arabic.china.org.cn | 03. 09. 2018

حوار مع الأمين العام المساعد لمنظمة الوحدة الأفريقية

السفير أحمد حجاج، مستشار اتحاد الصحفيين الأفارقة بالقاهرة.

مقابلة أجراها: جين ري 

3 سبتمبر 2018 /شبكة الصين/ السفير أحمد حجاج، الذي شغل منصب الأمين العام المساعد لمنظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي حاليا) لمدة اثنتي عشرة سنة، واحد من الخبراء المرموقين في مجال العلاقات الأفريقية، وهو حاليا مستشار اتحاد الصحفيين الأفارقة. ((الصين اليوم)) أجرت معه هذه المقابلة بمناسبة انعقاد قمة منتدى التعاون الصيني- الأفريقي في سبتمبر 2018 في بكين.


((الصين اليوم)): نرجو أولا إلقاء الضوء على اتحاد الصحفيين الأفارقة الذي تتولى سعادتكم منصب المستشار له منذ عام 2002.

السفير أحمد حجاج: اتحاد الصحفيين الأفارقة أنشيء منذ حوالى 25 سنة، واتخذ من  القاهرة مقرا له، ويضم اتحادات الصحفيين في مختلف الدول الأفريقية. يقيم الاتحاد كل سنة دورتين تدريبيتين طويلتين، حيث نغطى مشاركة الصحافة الأفريقية في مختلف الدول الأفريقية كل عام. تعقد الدورة الأولى في شهر إبريل والثانية في شهر نوفمبر. يتم إعطاء المشاركين دورات حول العمل الصحفي وكتابة المقالات والاستقصاء الصحفي، بالإضافة إلى محاضرات حول الاتحاد الأفريقي والأجهزة التابعة له، وأيضا محاضرات حول مشكلة الشرق الأوسط والتعاون العربي- الأفريقي، وشارك حتى  الآن أكثر من ثلاثة آلاف صحفي أفريقي في هذه الدورات.


((الصين اليوم)): باعتباركم الأمين العام المساعد سابقا لمنظمة الوحدة الأفريقية، ومستشار اتحاد الصحفيين الأفارقة في مصر حاليا، كيف تقيمون مسيرة التعاون الصيني- الأفريقي منذ إقامة العلاقات الصينية- الأفريقية في عام 1956؟

السفير أحمد حجاج: نعم، أنا شغلت منصب الأمين العام المساعد لمنظمة الوحدة الأفريقية لمدة 12 عاما في أديس أبابا، وتلقيت دعوات عديدة من الحكومة الصينية لمتابعة العلاقات الصينية- الأفريقية، وقابلت الكثير من المسؤولين الصينيين، ووجدت لديهم الحماسة لتدعيم العلاقات بين الصين والقارة الأفريقية. العلاقات بدأت منذ عهد  الرئيس الراحل والمؤسس لجمهورية الصين الشعبية ماو تسي تونغ، الذى أشار بإنشاء أكبر وأطول خط للسكة الحديد يربط بين تنزانيا وزامبيا والذي قرب المسافات بين الشعوب الأفريقية، كما أقامت الصين الكثير من مراكز المؤتمرات والمستشفيات في القارة الأفريقية. لكن في العقدين الأخيرين تطورت العلاقات الاقتصادية كثيرا بين الصين ومختلف الدول الأفريقية، وأعفت الصين الكثير من الدول الأقل نموا في القارة الأفريقية من ديونها التجارية وازداد حجم التبادل التجاري إلى حوالي مائة وسبعين مليار دولار أمريكي في عام 2017. وفي قمة جوهانسبرغ لمنتدى التعاون الصيني- الأفريقي، أعلن الرئيس شي جين بينغ أن الصين ستخصص 60 مليار دولار أمريكي لمساعدة الدول الأفريقية لإقامة مشروعات مشتركة بين هذه الدول. الصين تركز على البنية الأساسية داخل القارة الأفريقية لرفع مستواها وتسهيل التجارة ليس بينها وبين الصين فقط وإنما مع دول العالم الأخرى.


