arabic.china.org.cn | 04. 09. 2018

من التبعيّة إلى القيادة.. مسيرة 40 عاما من الموضة في الصين

جانب من عروض أسبوع شانغهاي للموضة 2018


4 سبتمبر 2018 / شبكة الصين / نظم مصمم الأزياء الفرنسي بيير كاردان عرض أزياء في قصر الثقافة الوطني ببكين عام 1979، في وقت كان الصينيون يرتدون أزياء يغلب عليها اللون الأخضر العسكري، واعتبر هذا عرض الأزياء الأول بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، وجعل أبناء الشعب يجربون سحر الموضة وإدراك أن الملابس يمكنها أن تصبح وسيلة لنشر الثقافة.

وتعد فترة تسعينات القرن العشرين الأسرع في وتيرة تحول الأزياء الصينية، وأصبح النمط الكوري الجنوبي الأكثر شيوعا بعد انتشار خطوط أزياء هونغ كونغ وتايوان. كما شهدت أحذية "بلاتفورم" وسراويل "بيل بوتومز" إقبالا كبيرا بين الشباب الصينيين. وفي الوقت نفسه، أصبحت أزياء البحر والتنانير القصيرة والجوارب الساقطة اتجاه الموضة بين الفتيات مع انتشار أعمال الرسوم المتحركة اليابانية.

وخلال عملية تحوّل اتجاهات الموضة وتنوّع خطوطها، بدأ الصينيون يولون الاهتمام بالعلامات التجارية والسعر والتصميم. ومع نضج مفهوم الموضة في الصين عام 2000، أصبح الصينيون لا يسعون إلى مواكبة الموضة فسحب، ولكن الاهتمام بإظهار ميزاتهم الشخصية وأذواقهم.

ونالت مجموعة من العلامات التجارية الممتازة المحلية شعبية كبيرة، وظهر الكثير من مصممي الأزياء الصينيين الممتازين، ونظمت في جميع أنحاء البلاد أسابيع الموضة، وبدأت خطوط الأزياء الصينية بهويتها التقليدية تشق طريقها نحو الخارج، وفُتح الباب أمام العديد من العلامات التجارية العالمية الشهيرة. ولم تعد ملابس أبناء الشعب الصيني موحّدة الشكل مثلما كانت عليه، كما خفتت حماسة الاندفاع على اتجاهات الموضة الأجنبية.

وفي العقد الثاني من القرن الـ21، أصبحت موجة "التصميم الصيني" تنتشر تدريجيا في السوقين الصينية والأجنبية، وظهر مزيد من الأعمال الإبداعية لمصممي الأزياء الصينيين في أسابيع موضة نيويورك ولندن وباريس وميلانو، ولم يعد مصممو الأزياء الصينيون يسعون إلى متابعة خطوات العلامات التجارية الغربية، بل توجهوا لإظهار روح "التصميم الصيني" في الموضة.

وفي ربيع هذا العام، صعدت مجموعة من مصممي الأزياء الصينيين الذين ولدوا بعد عام 1990 على مسرح "LABELHOOD" ضمن فعاليات أسبوع موضة شانغهاي للمصممين الشباب، الذين فضّلوا إظهار خلفيتهم الثقافية الصينية بدلا من النظر إليهم كـ"مصممين عالميين".

ومع تعزيز القوة الاقتصادية الصينية وارتفاع مستوى الإنفاق، عاد تيار الإنفاق على الموضة إلى العقلانية، وأولى المستهلكون اهتماما أكبر بالجودة بشكل متزايد. وقد أظهر "الكتاب الأحمر لاتجاه استهلاك الموضة في الصين 2018" أن ثلث المستهلكين يفضلون المنتجات الأصلية. كما أشار "تقرير استهلاك الموضة في الصين 2017" إلى أن 55% من المستطلعين يفضلون تجربة العلامات التجارية الجديدة، ويرغب 55% في تفصيل الملابس حسب الطلب، وهو اتجاه آخذ في الزيادة، كما اشترى 58% من المستطلعين الأزياء من علامات تجارية صينية في العام الماضي.

وتزامن تطور قطاع الموضة في الصين مع تطور الإنترنت، الأمر الذي دفع العاملين في القطاع إلى الاهتمام بالإنترنت، ومواكبة تطور التجارة الإلكترونية السريعة لتنمية صناعة الموضة في الصين. كما ظهرت مجموعة من الأفكار والأساليب الجديدة وكذلك العارضات والعارضين والمصممين المستقلين عبر الإنترنت.

وخلال 40 عاما من تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، تحوّل الشعب الصيني من التبعية لاتجاهات الموضة إلى قيادتها، وانتقل الاهتمام من العلامات التجارية العالمية الشهيرة إلى المنتجات الصينية وتفصيل الملابس حسب الطلب.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号