الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

محللون سياسيون: النشاط الدبلوماسي الإيراني المكثف هو لدعم معركة ادلب المرتقبة

arabic.china.org.cn / 15:29:48 2018-09-04

دمشق 3 سبتمبر 2018 (شينخوا) لم تمض بضعة أيام على زيارة وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي إلى سوريا، والتي توجت بتوقيع اتفاق للتعاون العسكري بين البلدين، حتى تبعها زيارة أخرى لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى العاصمة دمشق يوم الاثنين للقاء الرئيس السوري بشار الأسد والتباحث معه بآخر مستجدات القضية السورية، إضافة إلى القضايا المطروحة على جدول أعمال اجتماع القمة الثلاثي، الذي يضم روسيا وإيران وتركيا، المزمع عقده في إيران خلال الأيام المقبلة.

ويرى مراقبون ومحللون سياسيون في سوريا أن النشاط الإيراني المكثف سياسيا وعسكريا يؤكد أن إيران لاعب إقليمي أساسي في ملف الأزمة السورية، ولها تأثير واضح على مسار الحل السياسي لتلك الأزمة التي استمرت لأكثر من سبع سنوات.

واعتبر المحللون أن زيارة وزيري الدفاع والخارجية الإيرانيين إلى دمشق ولقائهما الرئيس الأسد هي رسالة واضحة بأن ايران تريد تحرير ادلب، المعقل الأخير والأهم لمقاتلي تنظيم "جبهة النصرة" المرتبط بالقاعدة في سوريا، عبر العمل العسكري.

وكانت صحيفة ((الوطن)) المحلية المقربة من الحكومة السورية رجحت نقلا عن مصادر أن يضع الوزير الإيراني القيادة السورية في صورة مباحثاته في العاصمة التركية قبل انعقاد الاجتماع الثلاثي للدول الضامنة لمسار اجتماع أستانا.

وأشار المحللون إلى أن الوزير ظريف اطلع خلال زيارته القصيرة إلى دمشق على نتائج محادثات نظيره السوري وليد المعلم مع المسؤولين الروس في موسكو مؤخرا، مؤكدين أن هذا النشاط المحموم يأتي قبيل انعقاد الاجتماع الثلاثي في طهران لوضع حل لمحافظة ادلب، والذي يتزامن أيضا مع تهديدات من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومعها بريطانيا وفرنسا بشن ضربة عسكرية ضد سوريا.

ويقلق التحرك الإيراني إلى حد كبير بعض الدول الغربية، لا سيما وأن إيران تتعرض لضغوطات كبير من الولايات المتحدة بعد انسحاب الأخيرة من الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوباتها على ايران.

وقال المحلل السياسي، حميدي العبدالله، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "زيارة وزير الدفاع الإيراني إلى سوريا كان لها هدفان، الأول هو توقيع الاتفاقات، والثاني لتأييد ودعم المعركة في ادلب والرد على التهديدات الغربية"، مؤكدا أن الزيارة كانت رسالة لتبديد الشكوك والإشاعات حول التزام روسيا بإخراج إيران من سوريا.

وأما بالنسبة لزيارة وزير الخارجية الإيراني، فأوضح أنها "تسبق القمة التي ستعقد في طهران والتي تضم دول مسار أستانا وهي تركيا وروسيا وإيران"، مبينا أن الاجتماع سيبحث مجموعة من القضايا التي تهم الشأن السوري منها ما يتعلق بالجانب العسكري في ادلب، ومنها ما يتعلق بعملية الحل السياسي وتحديدا مسار سوتشي، ومنها ما يتعلق بإعادة اعمار سوريا.

وأكد العبدالله أن المواقف الإيرانية مبدئية وهي تصب في دعم سوريا في مواجهة التهديدات الأمريكية بشن ضربة عسكرية محتملة.

وبدوره، رأى بسام أبو عبدالله، أستاذ العلاقات الدولية، أن زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى سوريا، وقبلها كان في لأنقرة، هي جزء من التمهيد والتشاور فيما يتعلق بالقمة الثلاثية في طهران بين رعاة أستانا، روسيا وتركيا وايران، قبيل معركة ادلب، التي تتجه الأنظار إليها.

وقال أبو عبدالله إن "بعض القوى الإقليمية والدولية تحاول منع هذه المعركة، لكن الأمور تتجه إلى حسم المعركة في ادلب، وكل الأطراف تؤكد على حق الدولة السورية في إنهاء وجود الجماعات الإرهابية في ادلب وإنهاء وجود الإرهاب في كل الأراضي السورية".

وأكد المحلل السياسي أن هذا النشاط يأتي في إطار التحضير لمعركة ادلب بشكل مبدئي والتشاور في جدول الأعمال، خاصة أن هذا النشاط سبقه زيارة لوزير الخارجية السوري إلى موسكو والمباحثات المعمقة التي أجراها مع المسؤولين الروس.

وأشار إلى أن التهديدات الأمريكية لن "تمنع الجيش السوري وحلفاؤه روسيا وايران عن شن معركة ادلب، علما أن خسارة ورقة الإرهاب في سوريا ستضعف موقف أمريكا في أية مفاوضات قادمة بشأن سوريا".

من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، عماد سالم، أن أكثر ما يقلق الولايات المتحدة وإسرائيل هذه الأيام هو الوجود الإيراني في سوريا خاصة بعد إنهاء الجيش السوري لمعركة الجنوب وعدم قدرة تل أبيب على الاستمرار في المناورة والمساومة.

وتابع أن "الحرب في سوريا دخلت في الربع ساعة الأخير، وقد تلجأ أمريكا ومن معها لإعادة خلط الأوراق عبر عمل عسكري، الأمر الذي يتطلب التنسيق بين دمشق وطهران سياسياً وعسكريا".

وأكد أن سوريا وإيران تحضران لمواجهة مختلف السيناريوهات، "ففي حال قيام أمريكا وإسرائيل بعمل عسكري سيتم مواجهته برد مناسب، وفي حال تم الاتفاق بين روسيا وإيران وتركيا على إيجاد حل سلمي لإدلب، قد يجري تقديم ضمانات روسية لأمريكا لخروج إيران من سوريا مقابل خروج القوات الأمريكية من قاعدة التنف"، مرجحا حدوث الاحتمال الثاني.

وأعلن وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، يوم الاثنين، أن الوضع القائم في مدينة إدلب "لم يعد يحتمل" و"من المستحيل إبقاء الحال على ما هو عليه اليوم".

وتؤكد السلطات السورية على أن ملف ادلب يعتبر "أولوية" إما بالمصالحات أو بالعمل العسكري، كما شددت روسيا على حتمية القضاء على ما تبقى من "إرهابيين" بالمحافظة، في حين أبدت عدة دول معارضتها شن أي حملة عسكرية على ادلب، باعتبار ستؤدي إلى "نتائج كارثية".

وهددت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مؤخرا بالرد في حال لجأ النظام السوري إلى "الكيماوي" ضد المدنيين بادلب، في حين حذرت روسيا واشنطن وحلفاءها من أي "خطوات متهورة"، واعتبرت أن الضربات المحتملة "ستضر بالعملية السلمية".


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号