق عليها حاليا أكاديمية الفنون والتصميم بعد انضمامها تحت مظلة جامعة تسينغهوا في نوفمبر عام 1999)، وأصبحت تلك الأكاديمية أول معهد للفنون في الصين يفتتح اختصاص تصميم الأزياء.
وفي عام 1985، نظم مصمم الأزياء الفرنسي الشهير إيف سان لوران عرضا خاصا في المتحف الوطني الصيني للفنون احتفالا بالذكرى الـ25 لإطلاق علامته التجارية. ومن حسن حظ لي وي (طالبة السنة الثالثة في الأكاديمية) أنها شاركت في أعمال تنظيم العرض، وقابلت المصمم إيف سان لوران، ولا زالت تتذكر حتى الآن جميع تفاصيل العرض، وقالت "إن أحوال الموضة في الصين كانت في بدايتها مع تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، وتعد المشاركة في أعمال تنظيم عرض إيف سان لوران فرصة ممتازة لطلاب دفعة اختصاص تصميم الأزياء الأولى، حيث تمكنوا من التعرّف على العلامة التجارية الشهيرة، وكان العمل لأكثر من 20 يوما وراء كواليس العرض أفضل وسيلة لاكتساب المعارف والخبرات".
وخلال فترة تنظيم العرض، عملت لي وي و4 طلاب آخرين بجد واجتهاد، وحصلوا على تقييم مرتفع من الجهة المنظمة، وقدم لهم إيف سان لوران ألبوم رسومات تصميم لكل منهم كهدية، وكتب عليها عبارات تشجيع وشكر. وكتب على كتاب لي وي "إلى لي وي، أمنحك خطوط إلهامي"، وقد تركت هذه الكلمات أثرا عميقا في نفسها، وأصبحت بذرة ترعرعت مع حلم لي وي حول الأزياء.
وبعد التخرج في الأكاديمية عام 1986، أصبحت لي وي محاضرة في الأكاديمية، وهو ما جعلها تحصل على هذه الوظيفة بشهادة البكالوريوس من بين طلاب الدفعة الأولى لقسم تصميم الأزياء بالأكاديمية. ومن حينها، ركزت لي وي جهودها على قضية الموضة، وخرّجت مجموعات من المصممين المؤهلين، وتواصل زيادة شغفها بتصميم الأزياء على مدى السنوات الثلاثين الماضية.
اتجاهات الموضة في بداية الإصلاح والانفتاح
عند حديثها عن اتجاهات الموضة في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، قالت ولي وي بحماسة وثقة "في بداية تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، كان الصينيون شغوفين بارتداء زي تشونغشان التقليدي، ولا يوجد سوى عدد قليل من أنماط الأزياء، وفي أوائل الثمانينات أصبحت الملابس ذات أكمام "الخفاش" والملابس الصوفية الثقيلة وجاكيت التزلج شائعة جدا، وسرعة تغيّر اتجاه الموضة في الصين وقتها كانت بطيئة نسبيا". مضيفة أنه بعد دخول حقبة منتصف الثمانينات، بدأ الصينيون يرتدون شيرت القصير وسراويل "بيل بوتومز"، وأصبح الجينز الذي ظهر في التسعينات شائعا بين الشباب الصينيين.
وأشارت لي، إلى أنه خلال تلك الفترة انتقلت الموضة للجماهير عبر مشاهدة الأفلام وحفلات عيد الربيع التي بدأ عرضها في الثمانينات. حيث كانت الممثلات الجميلات في الأفلام ومقدمو البرنامج ومطربو حفلات عيد الربيع بمثابة أمثلة جيدة للتقليد. وسواء كانت التنانير الحمراء التي أصبحت شائعة بسبب نجمات الأفلام أو الملابس الغربية التي يرتديها مقدمو البرنامج في حفلات عيد الربيع، أو موضة الشعر الأفريقي المنفوش ونظارات أفياتور الشمسية للمطربين، أصبحت جميعها علامات للموضة وقتها.
وقالت لي وي إن "الجماعية" في بداية تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح ما زالت الاتجاه السائد في المجتمع، فكان الناس يفضلون المفهوم الجماعي وليس "الفردية"، لذلك كانت ملابسهم متشابهة، وهم ما يتوافق مع المفاهيم والأفكار الاجتماعية في ذلك الوقت.
مستقبل مشرق للموضة في الصين
أشارت لي وي إلى أن فترة الثمانينات والتسعينات تعتبر بداية تطور الموضة في الصين، ومع دخول القرن الـ21، تطور قطاع الملابس في البلاد بشكل سريع، حيث بدأت الصين استكشاف جمالياتها الخاصة والتأكيد على "الأسلوب الصيني" و"الثقافة الصينية"، وأصبحت الملابس أكثر حرية وتعددية ودخلت "عصر تفتح مائة زهرة". وأضافت لي أن كثيرا من مصممي الأزياء يبحثون حاليا عن أساليبهم الخاصة، ومن الواضح أن المفاهيم التي نشأت مؤخرا حول "الطبيعة والتنمية الخضراء وحماية البيئة" تماشي مع التوجه الدولي للموضة، وقد شهدت الصين خلال هذه الفترة ظهور العديد من العلامات التجارية، وبدأ الصينيون يتجهون لإظهار المميزات المختلفة.
وحول الفجوة بين الصين والدول الغربية في قطاع الموضة، قالت لي وي إن جماليات وجودة وحرفية ونوعية الأقمشة المستخدمة في الخارج وصلت إلى مستوى عال في الفترة ما بين الأربعينيات والستينات من القرن الماضي، وعلى الرغم من أن قطاع الملابس شهد أيضا فترة ركود، إلا أن متطلبات الغربيين ظلّت متنوعة. مضيفة أن الغربيين يهتمون أكثر بميولهم الشخصية عند اختيار الملابس، ولكن بعض الصينيين يختارون الأزياء لمجرد الظهور، وهو ما يفسّر الإقبال على الملابس والحقائب ذات العلامات التجارية العالمية الشهيرة، إلا أنهم لا يدركون أنها لا تناسبهم في كثير من الأحيان. مشيرة إلى ضرورة أن يتحرر الناس من القولبة والارتقاء بمستوى الجمال بحيث يمكنهم تشكيل أساليبهم الخاصة في ارتداء الملابس.
وكانت مصممة الأزياء الفرنسية الرائدة كوكو شانيل التي أدخلت "البساطة الراقية" إلى عالم الأزياء وتعد من أهم شخصيات القرن العشرين، قد قالت إن خطوط الموضة تتغيّر سريعا إلا أن الأسلوب يبقى إلى الأبد. وعلى الرغم من أن تغيرات اتجاه الموضة غير متوقعة في المستقبل، إلا أن لي وي ترى أن هناك العديد من مصممي الأزياء الصينيين الذين وصلوا إلى الساحة العالمية، والطلاب الشباب يحملون الرسالة والمسؤولية، وهو ما سيضمن أن تلعب الصين دورا هاما في مجال الموضة مستقبلا.
انقلها الى... : |
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |