arabic.china.org.cn | 03. 09. 2018 |
بقلم تشو لين
3 سبتمبر 2018 /شبكة الصين/ في صيف عام 2018، قامت مجموعة من الشباب، يمثلون الدول الأربع والخمسين أعضاء منتدى التعاون الصيني- الأفريقي، بزيارة عدد من شركات التكنولوجيا الفائقة في منطقة تشونغقوانتسون للعلوم والتكنولوجيا في بكين، ضمن مشاركتهم في فعاليات مهرجان الشباب الصيني- الأفريقي الثالث الذي أقامته وزارة الخارجية الصينية بالتعاون مع مؤسسة سونغ تشينغ لينغ الصينية. وقاموا بجولة في عدد من شركات التكنولوجيا الفائقة فيها.
في هذا الشهر، سبتمبر 2018، يعقد منتدى التعاون الصيني- الأفريقي في بكين. منذ تأسيسه عام ٢٠٠٠، تطور المنتدى على مدى ثمانية عشر عاما، وأصبح منصة هامة للحوار الودي وآلية فعالة للتعاون العملي بين الصين والدول الأفريقية، وأصبح التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأفريقيا نموذجا بارزا للتعاون الدولي ومثالا للتعاون فيما بين بلدان الجنوب، كما أنه يساهم في دفع تنمية العلاقات الصينية- الأفريقية إلى أعلى المستويات.
إمكانيات كبيرة للتعاون لدى شركات التكنولوجيا الفائقة
في تصريح للصحفيين خلال زيارته للصين، قال إثيتي بولس ناتانغوي، نائب وزير المالية في ناميبيا: "الصين دولة كبرى ذات تأثير عالمي، ولديها اقتصاد ضخم. حاليا، تستثمر آلاف من الشركات الصينية في مشروعات في أفريقيا، مقدمة مساهمات هامة لتنمية الاقتصاد والبنية التحتية في أفريقيا." وعبر ناتانغوي عن أمله في استكشاف المزيد من إمكانيات التعاون بين الصين وناميبيا خلال الزيارة. كما أعرب عن توقعه بأن يضخ منتدى التعاون الصيني- الأفريقي المنعقد في بكين في شهر سبتمبر قوة جديدة وأقوى للتعاون الودي بين الصين وناميبيا وأفريقيا.
في منطقة تشونغقوانتسون للعلوم والتكنولوجيا، قدمت هو يون، نائبة مدير لجنة إدارة المنطقة لممثلي شباب الصين وأفريقيا شرحا عن المنطقة وسياستها لإدارة الأكفاء في الخارج، وتجربتها في تطوير الخبرات ضمن نظام بيئي مبتكر لريادة الأعمال.
باعتبارها أول منطقة تجريبية لإصلاح إدارة الأكفاء على المستوى الوطني، أسست تشونغقوانتسون علاقات جيدة مع أفريقيا. قررت لجنة الإدارة في عام 2018، إنشاء مكتب اتصال في جنوب إفريقيا للتواصل بين كيانات الابتكار في الداخل والخارج وخدمة كلا الجانبين في مجالات الابتكار وريادة الأعمال.
خلال جولتهم في منطقة تشونغقوانتسون للعلوم والتكنولوجيا، زار ممثلو شباب الصين وأفريقيا شركة ليارد المتخصصة في إنتاج شاشة LED ومنتجات الإضاءة LED، وتعرفوا على نشاطات الشركة في التصميم والإنتاج والبيع والخدمات.
استمتع الشباب بمشاهدة العرض الثقافي الذي يدمج الثقافة مع التكنولوجيا ويستخدم تكنولوجيا الواقع الافتراضي وغيرها من التقنيات، حيث شارك شباب أفريقيا بالرقص مع الموسيقى أمام الشاشة، فوجدوا أن صورهم تفاعلت مع مغني الراب الصيني تشن وي تشن على المسرح. لم يتمكنوا من إخفاء دهشتهم لروعة تجربة عرض شاشة LED التي اختبروها. الاختراقات الجديدة والتطبيقات المبتكرة للتقنيات مثل إضاءة المناظر الطبيعية الحضرية تقدم تجارب أكثر إثارة وإمتاعا.
بعد العرض، طرح الشباب أسئلة حول الابتكار التكنولوجي وتطور الشركة ومبيعاتها الخارجية.
