الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

جولة الرئيس الصيني تعزز الوحدة والتعاون مع الدول العربية والأفريقية

arabic.china.org.cn / 09:49:14 2018-07-30

كتب- يحيى مصطفى

 

30 يوليو 2018 / شبكة الصين / اتسمت جولة الرئيس الصيني شي جين بينغ العربية والأفريقية التي اختتمها يوم السبت 28 يوليو الجاري بحفاوة وترحيب بالغين عكسا المكانة الرفيعة والقبول الواسع الذي تجده الصين وقيادتها في العالم العربي والقارة السمراء، وشكلت استفتاءً أكد على نجاح سياسة الصين الخارجية القائمة على مبادئ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى والتعايش السلمي وعدم ربط التعاون والمساعدات الصينية بأي شروط سياسية.

 

وشهدت دولة الإمارات العربية المحطة الأولى من هذه الجولة احتفاءً رسمياً وشعبياً وإعلامياً استثنائياً بالزعيم الصيني وتزينت العاصمة أبو ظبي بعناصر صينية ترحيباً بضيف البلاد الكبير الرئيس شي جين بينغ في زيارته الأولى لأيقونة دول الخليج العاصمة أبو ظبي، ووفرت هذه الزيارة سانحةً لإبراز الإنجازات الكبيرة التي تحققت في مسيرة علاقات البلدين ورسمت معالم المستقبل المشرق الذي ينتظر التعاون المتبادل النفع بين الصين والإمارات بصفة خاصة وبين الصين والعالم العربي بصفة عامة.

 

وقد أظهر تكريم الرئيس الصيني بمنحه "وسام زايد" أرفع الأوسمة الإماراتية تقدير القيادة الإماراتية البالغ للرئيس شي جين بينغ وامتنانها لاختياره الإمارات لتكون محطته الأولى في هذا الجولة ويصبح بذلك أول رئيس صيني يزور هذه الدولة الخليجية خلال 29 عاماً. ويعكس هذا التكريم مدى العمق والمستوى الذي بلغته العلاقات الصينية الإماراتية ولا سيما الطفرة التي تحققت خلال السنوات الخمس الماضية على صعيد التعاون الاقتصادي بين البلدين.

 

وتوصلت المباحثات التي أجراها الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال الزيارة التي استغرقت يومين مع الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة ورئيس وزرائها وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد ال نهيان، توصلت إلى سلسلة من الاتفاقات الهامة في مجالات تعاون مثل مبادرة الحزام والطريق، والقدرات الإنتاجية، والطاقة، والزراعة، والقطاع المالي. وأفادت تقارير صحفية أن الجانبين وقعا على 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم خلال الزيارة.

 

وترى الدبلوماسية الإماراتية أن الزيارة شكلت معلماً جديداً في العلاقات بين الصين والإمارات، وتمثل خطوة هامة في الوقت الذي تسعى فيه الإمارات إلى تأسيس علاقات اقتصادية وثقافية وتجارية واستثمارية طويلة الأجل مع الصين.

 

وقالت أوساط الأعمال الصينية في الإمارات إن نتائج زيارة الرئيس الصيني ستعزز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، حيث يعكس تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين حرصهما على تعزيز الاستثمارات والمشاريع التنموية.

 

وستشهد الفترة المقبلة إقامة شراكات جديدة بين الشركات والصينية والإماراتية في العديد من القطاعات الرئيسية مثل الصناعة والتصنيع والموارد المالية والثقافة والتعليم والطاقة والزراعة.

 

وتمر العلاقات الصينية والإماراتية حاليا بأفضل مرحلة في تاريخها حيث تعتبر الإمارات إحدى دول الشرق الأوسط التي لديها أكبر قدر من التعاون المعمق مع الصين في أوسع المجالات وحققت أكبر قدر من الإنجازات الملموسة. ومن المنتظر أن تعزز هذه الزيارة التعاون بين البلدين في إطار مبادرة الحزام والطريق.

 

وتعد الصين أكبر شريك تجاري للإمارات منذ عدة سنوات بينما أصبحت الأخيرة ثاني أكبر شريك تجاري للصين في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا وتعتبر بوابة لحوالي 60% من صادرات الصين إلى الشرق الأوسط، وما يقرب من ربع إجمالي التجارة العربية مع الصين، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في العام الماضي 40.98 مليار دولار، بزيادة 2.3 في المائة على أساس سنوي.

 

وزار الزعيم الصيني شي جين بينغ في الشق الثاني من جولته ثلاث دول في القارة الأفريقية هي السنغال ورواندا وجنوب أفريقيا واستقبل بذات الحفاوة والترحاب والتكريم الذي قُوبل به في الإمارات مما عكس القبول الواسع الذي تجده الصين وقيادتها في القارة السمراء أيضاً. وكان من اللافت للنظر حرص الرئيس الصيني على التواصل مع نطاق أوسع من شعوب الدول الأربع التي زارها من خلال نشر مقالات له في كبريات الصحف في الدول التي زارها وحظيت هذه المقالات ومحتوياتها باهتمام كبير من قبل كافة الأوساط في تلك الدول وأشادت بما حوته من أفكار لتعزيز التعاون بين الصين والدول الأفريقية في إطار مبادرة الحزام والطريق من أجل خلق مستقبل مشترك يحقق النفع المتبادل بين الصين والدول الأفريقية ورفاهية شعوبها.

