مقالة خاصة: العملة الصينية (اليوان) تشهد رواجا متزايدا في إفريقيا

هراري 17 أغسطس 2018 (شينخوا) تلقى العملة الصينية (الرنمينبي)، أو اليوان، المزيد والمزيد من الاهتمام في البلدان الإفريقية بما تتمتع به من مزايا في تسهيل التجارة والاستثمار بين الصين وإفريقيا، والوصول بهيكل احتياطات النقد الأجنبي إلى حده الأمثل، وتحقيق استقرار النظام المالي.

ويرى مسؤولون وخبراء وباحثون من بلدان إفريقية مختلفة أن اعتماد الرنمينبي كعملة احتياط وتسويات في إفريقيا مستقبلا يعد اتجاها حتميا، وهو أمر لن يعود بالفائدة على التنمية الاقتصادية المحلية فحسب، وإنما سيعطى أيضا دفعة لتدويل الرنمينبي.

-- الرنمينبي يشهد مزيدا من الرواج في إفريقيا

قال كاليب فوندانجا المدير التنفيذي لمعهد الاقتصاد الكلي والإدارة المالية للشرق والجنوب الإفريقي إن مسؤولين من البنوك المركزية ووزارات المالية من 14 دولة إفريقية اقترحوا اعتبار الرنمينبي عملة احتياط وتوسيع نطاق استخدامه في القارة بأكملها.

وأضاف فوندانجا أنه نظرا لحصة الصين المتنامية في الاقتصاد العالمي ووضعها كشريك تجاري مهم لبلدان المنطقة، سيكون من المفيد للدول الإفريقية أن تستخدم الرنمينبي كعملة احتياط.

وأفادت تقارير بأن دولا مثل رواندا أدرجت الرنمينبي ضمن احتياطاتها من العملات الأجنبية. ووقعت جنوب إفريقيا ونيجيريا ودول أخرى اتفاقات لمبادلة العملات مع الصين، فيما أبدت كينيا وزيمبابوي وبوتسوانا اهتماما كبيرا باستخدام الرنمينبي كعملة احتياط أو تسويات.

ومن جانبها، قالت دورين ماكومي مديرة الاتصالات المؤسسية بالبنك الوطني الرواندي للصحفيين إنه نظرا للنمو السريع الذي تشهده التجارة الدولية، تدرج رواندا الرنمينبي ضمن احتياطاتها من العملات الأجنبية منذ عام 2016، الأمر الذي أتاح قدرا وافرا من النقد الأجنبي الذي سهل المعاملات بين الجانبين.

-- اعتماد الرنمينبي كعملة احتياط يفيد اقتصاد إفريقيا

إن اعتماد الرنمينبي كعملة احتياط سيزيد من تأثير الصين في التجارة من خلال خفض تكاليف المعاملات بصورة كبيرة وجذب المزيد من الاستثمارات الصينية، هكذا ذكر تشارلز سيواوا المدير التنفيذي لغرفة بوتسوانا للمناجم.

ويرى المحلل الاقتصادي الناميبي هارولد سنيدرز أن الرنمينبي أكثر استقرارا وقوة من عملات إقليمية مثل الراند الجنوب إفريقي، وهو ما يمكن أن يسهم في تحسين اقتصاد ناميبيا الراكد.

إن المعاملات الدولية للبلدان الإفريقية تتم أساسا بالدولار الأمريكي، ولكن هذه البلدان لا تقوم بالكثير من التجارة المباشرة مع الولايات المتحدة وإجمالي حجم تجارتها مع الصين أكبر.

وذكر تشو يونغ كاي مدير الأعمال بمكتب بنك الصين في نيروبي أن إدراج الرنمينبي في "سلات عملاتهم" سيساعد على خفض تكاليف المعاملات وتحسين الأمن المالي.

-- فتح الطريق بصورة أكبر أمام دخول الرنمينبي إفريقيا

كما قال بعض المسؤولين والخبراء إنه في الغالبية العظمي من الدول الإفريقية، مازال هناك مجال كبير لتطوير الرنمينبي كعملة احتياط وتسويات.

واقترحوا أن يتم الجمع بين الاستثمار في إفريقيا وتدويل الرنمينبي من أجل تسريع التعاون المالي بين الصين وإفريقيا.

ويعرب لي فنغ رئيس مكتب بنك الصين في تنزانيا عن اعتقاده بأن توقيع اتفاقيات لمبادلة العملات، وتعزيز التبادل المباشر والمعاملات المدرجة للرنمينبي، فضلا عن تسعيره للسلع السائبة هي الاتجاهات الثلاثة للتعاون المستقبلي بين الصين وإفريقيا.

وأضاف قائلا إنه علاوة على ذلك، فإنه من الضرورة بمكان أيضا تسريع إقامة فروع للبنوك الصينية في إفريقيا، وبناء شبكة من المؤسسات تغطي المناطق الرئيسية في إفريقيا، وتحسين الاعتراف بالرنمينبي في السوق الإفريقية وطرق التبادل الخاصة به.