أشار لي جيون، رئيس شركة ليارد، إلى أن الشركة حققت العديد من الإنجازات بفضل الابتكار المتقدم الذي يتماشى مع طلب السوق والاستفادة من سياسة لجنة الدولة للعلوم والتكنولوجيا لدعم البحث والتطوير ودعم براءات الاختراع ودعم المشاركة في معارض الصادرات وسياسة تقديم الأراضي المستخدمة لصناعة التكنولوجيا وسياسة حديقة تشونغقوانتسون للعلوم والتكنولوجيا وسياسة تخفيض الضرائب وغيرها.
منذ تأسيس شركة ليارد في عام 1995، تم بناء نظامي التسويق الداخلي والدولي. تقوم الشركة بتصدير منتجاتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ومصر وأسبانيا وأستراليا وتركيا والبرازيل والكويت وغيرها من أكثر من عشرين دولة، مما يشكل أساسا متينا لتنمية أعمال الشركة التجارية وتعزيز علامتها التجارية العالمية. والسوق الكبيرة في أفريقيا قد تتيح مجالا هاما لتوسيع أعمال الشركة في المستقبل.
أبدى إدموندو جليزا ماتوس، وهو شاب من موزمبيق، اهتمامه بسياسة جذب الأكفاء في منطقة تشونغقوانتسون للعلوم والتكنولوجيا، وقام بالاستفسار حول الإجراءات المحددة لتبادل الأكفاء بين الجامعات ومعاهد البحوث. كما عبر عن أمله بأن تقوم منطقة تشونغقوانتسون للعلوم والتكنولوجيا بإنشاء مكاتب اتصال في عدد أكبر من البلدان الأفريقية وليس فقط في جنوب أفريقيا، وإدخال التكنولوجيا المبتكرة المتقدمة من شركات التكنولوجيا الفائقة مثل لياد إلى أفريقيا.
دفع تنفيذ " الخطط العشر الكبرى للتعاون بين الصين وأفريقيا"
شن شيانغ، نائب مدير إدارة شؤون غربي آسيا وأفريقيا في وزارة التجارة الصينية، قال لممثلي شباب أفريقيا حول التعاون العملي بين الصين وأفريقيا: "الصين أكبر شريك تجاري لأفريقيا للسنة التاسعة على التوالي." كما أشار إلى أنه ضمن إطار منتدى التعاون الصيني- الأفريقي، أطلقت ونفذت الحكومة الصينية عشرات من الأنشطة الاقتصادية والتجارية، بما فيها بناء مناطق للتعاون الاقتصادي والتجاري في الدول الأفريقية وتأسيس صندوق التنمية الصيني- الأفريقي وتقديم القروض الخاصة لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة الحجم في أفريقيا، وصندوق التعاون في القدرة الإنتاجية، وغيرها. وهذا يعكس اتجاه وجوهر تطور التعاون الصيني- الأفريقي الاقتصادي والتجاري في مراحل وظروف مختلفة.
في ديسمبر 2015، اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ في قمة منتدى التعاون الصيني- الأفريقي في جوهانسبرج ترقية العلاقات الصينية- الأفريقية إلى مستوى شراكة إستراتيجية شاملة. كما أعلن عن "عشر خطط تعاون كبرى" بين الصين وأفريقيا، يتم تنفيذها خلال ثلاث سنوات بين 2015 و2018" في مجالات التحديث الصناعي والتحديث الزراعي والبنية التحتية والشؤون المالية والتنمية الخضراء وتيسير التجارة والاستثمار والقضاء على الفقر وإسعاد الشعب والصحة العامة والثقافة والحفاظ على الأمن والسلام وغيرها. كما أعلن الرئيس شي تقديم 60 مليار دولار أمريكي لإنجاز تلك الخطط.
قال شن شيانغ: "في السنوات الثلاث الماضية، تم إكمال وتحقيق معظم الأعمال الاقتصادية والتجارية بفضل الجهود المشتركة بين الصين والدول الأفريقية." واستشهد شن بسلسلة من البيانات والأرقام للدلالة على التقدم الهائل في إنجاز التعاون الصيني- الأفريقي في المجالات الاقتصادية والتجارية.