((الصين اليوم)): تأسس منتدى التعاون الصيني- الأفريقي قبل أكثر من ثمانية عشر عاما، فما الذي أضافه هذا المنتدى للعلاقات بين الجانبين؟

السفير أحمد حجاج: عقدت الدورة الأولى للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الأفريقي- الصيني في أكتوبر عام 2000 في بكين، وعقدت الدورة الرابعة في شرم الشيخ بمصر في عام 2009، والدورة السادسة في جوهانسبرغ. يُعقد الاجتماع الوزاري بانتظام، ويستعرض ما تم إنجازه منذ الدورة السابقة ويضع خططا للدورات التالية. وأعتقد أن هذا الإطار أصبح نموذجا للمؤتمرات التي تعقد بين القارة الأفريقية وتكتلات أخرى مثل الاتحاد الأوروبي وآسيا إلى غير ذلك. المنتدى أيضا أشرف على إقامة عدد من المشروعات الكبرى في عدد من الدول الأفريقية، فقد أشرفت الصين على سبيل المثال على إقامة خط سكة حديد بين نيروبي ومومباسا، وأيضا بين أديس أبابا في إثيوبيا وميناء جيبوتي، وهناك تواجد للصين في جيبوتي والتي أنشأت فيها منطقة تجارة حرة ستخدم كل تجارة الصين مع الدول الأفريقية، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين الصين وكل الدول الأفريقية. أعتقد أن هذا المنتدى حقق أغراضه ويتطور باستمرار وتستمع الصين إلى نصائح الجانب الأفريقي، كما أن الجانب الأفريقي يستمع إلى نصائح الجانب الصيني. قد تظهر بين الحين والآخر صعوبات بالنسبة للغة، وبالنسبة لعدم تفهم الإجراءات الحكومية الأفريقية، لكن يتم التغلب عليها أولا بأول.


((الصين اليوم)): في قمة جوهانسبرغ لمنتدى التعاون الصيني- الأفريقي 2015، أعلن الرئيس شي جين بينغ عن عشر خطط كبرى لتعزيز التعاون المربح للطرفين، وتخصيص ستين مليار دولار أمريكي للتنمية في أفريقيا. كيف ترى، كخبير متخصص في الشؤون الأفريقية هذه المبادرات الصينية؟

السفير أحمد حجاج: أنا استمعت لتعهد الرئيس الصيني في جوهانسبرغ بتخصيص هذا المبلغ الكبير لمساعده الدول الأفريقية. أرجو أن يخصص لتقوية البنية الأساسية من طرق وسكك حديدية واتصالات وإنترنت داخل القارة الأفريقية، نظرا لما لدى الصين والشركات الصينية من خبرة كبيرة في هذا المجال، وأن يكون ذلك بتدريب الكوادر الأفريقية على المساهمة إلى جانب الخبراء الصينيين في تنفيذ هذه المشروعات حيث أن عوائق اللغة والخبرات قد تقف عقبة في هذا السبيل. ولكن تم التغلب على ذلك بتركيز الصين على تدريب الآف من الكوادر الأفريقية في مختلف التخصصات سواء كان بالنسبة للطرق أو السكك الحديدية أو الاتصالات أو تدريب الكوادر، فحتى الكوادر العسكرية يتم تدريبهم في الصين من حين لآخر.


((الصين اليوم)): تعقد قمة منتدى التعاون الصيني- الأفريقي في بكين في شهر سبتمبر 2018، في ظل تطورات دولية وأفريقية متسارعة، فكيف تنظر دول أفريقيا لهذه القمة التي يشارك فيها عدد كبير من القادة الأفارقة وفي مقدمتهم الرئيس عبد الفتاح السيسي؟

السفير أحمد حجاج: لا يكاد يمر أسبوع أو شهر إلا وتكون هناك زيارة لرئيس أفريقي للصين، وستكون زيارة الرئيس السيسي المرتقبة هي الزيارة الخامسة لسيادته إلى الصين. الرئيس شي جين بينغ أيضا يقوم بزيارات عديدة للدول الأفريقية، وزار مؤخرا عددا من الدول الأفريقية. هناك اهتمام كبير من الجانبين الصيني والأفريقي بالتطورات الدولية؛ فمثلا الاجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية منفردة بفرض رسوم جمركية مبالغ فيها على المنتجات الصينية، ورد الحكومة الصينية على ذلك بفرض رسوم جمركية طبقا لمبدأ المعاملة بالمثل، نرجو أن تنتهي هذه الإجراءات في أقرب مدة ممكنة، لأن استمرار هذه الإجراءات سيؤثر على التجارة الدولية والنمو الاقتصادي الدولي. وأعتقد أن زيارة المسؤولين الأفارقة قد تعطي مقترحات للحكومة الصينية أو للولايات المتحدة الأمريكية بإنهاء هذه المشكلة في أقرب وقت ممكن. هناك أيضا مشكلة الشرق الأوسط، وأعتقد أن الزعماء الأفارقة يهتمون بمعرفة موقف الحكومة الصينية من آخر التطورات. الصين لديها مبعوث دائم للدول الأفريقية يقوم بزيارات منتظمة للدول الأفريقية، وقد قابلته عدة مرات، وهناك أيضا زيارات للوزراء المتخصصين من الدول الأفريقية لمقابلة نظرائهم من الوزراء الصينيين، فالعجلة تدور وأعتقد أن ذلك سيؤدي لتقوية هذه العلاقات التي لا توجد أدنى مبالغة في أنها بدأت منذ مئات السنين، لكنها تشهد منذ إنشاء جمهورية الصين الشعبية تطورا كبيرا.