 

وجولة الرئيس الصيني الأفريقية شملت دولاً تمثل شرق أفريقيا وغربها وجنوبها وبذلك اكتسبت صفة تمثيلية واسعة للقارة السمراء، ومكنت القيادة الصينية من إجراء مباحثات معمقة مع قادة هذه الدول فيما يتعلق بربط الاستراتيجيات التنموية لبلدانهم مع مبادرة الحزام والطريق. وتكتسب هذه الجولة الأفريقية أهمية خاصة لأنها تأتي قبيل اجتماعات قمة منتدى التعاون الصيني الافريقي في سبتمبر المقبل بالعاصمة الصينية بكين.

 

وكانت السنغال المحطة الأولى في جولة الرئيس الصيني الأفريقية وهي أول زيارة لرئيس صيني إلى هذا البلد الأفريقي خلال نحو عشر سنوات حيث أجرى محادثات مع الرئيس السنغالي ماكي سال ووُقعت خلال الزيارة مجموعة من الاتفاقات التجارية.

 

وتعتبر الصين ثاني أكبر شريك تجارى للسنغال بعد فرنسا وتخطت قيمة إجمالي التبادلات التجارية بين البلدين ملياري دولار فى 2016، بحسب بيانات نشرت مؤخرا. وارتفعت الصادرات الصينية إلى السنغال من 227 مليار فرنك سنغالي (350 مليون يورو) فى 2013 إلى 367 مليار فرنك سنغالي فى 2017، وتأتى فى طليعتها مواد البناء حيث تتولى العديد من الشركات الصينية تنفيذ مشاريع عامة. وقامت شركات صينية ببناء قسم كبير من البنى التحتية فى السنغال بينها ملاعب رياضية فى دكار، وطرق ومسرح وحلبة مصارعة ومتحف حضاري.

 

وبلغت قيمة حصيلة الاستثمارات الصينية بالسنغال 320 مليون دولار بنهاية 2017. وبلغت قيمة الاستثمارات المباشرة من الصين إلى السنغال 110 ملايين دولار في 2017 بزيادة 120 بالمئة على أساس سنوي.

 

ومنذ عودة العلاقات الدبلوماسية فى 2005 تخطى حجم الاستثمارات الصينية فى السنغال 1,8 مليار يورو.

 

ورواندا في ثاني محطات جولته الأفريقية، أجرى الرئيس الصيني مباحثات مع الرئيس الرواندي بول كاغامى تناولت تعزيز التعاون بين البلدين في كافة المجالات، ووقعت خلال هذه الزيارة التي تعد أول زيارة لرئيس صيني لهذه الدولة الواقعة بشرق أفريقيا 15 اتفاقاً ومنحة في إطار تعزيز العلاقات الثنائية .ومن بين الاتفاقيات قروض لبناء طريق وتجديد مستشفى وتطوير مطار بوجيسيرا الجديد في رواندا.

 

وجاءت زيارة الرئيس الصيني إلى جنوب أفريقيا المحطة الأخيرة من هذه الجولة معززةً للعلاقات الدبلوماسية والثنائية القوية وشراكة التعاون الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية بين البلدين. وتعتبر هذه الزيارة خطوة هامة في توسيع وتعميق العلاقات وتكتسب أهمية في إطار احتفال البلدين بالذكرى الـ20 لإقامة العلاقات الدبلوماسية كما أنها تسبق قمة منتدى التعاون الصيني - الأفريقي المقبلة مما أتاح فرصة للتحضير والتنسيق الجيد للقمة.

 

وقد بعث حضور الرئيس الصيني القمةَ العاشرة لمجموعة البريكس في الفترة من 25 إلى 27 يوليو في جوهانسبرج رسالة واضحة إلى العالم الخارجي بأن الصين لا تزال ملتزمة بتعميق التعاون مع الأسواق الناشئة.

 

وقد أوضح الرئيس الصيني خلال القمة رؤية الصين بشأن تعزيز التضامن والتعاون بين المجموعة واغتنام الفرص التي تتيحها الثورة التكنولوجية الجديدة وحماية التعددية وتحسين نظام الحوكمة العالمية.

 

وفي الوقت الذي يصارع فيه العالم النزعة الانفرادية والانعزالية للولايات المتحدة، وكذلك رد فعل معاكس للعولمة، فقد بعثت المجموعة رسالة تضامن تعارض هجوم واشنطن على التجارة العالمية وتتمسك بالمزيد من عولمة شاملة للجميع. وسيساعد التضامن بين الدول الأعضاء بالمجموعة وتأييد قادتها بالإجماع للتعددية والتجارة الحرة في تعزيز الثقة في الانتعاش الاقتصادي العالمي وتعزيز دور المجموعة في تعزيز النمو العالمي.

 

 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号