.

23 أغسطس 2018 /شبكة الصين/ "سنبني الحزام والطريق كمسار حضاري، وسنستفيد من التراث التاريخي للتعاون في بناء منتجات سياحية وحماية تراث طريق الحرير القديم". بهذه الكلمات أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ مجددا في كلمته خلال افتتاح الدورة الأولى لمنتدى الحزام والطريق الدولي بالعاصمة بكين (في مايو 2017)، على أهمية إحياء طريق الحرير.

وكانت مصلحة السياحة الوطنية قد أعلنت بعد تنفيذ الصين سياسة الإصلاح والانفتاح، عن مسارات تنشيط السياحية الوطنية، وجاء على رأسها مسار طريق الحرير. وكمركز عبور هام على طول طريق الحرير القديم، شهدت مدينة جيايوقوان التابعة لمقاطعة قانسو ازدهارا ملحوظا. حيث تقع هذه المدينة عند الطرف الغربي لسور الصين العظيم لعهد أسرة مينغ.

وقد بدأ بناء حصن جيايويقوان في عام 1372، ويعد كذلك القلعة العسكرية القديمة الأكثر احتفاظا بملامحها، والأعظم مهابة على طول سور الصين العظيم. وعند الطرف الجنوبي للحصن يوجد برج الإنذار الأول لسور الصين العظيم، وهو أيضا برج الإنذار في أقصى الطرف الغربي للسور في عهد أسرة مينغ.

وعلى بعد 7 كيلومترات شمال حصن جيايوقوان، يمكن للزوار التمتع بمشهد السور الحجري الممتد على سلسلة من التلال بزاوية ميل 45 درجة، لذلك أطلق عليه "سور الصين العظيم المعلق". كما يتيح تسلق الجبل على طول مسار شيّد خلال عملية إعادة ترميم وصيانة الحصن، يتيح التمتع بمشهد الصحراء من القمة.

وفي عام 1987، أدرج حصن جيايوقوان ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي من قبل اليونسكو. وفي عام 2012، أطلقت مقاطعة قانسو أكبر مشروع لترميم وحماية الحصن منذ تأسيسه. واستمرت أعمال المشروع لقرابة خمس سنوات للحفاظ على وإظهار ملامح الحصن القديمة، وإعادة تسليط الضوء على سحر "بوابة العالم العظيمة".

وعلى طول طريق الحرير تنتشر وتتنوع مظاهر ومعالم التراث التاريخي والثقافي، ما يجعل من التطوير "الوقائي" للسياحة أفضل وسيلة لمواصلة الحفاظ على الموروث التاريخي والثقافي.

هناك في وسط الصحراء في شمال شرق مدينة جيايوقوان تقع مقابر تعود لعهدي أسرتي وي وجين، تزينها رسومات ملونة على جدرانها الداخلية. وفي هذه المنطقة اكتشف أكثر من 1400 مقبرة مبنية بالطوب اللبن، وقد أطلق عليها "أكبر ممر في العالم تحت الأرض تزينه رسومات جدارية". وخلال الفترة بين عامي 1972 و1979 تم اكتشاف وترميم 13 مقبرة، وقد افتتحت المقبرتين رقم 6 و7 أمام الجماهير.

وتصور الرسومات الجدارية الملونة مظاهر الحياة القديمة لساكن المنطقة من أنشطة زراعية وتنقل البدو وساعي البريد وخصائص الطعام وكذلك وسائل الترفيه، لتظهر جليا العادات المحلية الشعبية القديمة، وتوفر في الوقت نفسه قاعدة مادية موثوقة لدراسة التاريخ والثقافة في تلك الفترة. هنا في هذا المكان بالتحديد، يتوافد الزوار المحليين والأجانب من جميع أنحاء العالم كل عام، مسترشدين في رحلتهم بهذه الرسومات الجدارية للـ"عودة" إلى عصر طريق الحرير القديم. وقد أعدت إدارة المنطقة خطة طوارئ محكمة للتكيف مع فترات ذروة السياحة لحماية هذا التراث الثقافي النفيس.

وفي جيايوقوان دون غيرها تلتقي ثقافة السور العظيم مع ثقافة طريق الحرير وسط جموع كبيرة من الزوار للتعرف على هذا "الطريق التجاري القديم". فمنذ عام 2016، بلغ العدد الإجمالي لزوار جيايوقوان نحو 16.19 مليون زائر، بحجم إيرادات تجاوز 10.66 مليار يوان.