الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

قمة صينية أفريقية لتعزيز العلاقات والتعاون المربح للجانبين

arabic.china.org.cn / 10:26:14 2018-09-02

كتب- يحيى مصطفى


2 سبتمبر 2018 /شبكة الصين/ أكملت العاصمة الصينية بكين استعداداتها لاستضافة قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي خلال يومي 3 و4 من سبتمبر المقبل ومن المقرر أن يخاطب الرئيس الصيني شي جين بينغ الجلسة الافتتاحية للمنتدى.

ووفقاً لمصادر وتقارير رسمية صينية فإن خطاب الزعيم الصيني سيشرح الأفكار الجديدة للصين حول تعزيز العلاقات مع أفريقيا، وسيعلن عن إجراءات جديدة لتعاون الصين العملي مع أفريقيا. وسيحضر العديد من القادة الأفارقة ورئيس الاتحاد الأفريقي هذه القمة بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة كضيف خاص و27 مجموعة دولية وأفريقية كمراقبين.

وستكون هذه القمة حدثاً دبلوماسياً مهماً تستضيفه الصين هذا العام ويحضره أكبر عدد من الزعماء الأجانب، وسيحضر ويلقي بعض القادة الأفارقة خطابات أيضاً خلال مراسم افتتاح الحوار الرفيع المستوى للقادة الصينيين والأفارقة وممثلي قطاع الأعمال، ومنتدى الأعمال الصيني الأفريقي السادس صباح يوم 3 سبتمبر المقبل.

وسيرأس الزعيم الصيني شي جين بينغ ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رادابوسا في الرابع من سبتمبر، حلقتي النقاش المنفصلتين المذكورتين خلال اجتماعات المائدة المستديرة للقادة الصينيين والأفارقة. وقال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية وانغ يي في وقت سابق من هذا الشهرإن القادة الصينيين والأفارقة سيتبادلون الأفكار حول العلاقات الصينية الأفريقية والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك وسيعقد الرئيس الصيني لقاءات ثنائية مع القادة الآخرين خلال القمة المرتقبة.

وقد حقق منتدى التعاون الصيني الأفريقي (فوكاك-FOCAC) الذي تأسس قبل 18 عاماً، نتائج مثمرة وأصبح علامةً بارزة في مسيرة التعاون الصيني-الأفريقي، وصار يخدم أيضاً كآلية تقود التعاون الدولي مع أفريقيا وتعزز التعاون بين بلدان الجنوب.

وتهدف هذه القمة التي تعقد تحت شعار "الصين وأفريقيا: نحو مجتمع أقوى ذي مستقبل مشترك من خلال تعاون مربح للجميع" إلى بناء مجتمع صيني-أفريقي أوثق ذي مستقبل مشترك، وتعزيز المواءمة بين مبادرة الحزام والطريق الصينية والتنمية الأفريقية، ورسم مسار جديد لمستوى أعلى من التعاون الصيني الأفريقي، وتعميق التبادلات بين الشعبين. وترى الدبلوماسية الصينية أنه من خلال الجهود المشتركة للصين وأفريقيا فإن قمة بكين ستحقق نجاحاً كبيراً وستقيم نصباً تاريخياً جديداً للتعاون الودي الصيني الأفريقي.

وستتخذ الصين إجراءات جديدة لتعزيز الشراكة العملية مع أفريقيا في قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي وسيعلن الرئيس شي جين بينغ هذه الإجراءات الجديدة في القمة بينما يطرح مقترحات جديدة لتعزيز العلاقات مع القارة السمراء. ومن المتوقع أن يعتمد اجتماع القمة إعلان بكين حول إقامة علاقات أقوى بين الصين وأفريقيا ذات مستقبل مشترك، كما سيتضمن خطة عمل مدتها ثلاث سنوات بين 2019 و2021.

ويأتي انعقاد هذه القمة لتعميق التعاون الودي الصيني الأفريقي بشكل شامل والتعامل بنشاط مع التحديات العالمية، وتتطلع الصين بحماس كبير لعقد القمة الرامية إلى مواءمة مبادرة الحزام والطريق مع أجندة الاتحاد الأفريقي- 2063 وأجندة الأمم المتحدة- 2030 للتنمية المستدامة وكذلك الاستراتيجيات التنموية للدول الأفريقية لإضافة زخم جديد إلى تنمية القارة السمراء.

