الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

مقالة خاصة: شعور بالقلق أم روح التحدي :ردود أفعال متباينة للأتراك حول الانخفاض الحاد لقيمة الليرة بسبب الضغوط الأمريكية

arabic.china.org.cn / 18:31:43 2018-08-15

أنقرة 15 أغسطس 2018 (شينخوا) أعربت نوران يلديز، بينما هي جالسة داخل كشك صغير للحرف اليدوية بأحد أسواق منطقة أوميتكوي بأنقرة، عن تشاؤمها إزاء مستقبل الاقتصاد بعد الانخفاض الحاد في قيمة الليرة.

وقالت لوكالة أنباء ((شينخوا)) تعليقا على التراجع الأخير في سعر صرف الليرة مقابل الدولار "أرى أننا نزيد فقرا كل يوم."

وبالفعل تسبب الانخفاض الأخير في قيمة العملة في تدهور الوضع الاقتصادي التركي وتضررت منه بشدة المشروعات الصغيرة.

وحتى الآن فقدت الليرة نحو 40 بالمئة من قيمتها أمام الدولار منذ بداية العام الجاري.

وتراجعت الليرة بأكثر من 17 بالمئة يوم الجمعة في أكبر انخفاض خلال يوم واحد منذ الأزمة المالية في عام 2001، وتم التداول على 6.47 ليرة للدولار الواحد. وسجلت يوم الإثنين تراجعا قياسيا لتصل إلى 7.23 للدولار الواحد.

واستردت الليرة الثلاثاء أكثر من 5 بالمئة من قيمتها لتصل إلى 6.41 ليرة للدولار بعدما تعهد وزير المالية التركي بيرات ألبايراك بحماية العملة.

وخلق انخفاض الليرة وارتفاع التضخم عبئا ثقيلا على المواطنين العاديين الذين تراجعت قوتهم الشرائية بشكل كبير.

وهناك ردود أفعال متباينة داخل المجتمع التركي على المشكلات الاقتصادية التي تواجهها البلاد حاليا.

ويقول بكير كانجي الصراف بأحد المتاجر بمنطقة كانكايا بأنقرة إنه قلق بشأن مستقبل الاقتصاد التركي في ظل تراجع قيمة العملة.

ونظرا لارتفاع الديون والإيجارات، اضطر كانجي لإغلاق متجره الخاص للأجهزة الإلكترونية قبل شهرين والعمل بمتجر جاره.

وقال لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لقد تراجع إنفاق المستهلكين بسبب الحذر من المستقبل الاقتصادي. كل البضائع التي كنت أبيعها مستوردة بدولارات وبعد ارتفاع الأسعار، انخفض الطلب عليها."

وأضاف "لا أعلم إن كانت قوى أجنبية أو لا هي سبب الفشل الاقتصادي التركي. لا أعلم شيئا عن جماعات الضغط تلك ولكن هذه السياسة الاقتصادية لا تصلح للاستمرار ."

وأدانت الحكومة التركية بعض الخبراء الاقتصاديين الذين دعوا لرفع سعر الفائدة واتهمتهم بالعمالة ل"جماعات ضغط".

وقال كان شافاق مندوب المبيعات بشركة طبية إنه اشترى دولارات في الأسابيع القليلة الماضية لمنع تزايد انكماش ثروته.

وبينما انتقد الولايات المتحدة لتسببها جزئيا في المشكلات الاقتصادية بتركيا، حمل شافاك السياسيين الأتراك المسؤولية عن عدم "إدخال إصلاحات هيكلية ضرورية."

كما أعرب محام يعمل بفرع شركة قانونية دولية تتعامل مع مستثمرين أجانب بأنقرة، عن قلقه العميق إزاء المستقبل بسبب "التراجع" الأخير في قيمة العملة.

وقال إن شركته لم تتلق خلال الأشهر الماضية أي طلب جديد من شركات أجنبية للاستثمار في تركيا.

وأضاف المحامي الذي طلب عدم ذكر اسمه "إنني قلق على نفسي لأن الشركة لن تواصل الإبقاء على وظيفتي إذا خسرنا مستهلكين أجانب."

لكن العديد من الأتراك يتهمون الولايات المتحدة بالتسبب في الاضطرابات الاقتصادية الأخيرة في تركيا.

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن يوم الجمعة عن مضاعفة الرسوم الجمركية الأمريكية على منتجات الصلب والألومنيوم التركية وسط تزايد التوترات في العلاقات الثنائية بعد أن رفضت أنقرة طلبا أمريكيا بإطلاق سراح القس الأمريكي المحتجز لديها أندرو برونسون.

وانتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم السبت الخطوة الأمريكية ووصفها بأنها إعلان حرب اقتصادية على تركيا في الوقت الذي تعهد فيه باتخاذ إجراءات ضرورية لحماية الاقتصاد.

وفي الوقت ذاته، بدأ أتراك موالون للحكومة حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "سنفوز" على وسم #kazanacagiz على موقع تويتر للدعوة لمقاطعة منتجات أمريكية ودعم أردوغان.

وأظهرت مقاطع مصورة لهواة عبر صفحات التواصل التركية، بعض المواطنين يحرقون الدولارات الأمريكية احتجاجا على تدخل "قوى الظلام" في اقتصادنا ويبدون دعمهم لأردوغان.

وقال هاشم يلمظ حارس عقار بمنطقة كانكايا بأنقرة "أردوغان أبونا. سنموت من أجله. وهذا الدولار لعبة في يد القوى الأجنبية. سنتصدى لهم."

وقال معمر كوكسال ،طالب جامعي عمره 20 عاما، إنه يعتقد أن هذا "هجوم اقتصادي" بالفعل شنته الولايات المتحدة على تركيا.

وأضاف لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لأننا لا نسلمهم القس. علينا ، كأمة، المقاومة. ليس لدي أي مشتريات بالدولار."

/نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号