السفير التونسي: قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي "حدث تاريخي" لانطلاقة جديدة وفعلية مشتركة

بكين 10 أغسطس 2018 (شينخوا) أكد السفير ضياء خالد السفير التونسي لدى الصين اليوم الجمعة، أهمية قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي المزمع عقدها في سبتمبر المقبل، واصفاً إياها بـ "الحدث التاريخي" الذي سيوفر للجانبين تحقيق انطلاقة جديدة وفعلية لتعميق الشراكة الصينية-الإفريقية على مختلف المجالات.

وأضاف السفير خالد في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء "شينخوا" إن القمة ستوفر للصين والدول الإفريقية إمكانية تعميق مجالات التعاون والتنمية وتعزيز التطلعات المشتركة بين الجانبين، فضلاً عن دورها الهام والحيوي لفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي والتعليمي والتكنولوجي وغيرها من عديد المجالات والقطاعات.

وأعرب السفير خالد عن أمله في أن تسهم القمة المقبلة في رفع حجم الاستثمارات الصينية في القارة الإفريقية بشكل عام، لافتاً في ذات الوقت إلى أهمية الدعم والتشجيع الحكومي الصيني لتدفق الاستثمارات والشركات الصينية للعمل في القارة السمراء، نظراً لأهمية ذلك في خدمة الشراكة الاستراتيجية الصينية-الإفريقية، ونوه السفير بحرص القيادة الصينية على ترسيخ مبادئ الشراكة القائمة على الاحترام والعدالة والفوز المشترك، الأمر الذي لمسته الدول الإفريقية، داعياً لاستغلال هذه المنصة الهامة للتقدم سوياً وزيادة تحقيق المنافع المشتركة للجانبين.

وفي السياق ذاته؛ نوّه السفير خالد بأهمية مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في العام 2013، لافتاً إلى أن تونس كانت من أوائل الدول الداعمة والمُرحبة بالمبادرة نظراً للدور والمكانة التاريخية الهامة لتونس كهمزة وصل هامة للصين مع شمال إفريقيا، مضيفاً:" إن مبادرة الحزام والطريق تعتبر بمثابة الإطار الذي سينظم أشكال وبرامج التعاون الصينية المختلفة على الصعيد الدولي.

وأكد السفير خالد أن انضمام تونس رسمياً في وقت سابق من العام الجاري للمبادرة قد أسهم في رفع مستوى العلاقات الثنائية بين الجانبين في مختلف المجالات، نظراً لشمولية المبادرة التي تغطي كل الميادين كالاقتصاد والتجارة والبنية التحتية والمالية والتكنولوجية والشعبية، إلى جانب أهدافها الأوسع والمتمثلة في تحقيق المنفعة المشتركة لجميع الشعوب، وبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية، وهو ما دفع الجانب التونسي لتعزيز الاتصالات مع الجانب الصيني لتحديد ماهية المشاريع المشتركة التي من شأنها زيادة الإسهام في المبادرة.

وبالتزامن مع الذكرى الأربعين لتطبيق الصين سياسة الإصلاح والانفتاح، أكد السفير خالد أن التجربة الصينية في الإصلاح والانفتاح تعتبر تجربة نوعية وناجحة، تمكنت الصين من خلالها من تحقيق العديد من الإنجازات والاختراقات البارزة في المجالات الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية والتعليمية والبنية التحتية والمالية والكثير غيرها، مضيفاً أن هذه الإنجازات والنجاحات لا يمكن إغفالها على الإطلاق، خصوصا وأنها انعكست فعليا بشكل إيجابي على الصين حكومة وشعباً، كما كان لها الأثر الإيجابي على مختلف برامج التعاون الصينية مع الخارج، ولا سيما مع الدول العربية والإفريقية، وهي برامج تشكل نموذجاً ومثالاً إيجابياً مباشراً لثمار تلك السياسة.

وأعرب السفير خالد عن أمله بتحقيق الصين مزيداً من النجاح والتطور ومواصلة التقدم للأمام لتحقيق كافة طموحاتها، لافتاً في الوقت نفسه إلى أهمية العديد من التجارب الصينية ضمن سياسة الإصلاح والانفتاح، التي يمكن للكثير من الدول النامية الاستفادة منها والاستئناس بها بما يتماشى ونهجها التنموي وسياساتها الوطنية.

وفي معرض حديثه عن تاريخ العلاقات التونسية-الصينية، قال السفير خالد إن علاقات البلدين راسخة وقديمة وتاريخية ومتميزة، وهي تستمر في نسق تصاعدي ومتنوع يشمل فتح مجالات تعاون جديدة.

وأشار السفير التونسي إلى أهمية افتتاح مكتب القمر الصناعي "بيدو" الصيني العربي في تونس عام 2018، لتدريب وتأهيل الكوادر العربية للتعرف على تكنولوجيا الفضاء واستخداماتها، وهو ما شكل نقطة انطلاق هامة لإرساء تعاون كبير وعميق بين الجانبين الصيني والعربي في مجال تكنولوجيا الفضاء، كما أشار إلى تنوع مجالات التعاون التونسي-الصيني، ومكانة الصين كرابع شريك تجاري لتونس، وإلى اهتمام الشركات الصينية بالاستثمار في بلاده، ونوه في هذا الإطار بارتفاع تدفق السياح الصينيين على تونس.

وبالحديث عن الجانب السياحي، قال السفير خالد إن الاهتمام التونسي بسوق السياحة الصيني بات اهتماماً جديدا وجدّياً، وأصبح يشكل أولوية وذلك بعد إعفاء السياح الصينيين في فبراير 2017 من الحصول على تأشيرة الدخول لتونس، ما انعكس بشكل إيجابي على زيادة أعداد السياح الصينيين التي وصلت إلى 20 ألف سائح في العام الماضي مقارنة بـ 8 آلاف في 2016، وهو اتجاه متواصل في الارتفاع، وسط توقعات ومساع جادة لرفع العدد واستقبال ما بين 30 ألف إلى 35 ألف سائح صيني بنهاية العام الجاري.

وأكد السفير التونسي أهمية وضخامة إمكانيات السوق السياحية الصينية واهتمام الشركات الصينية بتونس كمقصد سياحي هام يزخر بالمنتجات السياحية والثقافية المتنوعة، ما يوجب على الجانبين بالتالي تعزيز حجم التعاون في هذا المجال للوصول إلى مستويات تليق بحجم وإمكانيات البلدين الصديقين.