في عام 2017، بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين ودول أفريقيا 170 مليار دولار أمريكي، بزيادة أكثر من 15 ضعفا مقارنة مع عام 2000. ويرتقي هيكل التعاون التجاري الصيني- الأفريقي باستمرار، كما تتحسن جودة الصادرات الصينية إلى أفريقيا ومحتواها التقني بشكل مستمر، والتي تضم رئيسيا المعدات الميكانيكية والسيارات والحاسبات ومنتجات وتقنيات الطيران وغيرها من المنتجات الميكانيكية والكهربائية، والإلكترونيات الرقمية والمنتجات عالية التقنية. وفي المقابل، بالإضافة إلى استيراد منتجات الطاقة والثروة المعدنية من أفريقيا، تستورد الصين كذلك المنتجات الزراعية المميزة. في عام 2017، ارتفعت واردات الصين من الفاكهة والمأكولات البحرية والقهوة والأقطان من أفريقيا بنسبة 75% و40% و29% و17% على التوالي. علاوة على ذلك، تجري الصين مفاوضات حول اتفاقية للتجارة الحرة مع جمهورية موريشيوس، والتي في حال تم توقيعها، ستكون أول منطقة تجارة حرة للصين في الدول الأفريقية.
كما تشجع الحكومة الصينية الشركات الصينية على الاستثمار في أفريقيا لمساعدتها على زيادة الضرائب وخلق فرص العمل وتعزيز القوة المحركة المستدامة. في سياق الوضع الاقتصادي العالمي الحالي، تعاني السلع الأساسية من انخفاض السعر وتتذبذب الاستثمارات الدولية في أفريقيا، إلا أن الاستثمارات الصينية في أفريقيا بقيت مستقرة على مدى السنوات الماضية وتبلغ حوالي ثلاثة مليارات دولار أمريكي سنويا، وأصبحت أفريقيا وجهة استثمارية هامة للصين. بحلول نهاية عام 2017، تجاوز إجمالي الاستثمار الصيني المباشر في أفريقيا 40 مليار دولار أمريكي، أي بزيادة تقارب 70 ضعفا مقارنة مع عام 2000 عند تأسيس منتدى التعاون الصيني- الأفريقي.
على سبيل المثال، استثمرت الشركات الصينية 27 مليون دولار أمريكي في السودان لبناء منطقة التعاون الزراعي الصيني- السوداني التي افتتحت في عام 2016، والتي تشمل مساحة 108 آلاف مو (الهكتار يساوي 15 مو) من الأرض لزراعة القطن. شكلت منطقة التعاون الزراعي الصيني- السوداني سلسلة صناعية كاملة تشمل صناعة الأقطان وبذور الأقطان وأعمال البحث والتطوير والزراعة والمعالجة والتجارة، ووفرت فرص عمل للمحليين.
التنمية الزراعية المستقلة تعتمد على تحسين قدرات الموظفين
أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أن "أفريقيا هي القارة التي تضم أكبر تجمع للبلدان النامية، والصين أكبر دولة نامية في العالم، لذلك تجمع الشعب الصيني وشعوب أفريقيا وحدة المصير والآمال. تعتبر الزراعة صناعة إنتاجية مدنية يولي كلا الجانبين الاهتمام بها، فمن الأهمية بمكان تعميق التعاون الصيني- الأفريقي في الزراعة من أجل تحسين قدرة البلدان الأفريقية على تنمية الزراعة الخاصة بها وبناء مجتمع المصير المشترك بين الصين وأفريقيا." تهدف المساعدات الزراعية الصينية لأفريقيا بشكل خاص إلى تعزيز وتطوير الأكفاء في مجال الزراعة.
ووفقا لما ذكره شيويه روي نينغ، سكرتير لجنة عصبة الشبيبة الشيوعية بوزارة الزراعة والشؤون الريفية في الصين، ساعدت الصين أفريقيا في تأسيس اثنين وعشرين مركزا تجريبيا زراعيا في 21 دولة أفريقية، وتقوم بإيفاد خبراء للمساهمة في دفع التنمية الزراعية في أفريقيا وتعزيز القوة الذاتية للبلدان المستفيدة من المساعدات. في عام 2001، أرسلت الصين عشرة خبراء زراعيين إلى أثيوبيا بعد أن أبرمت اتفاقية للتعاون الزراعي بين البلدين. بالإضافة إلى التدريب في أفريقيا، تقيم وزارة الزراعة والشؤون الريفية في الصين دورات تدريبية لاستقبال الأفارقة في الصين، وقد أقامت منذ عام 2006 أكثر من 260 دورة تدريبية في الصين، وتم تدريب أكثر من خمسة آلاف من الأكفاء الفنيين الأفارقة.
