مقابلة: مسئول مالي دولي: مشاركة الصين في أفريقيا تجلب للقارة الطموح والمعرفة لتسلق سلم التكنولوجيا arabic.china.org.cn / 17:05:02 2018-09-03
واشنطن 2 سبتمبر 2018 (شينخوا) قال مسئول بارز في صندوق النقد الدولي إن المشاركة المتعددة الأوجه للصين في أفريقيا قد جلبت الطموح والمعرفة للقارة لتتسلق سلم التكنولوجيا العالمي، وتحقيق تنمية اقتصادية أكثر استدامة. المشاركة المتعددة الأوجه قال آبيبي سيلاسي، مدير قسم صندوق النقد الدولي في أفريقيا "إن مشاركة الصين في أفريقيا ليست مجرد مشاركة مالية، بل هي في الحقيقة مشاركة متعددة الأوجه". وأضاف في مقابلة مع ((شينخوا)) مؤخرا في مكتبه بواشنطن "أولا وأخيرا، اعتقد أن الصين تمثل إلهاما هاما للدول النامية أو الدول الأفريقية، وتؤكد أنه بالإمكان تحقيق النمو بسرعة كبيرة خلال فترة معينة من الزمن، والانتقال من بلد فقير نسبيا إلى بلد متوسط الدخل." وأكد على أن الصين ظلت شريكا تجاريا وتنمويا هاما جدا للمنطقة، وهناك الكثير من المعارف الحيوية اكتسبتها أفريقيا من الصين. واستذكر تجربته كاقتصادي رئيسي في مكتب الرئيس الإثيوبي في مطلع التسعينات، قائلا إن هناك الكثير من المعارف انتقلت من الصين إلى اثيوبيا، وخاصة في مجال أفضل وأسرع الوسائل لبناء الطرق الأسفلتية. وأكد على أن "انتقال تلك المعارف كان مهما جدا لاثيوبيا لأنها ساعدت الشركات الاثيوبية على اتقان بناء الطرق، وليس الشركات الصينية وحدها." يرى سيلاسي أن الشعوب الأفريقية تثمن كثيرا الفوائد الملموسة الناجمة عن التعاون مع الصين. فقال "هناك علاقات وثيقة وعميقة جدا، ليس على مستوى بين الحكومات فقط، بل حتى على مستوى الأفراد، بين أفريقيا والصين"، مضيفا "أن هذه الروابط والعلاقات ما كانت لتكون لولا شعور الأفارقة بأنها مفيدة لهم." نموذج تنموي يصادف هذا العام الذكرى السنوية الـ40 لتبني الصين سياسة الإصلاح والانفتاح. وتعتبر التجارب التنموية للصين نماذج ناجحة للدول الأفريقية. قال سيلاسي "ما أظهرته الصين يؤكد فعلا أهمية إمكانية الدولة، لاسيما في المستويات الدنيا من التنمية، ومدى أهمية أن تكون هناك حكومة قادرة على تنفيذ مشاريع للقطاع العام." وأعرب سيلاسي عن إعجابه بتجارب الصين مستشهدا بتجربة منها قائلا "أنا معجب بذلك النموذج الصيني لإرسال أصحاب خبرات طبية أساسية، لم يتدربوا في جامعات، إلى الأرياف في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، لتقديم الخدمات الطبية والصحية الفعالة لسكان الأرياف"، مضيفا أن الصين تستحق الإعجاب لتلك الطريقة المبتكرة لمساعدة الناس الريفيين الذين لا يجدون الرعاية الصحية الأساسية. وأكد أن الحكومة الاثيوبية حذت حذو الصين في هذا المجال، ودربت الكثير من العمال الطبيين والصحيين الأساسيين من أجل تحقيق تقدم سريع ومستقر في تحسين الخدمات والرعاية الصحية للناس. وفي مجال التطور الصناعي في الصين، قال سيلاسي أنه "مع تقدم الصين وصعودها لأعلى السلم التكنولوجي، سيعطي هذا مساحة للدول الأفريقية لتسعى لتسلق هذا السلم، بدءا من تطوير السلاسل الصناعية فيها." قمة بكين تأتي قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني-الأفريقي (فوكاك FOCAC) لعام 2018، المقررة يومي الإثنين والثلاثاء ( 3 و4 سبتمبر الجاري)، تأتي في منعطف حاسم حيث يتوقع أن تؤكد الصين مجددا التزامها ودعمها لدفع التنمية في أفريقيا، وفقا لرأي سيلاسي. وأشار إلى أنه مع تعمق المشاركة بين القطاعات الخاصة-الخاصة في الصين وأفريقيا، سيكون من المثير للاهتمام رؤية الكشف عن مبادرات سياسات خلال هذا المنتدى من أجل "تسهيل المزيد من هذا النوع من المشاركة". فعلى الجانب الأفريقي، "ستكون هناك حاجة لمزيد من تنفيذ مشاريع البنى التحتية، باستثمارات خاصة." وخلال هذا المنتدى، من المتوقع أن تناقش الصين والدول الأفريقية سبل مواءمة استراتيجياتهم التنموية وسياساتهم التنسيقية، ضمن إطار مبادرة الحزام والطريق، ومع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وأجندة الاتحاد الأفريقي للتنمية لعام 2036. قال سيلاسي "نحن نعتبر مبادرة الحزام والطريق كمحرك هام لمشاركة إقليمية أقوى، وتقوية الروابط التجارية بين الصين والدول الأخرى، وهي أيضا وسيلة للمساعدة في معالجة متطلبات شبكات البنى التحتية، التي تحتاج للتطوير والتعزيز في العديد من الدول النامية." واقترح سيلاسي ضرورة أن يكون الاستثمار ضمن إطار هذه المبادرة متماشيا مع قدرة الدول على زيادة العوائد الضريبية. وأضاف أنه يتعين على الدول أيضا أن تضع تسعيرة مناسبة لخدمات البنى التحتية، وتعمل على تطوير فاعلية الاستثمارات.
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |