الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

لبنان يؤكد أنه "​لا يحتمل ولا يقبل" إنهاء دور الأونروا

arabic.china.org.cn / 09:28:42 2018-09-04

بيروت 3 سبتمبر 2018 (شينخوا) أكد وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل اليوم (الإثنين) أن بلاده "لا تحتمل ولا تقبل" إنهاء دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بعد أربعة أيام من إعلان الولايات المتحدة الأمريكية وقف تمويل الوكالة الدولية.

وقال باسيل في تصريح للصحفيين بعد اجتماع مع سفراء الدول المضيفة والمانحة والمعنية بملف الأونروا اليوم إن "لبنان لا يحتمل ولا يقبل بإنهاء دور الأونروا".

وعُقد الاجتماع بحضور سفراء 15 دولة وقائمين بأعمال 9 سفارات عربية وأجنبية معتمدة لدى لبنان وممثلين عن الأونروا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وسط غياب سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية.

ويأتي الاجتماع بعد أربعة أيام من إعلان الإدارة الأمريكية الجمعة أن الولايات المتحدة "لن تُموّل بعد اليوم أونروا"، متّهمة الوكالة الأممية بأنها "منحازة بشكل لا يمكن إصلاحه".

وقالت هيذر ناويرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن إدارة ترامب "قد راجعت بعناية هذه المسألة، وخلصت إلى أن الولايات المتحدة لن تقدم مساهمات إضافية للأونروا".

وأوضحت ناويرت أن الولايات المتحدة لن تقوم بعد الآن بدفع المزيد من التمويل لهذه الآلية "المعيبة بشكل لا يمكن إصلاحه".

واعتبر باسيل أن "القرار الأمريكي بوقف تمويل الأونروا يمس بأسس عملية السلام وبالتالي بالاستقرار والسلام الإقليميين والدوليين".

ووصف القرار الأمريكي بأنه "قرار سياسي وليس قرارا إداريا أو ماليا ويأتي من ضمن القرارات والسياسات المعتمدة في الفترة الأخيرة"، مشيرا في هذا الإطار إلى "الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل وتكريس يهودية الدولة".

وقال الوزير اللبناني إن "وقف الولايات المتحدة تمويل الأونروا بما يعنيه من إلغاء لحق العودة المقدس للشعب الفلسطيني، هو بالنسبة للبنان أمر دستوري لا يمكن القبول به لأنه يلغي لبنان الكيان والوطن".

وأكد أن "لبنان ينظر بمزيد من القلق والخوف إلى مثل هذه القرارات في وقت نرى فيه أن الشعب الفلسطيني المحروم من العودة إلى وطنه تتوقف عنه المساعدة بهدف منع هذه العودة في وقت يتم إغداق المساعدات على الشعب السوري في الدول المضيفة له وتقطع عنه المساعدة إذا قرر العودة إلى دولته".

وأضاف "هذا يعني مزيدا من الفرز والتقسيم والدمج والترانسفير وصولا إلى التوطين الذي يرفضه لبنان".

ويتعامل لبنان بحساسية كبيرة تجاه احتمالات توطين اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه، إذ تم إدراج رفض التوطين في مقدمة الدستور اللبناني.

وتنص فقرة في الدستور اللبناني على أن "أرض لبنان واحدة ولكل لبناني فلا فرز للشعب ولا تجزئة ولا توطين ولا تقسيم".

ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين على لوائح (الأونروا) في لبنان، وفق تقرير صادر عن الوكالة في شهر يناير من العام 2017، نحو 463 ألفا و664 لاجئا، بينهم أكثر من 36 ألف تلميذ في 67 مدرسة تابعة للأونروا.

وأكد وزير الخارجية اللبناني اليوم أن "لبنان سيقوم بكل ما يمكن القيام به لرفض التوطين وسيخوض مواجهة حتى النهاية سياسيا ودبلوماسيا لتكريس حق العودة للفلسطينيين".

وقال باسيل إنه أبلغ سفراء الدول المعنية والمضيفة والداعمة للأونروا وممثلي الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي "رفض لبنان" للقرار الأمريكي و"طالبنا المجتمع الدولي بعدم القبول بوقف إعانة الفلسطينيين".

وطالب بترجمة هذا الرفض على أرض الواقع، قائلا إن "رفضنا ورفض الدول المعنية يجب أن يترجم إما بالعدول عن هذا القرار أو بأن تلجأ الدول المانحة إلى زيادة مساهمتها لتغطية النقص لتتمكن الأونروا من الاستمرار بمهامها".

وأوضح باسيل أن "البحث جار مع الجميع في كيفية متابعة هذا الأمر (..) وإذا لزم الأمر عقد اجتماعات لاحقة على مستوى جامعة الدول العربية كما دعا الأردن أو عقد اجتماع على مستوى وزاري أو رئاسي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة كيفية الحفاظ على أنشطة الأونروا".

وتأسست الأونروا بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتقدم خدماتها لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني مسجلين لديها في مناطقها الخمس وهي الأردن، وسوريا، ولبنان والضفة الغربية، وقطاع غزة.

وتشتمل خدمات الأونروا على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والإقراض الصغير.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号