وستحدد القمة المرتقبة خططاً لقطاعات التعاون ذات الأولوية بين الصين وأفريقيا خلال السنوات الثلاث المقبلة وما بعدها، وتعزز قدرة أفريقيا على التنمية بشكل مستقل، والاستفادة من نقاط قوة الصين معما وهبته الطبيعة بسخاء لأفريقيا من طائفة متنوعة من الموارد الطبيعية وتسريع التصنيع والتحديث في القارة. وستضع القمة أيضاً إجراءات تعاون تتمحور حول الناس، وتشجع المزيد من الصينيين والأفارقة على المشاركة في التبادلات لبناء روابط أوثق بين الأفراد.

ومن المنتظر أن تشارك غامبيا وبوركينا فاسو وجمهورية ساو تومي وبرينسيبي الديمقراطية في القمة الصينية الأفريقية للمرة الأولى، وتأمل الصينفي انضمام جميع الدول الأفريقية إلى أسرة التعاون الصيني الأفريقي.

وقال دبلوماسيون وباحثون إن منتدى التعاون الصيني الأفريقي، الذي يعمل كنموذج للتعاون بين بلدان الجنوب منذ إنشائه في عام 2000، سيظل يمثل منصة مهمة لبناء جماعي لمجتمع مشترك للبشرية.

وسيجدد القادة الصينيون والأفارقة خلال القمة الثالثة للمنتدى في بكين علاقات الصداقة ومناقشة الشراكات، وسوف تمثل قمة بكين المقبلة مرحلة جديدة في العلاقات الصينية الأفريقية حيث ستصوغ اتجاه التنمية المستقبلية، مدعومة بوشائج الصداقة التقليدية بين الجانبين، وستساعد القمة أيضاً التعاون بين الصين وأفريقيا على التطور بطريقة أكثر تنسيقاً وتوازناً وستزيد من تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب أيضاً.

وقالت مصادر دبلوماسية أفريقية إن الصداقة التقليدية بين الصين والدول الأفريقية لها تاريخ طويل، ودائماً ما كانت تقوم على الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتعاون المربح للجانبين. ودعت هذه المصادر إلى مزيد من التعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا وتشييد البنية التحتية، وأكدت أن الصين وأفريقيا لديهما مستقبل مشترك. وقالت المصادر المذكورة آنفاًإنه حتى أبريل 2017، تجاوز طول خطوط السكك الحديدية والطرق السريعة التي بنتها الصين من خلال المساعدات والتمويل في أفريقيا 5000 كيلومتر.

وترى الدبلوماسية الصينية أن مبادرة الحزام والطريق حصلت على دعم ومشاركة نشطة من الدول الأفريقية حيث وقعت الصين مذكرات تفاهم مع تسع دول أفريقيةحول التعاون فى بناء الحزام والطرق بما فى ذلك جنوب أفريقيا ومدغشقر ومصر، بينما تجرى أكثر من 20 دولة أفريقية أخرى محادثات مع الصين بشأن اتفاقيات التعاون.

وتمثل القمة نجاحَ التعاون المربح للجانبين بين مختلف الحضارات، وستفيد الشراكة التجارية الصينية الأفريقية المتعمقة الجانبين اقتصادياً وستساعد على حماية وتعزيز نظام التجارة الدولية القائم على القواعد مع منظمة التجارة العالمية. وتستطيع الصين وأفريقيا الاستفادة من أوجه قوتهما التكاملية حيث تحتاج أفريقيا إلى تشييد البنية التحتية لتحقيق الربط الإقليمي حتى تتمكن القارة السمراء من أن تصبح نموذجاً للتعاون فى تعزيز المبادرة.


وتجدر الإشارة إلى أن السنوات الثماني عشرة الماضية قد شهدت عمل هذه القمة كآلية صينية أفريقية للحوار الجماعي والتعاون العملي في مجالات مثل السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية والأمن، وقدمت الصين والدول الأفريقية الحكمة والحلول لبناء نظام دولي أكثر معقولية من خلال فوكاك. ونظراً للدعوات المتزايدة لإصلاح نظام الحوكمة العالمي الراهن لمواجهة التحديات المشتركة فى العالم، فإن التعاون الودي الصيني الأفريقي يقدم تفكيراً جديداً لحل المشكلات العالمية الكبرى.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号