مسيرة تحوّل بوابة هورقوس الحدودية خلال 100 عام

4 سبتمبر 2018 / شبكة الصين / تقع هورقوس في ولاية ييلي التابعة لمنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم، على الحدود بين الصين وكازاخستان، وتعد محطة هامة على طول طريق الحرير القديم عبر التاريخ. وكانت الصين وروسيا قد وقعتا صفقة تجارية لتحويل هورقوس إلى ممر حدودي في عام 1881. وفي عام 2014، وافق مجلس الدولة الصيني رسميا على رفع هورقوس إلى مستوى مدينة في منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم، بعد أن كانت محافظة.

وسجل المصور المسن الهاوي تشاو شو تساي (78 سنة) رحلة تحوّل شكل بوابة مدينة هورقوس، وشبّهه بفتاة اكتسبت الجمال والأناقة على مر السنين.

ويعشق تشاو، الموظف السابق بشركة كهرباء في هورقوس، التصوير، وسجّل بعدسته مسيرة "خمسة أجيال" من شكل بوابة هورقوس. وقد مرّ قرابة 130 عاما على فتح الممر الحدودي التجاري في هورقوس، وتعد البوابة بمثابة علامة رمزية لحدود الصين الغربية. وقال تشاو إن "الجيل الأول" لبوابة هورقوس شيّد في ستينات القرن الـ20 بالطوب الأحمر، وكانت البوابة بسيطة جدا ومغلقة لا تسمح بمرور أحد.

وطرأ على البوابة أول تغيير بعد موافقة مجلس الدولة الصيني في عام 1983 على إعادة فتح معبر هورقوس، وقد تم اختيار موقع جديد للبوابة وبحجم أكبر. ولكن الأهم من ذلك بحسب تشاو هو "إعادة فتح البوابة". الذي قال وهو يتذكر مشهد إعادة فتح المعبر قبل 35 عاما "كان الطريق أمام بوابة هورقوس ضيقا، وقد ازدحم بالعربات والأشخاص".

ومع تعميق الإصلاح والانفتاح، شهدت بوابة هورقوس ارتقاء وتغييرات متواصلة، ليتشكل "الجيل الخامس" للبوابة في العصر الحديث. ففي عام 2017، مرّ أكثر من 300 ألف شخص و620.4 ألف طن من السلع عبر هذه البوابة.

وقال تشاو إن سكان هورقوس يتذكرون مجسما على شكل "دينغ" (عبارة عن وعاء ضخم ثلاثي القوائم بمقبضين) في مركز هورقوس الصيني الكازاخستاني الدولي للتعاون الحدودي، وكذلك مجسم على شكل حرف "أتش" الإنجليزي يشير إلى التناغم والتعاون والسلام.

وشُيّد مركز هورقوس الصيني الكازاخستاني الدولي للتعاون الحدودي على مساحة 5.28 كيلومتر مربع، منها 3.43 كيلومتر مربع داخل الصين و1.85 كيلومتر مربع داخل كازاخستان، ويمكن لشعبي البلدين أو الدول الأخرى الدخول والخروج من المركز بجواز السفر والبطاقات المخصصة.

ويحتضن المركز 5 آلاف شركة أو محل، وحجم المبيعات اليومية يبلغ 5 ملايين يوان، وإجمالي حجم التجارة يتجاوز 20 مليار يوان.

وقال تشاو شو تساي إنه من "البوابة البسيطة" إلى "البناية المشتركة"، تغيّر هيكل البوابة التي ترمز إلى التغييرات التي شهدتها الصين والانجازات العظيمة التي تحققت منذ تطبيق الإصلاح والانفتاح.

وكان ما دونغ هواي، التاجر من مقاطعة شاندونغ شرقي الصين، قد وصل إلى مدينة هورقوس في عام 2002، ويرى أنها شهدت تغييرات متواصلة، وقال "مع وصولي إليها، كانت السلع والمنتجات محدودة ومعظمها من الشوكولاتة الروسية، ولكن حاليا تنوعت السلع لتشمل النبيذ الأحمر من جورجيا والسجادة الإيرانية وغيرهما الكثير".

ويرى التاجر الكازاخستاني يرشاتي هادلي أن سرعة التخليص الجمركي في هورقوس مميزة، حيث أصبح الأمر لا يستغرق سوى 10 دقائق فقط مقارنة بـ30 دقيقة في الماضي.

ويصادف عام 2018 الذكرى الخامسة لطرح الصين مبادرة "الحزام والطريق"، ومن المقرّر أن يكتمل بناء "الجيل السادس" لبوابة هورقوس في العام الجاري، ويتوقع أن تسجل نسبة المرور عبر البوابة 5 ملايين شخص/مرة سنويا، بقدرة 3 ملايين طن من البضائع.