((الصين اليوم)): تستقبل الصين،  منذ عام 2014، ألف صحفي أفريقي سنويا للمشاركة في دورات تدريبية، ضمن مشروع "مركز التبادل الإعلامي بين الصين والدول الأفريقية"، كيف ترون هذا التعاون من موقعكم كرئيس لجمعية الصحفيين الأفارقة؟

السفير أحمد حجاج: أعتقد أن اهتمام الصين بتدريب الكوادر الصحفية الأفريقية اهتمام محمود، وقد شاركت في إحدى هذه الدورات التي عُقدت في إحدى المقاطعات الصينية، وكان هناك تركيز على تدريب هذه الكوادر للمساهمة في تطوير الصحافة في أفريقيا. الصحافة في أفريقيا مازالت تعاني من الكثير من المشكلات منها قلة التمويل وضعف الإمكانيات. ولكن بتدريب الصحفيين الأفارقة يمكن النهوض بتأثير هذه الصحافة على الشعوب الأفريقية. أعتقد أننا في اتحاد الصحفيين الأفارقة يمكننا إقامة علاقات تعاون بين الجهات التي تقوم بتدريب الصحفيين الأفارقة في الصين وبين اتحاد الصحفيين الأفارقة للتنسيق في عقد هذه الدورات، ويمكن بحث ذلك من خلال اتصالات مباشرة مع المسؤولين الصينيين حول تدريب الصحفيين الأفارقة، ونرحب بهم هنا في القاهرة لبحث هذا الموضوع.


((الصين اليوم)): أطلقت الصين العديد من المبادرات في السنوات الأخيرة، ومنها دعوة الرئيس الصيني إلى بناء "المصير المشترك للبشرية" ومبادرة "الحزام والطريق". كيف تستفيد أفريقيا من مثل هذه المبادرات؟

السفير أحمد حجاج: مبادرة الحزام والطريق من المبادرات الهامة جدا، وقامت الصين بشرحها للحكومات الأفريقية، وأن التركيز سيكون على البنية الأساسية. سيستفيد الجانبان الأفريقي والصيني كثيرا من تطوير هذه المبادرة ووضعها موضع التنفيذ. يجب بحث آليات التنفيذ، فسوف يؤدي ذلك إلى طفرة ليس فقط في العلاقات الأفريقية- الصينية وإنما في التجارة بين الجانبين أيضا، وفي دفع التجارة الأفريقية مع مختلف دول العالم.


((الصين اليوم)): أخيرا، ما هي رسالتكم للعاملين في مجال الإعلام في الصين وفي دول أفريقيا، لجعل وسائل الإعلام ركيزة أساسية 

لتعزيز الصداقة والتعاون ودفع التنمية المشتركة للجانبين؟

السفير أحمد حجاج: لفت نظري كثيرا إتقان الكثير من شخصيات الإعلام في الصين التحدث باللغات المنتشرة في أفريقيا، خاصة اللغة العربية والإنجليزية والفرنسية. وأعتقد أن هناك تركيزا على اللغات الأخرى منها اللغات المحلية مثل السواحيلية وغيرها في منطقة الجنوب الأفريقي، وهناك تخصص بين الصحفيين الصينيين للتعرف على مختلف المشكلات وأوجه الصراعات في القارة الأفريقية. هناك اهتمام صيني بالنشرات الصحفية والمجلات المتخصصة والإذاعات الموجهة، وأعتقد أن كل ذلك سيساعد كثيرا على التفاهم الأفريقي- الصيني في مجال الإعلام، ومنه يمتد إلى العلاقات الأخرى الاقتصادية والثقافية. هناك اهتمام من الجانب الصيني بشرح الثقافات الصينية للأفارقة، ومن ذلك إنشاء معهد كونفوشيوس في جامعة القاهرة الذي يقوم بدور كبير في هذا الصدد.


(المصدر: الصين اليوم)


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

الترتيب للأخبار

تعليق

تعليق
مجهول
الاسم :
(0) مجموع التعليقات :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号