الصين عضو في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وإحدى الدول التي تشارك في "التعاون فيما بين بلدان الجنوب" في إطار برنامج الأمم المتحدة الخاص للإنتاج الغذائي، وهي الدولة التي ترسل العدد الأكبر من الموفدين في هذا الصدد. قام الخبراء والفنيون الصينيون بتنفيذ أكثر من 300 مشروع تجريبي صغير في أفريقيا، وتدريب حوالي 30000 من المزارعين والموظفين الفنيين المحليين.
قال أنطوان بينايمي أوبام أوندون، أصغر عضو سنا في البرلمان الكونغولي وعضو حزب العمل الكونغولي الحاكم: "أتطلع إلى توسيع التعاون البراغماتي مع الصين في مجال الابتكار في تنمية الاقتصاد الأخضر والصناعة الخضراء. تغطي جمهورية الكونغو (برازافيل) ثاني أكبر الغابات الاستوائية المطيرة في العالم. بوجود هذه الموارد الحرجية الوفيرة، قامت الكونغو برازافيل بتأسيس صندوق أخضر لتحقيق التحول في تطوير الطاقة وحماية البيئية وتنمية الاقتصاد الأخضر."
دفع بناء البنية التحتية عن طريق التعاون في الاستثمار والتمويل
أفريقيا بحاجة ماسة إلى التمويل لتحقيق التنمية والتعويض عن أوجه القصور في الافتقار إلى البنية التحتية. ولهذه الغاية، قدمت وتقدم الصين مساعدة ودعما كبيرين في حدود قدرتها. وقامت بالتعاون مع العديد من البلدان الأفريقية ببناء عدد كبير من البنى التحتية، بما في ذلك المنازل والطرق والجسور والموانئ والسكك الحديدية والمطارات ومرافق الطاقة والاتصالات وغيرها، والتي ساهمت بشكل إيجابي في التنمية الاقتصادية لأفريقيا.
قال تشانغ تشي، مدير قسم التسويق بالشركة الوطنية الصينية لضمان ائتمان الصادرات، إن الشركة الوطنية الصينية لضمان ائتمان الصادرات هي شركة التأمين الوحيدة التي تقدم التأمينات المتعلقة بالسياسات الصينية، وتعد أفريقيا أهم أسواق ضمان الائتمان الصينية. بحلول مايو 2018، كانت الشركة قد قدمت أكثر من 220 مليار دولار أمريكي من الضمانات لمشروعات الصادرات والاستثمارات الخارجية. تشمل هذه المشروعات صناعات السكك الحديدية والطرق والمطارات والموانئ والاتصالات والبترول والزراعة والمعدات وغيرها من العشرات من الصناعات، مثل منجم اليورانيوم في ناميبيا ومحطة الكهرباء في أنغولا ومشروع الجسر في موزمبيق ومشروع بناء الطرق العامة الوطنية في الكونغو برازافيل. تلعب هذه المشروعات دورا إيجابيا في تنمية الاقتصاد الأفريقي وتحسين حياة شعوب الدول الأفريقية.
قدم إثيتي بولس ناتانغوي وزير المالية في ناميبيا مجموعة من البيانات تشير إلى أن حجم التبادل التجاري بين الصين وناميبيا في 2017 بلغ 569 مليون دولار أمريكي. حاليا تستثمر العديد من الشركات الصينية في ناميبيا في مجال البنية التحتية مثل الطرق والتعدين والطاقة والموانئ البحرية. وقال: " تشارك الشركات الصينية في بناء مشروعات توسيع ميناء ناميبيا ومحطة الحاويات. لا تقتصر أهمية هذه المشروعات على المساهمة في بناء البنية التحتية في ناميبيا فقط، وإنما تساهم في مساعدة ناميبيا على بناء علاقات مع البلدان غير الساحلية في غربي وجنوبي أفريقيا، مما يجعل من ناميبيا مركزا لوجستيا إقليميا ومنفذا للبلدان غير الساحلية لتسهيل حركتها التجارية الخارجية ودفع تنميتها الاقتصادية."
(المصدر: الصين اليوم)
انقلها الى... : |
|
||
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |