زيارة الرئيس الصيني لأفريقيا تدفع بناء مجتمع مصير مشترك بين الجانبين

24 يوليو 2018 / شبكة الصين / قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بأول تحرك دبلوماسي هام، خلال الفترة من 19 يوليو الحالي وحتى 28 منه، بزيارات رسمية لكل من الإمارات العربية المتحدة والسنغال ورواندا وجنوب أفريقيا، وسيحضر القمة العاشرة لمجموعة بريكس في جوهانسبرج من 25 إلى 27 يوليو.

وهذه الجولة الخارجية، هي الأولى له منذ إعادة انتخابه رئيسا للصين، في مارس الماضي، وتهدف إلى الدفع باتجاه جهود ملموسة لتحقيق المزيد من التنمية المشتركة وتحسين الحوكمة العالمية، في ظل خلفية تغيرات عميقة في الظروف الدولية،كما أنها المرة الرابعة التي يزور فيها الرئيس شي أفريقيا خلال السنوات الخمس الماضية، وترمي هذه الجولة أيضاً إلى تعزيز تنمية العلاقات الصينية الأفريقية من خلال القيادة الرفيعة المستوى والمساعدة في بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وأفريقيا.

وفي مارس 2013، اقترح شي جين بينغ مفهوم "مجتمع مصير مشترك" بين الصين وأفريقيا خلال زيارته الأفريقية الأولى، مما أشار إلى اتجاه جديد لتنمية العلاقات الصينية الأفريقية. ودخل التعاون الصيني الأفريقي بالتدريج إلى مرحلة تعميق شاملة منذ عام 2000، حيث حققت آلية منتدى التعاون الصيني الأفريقي والتوقيع على العديد من وثائق التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف تطوير التعاون الصيني والأفريقي تدريجياً من الإجراءات القائمة على المشاريع إلى استراتيجية تنمية التعاون بين الجانبين. وفي عام 2008، بلغ حجم التجارة الثنائية 107 مليارات دولار، متجاوزًا حجم التجارة بين الولايات المتحدة وأفريقيا لأول مرة. وفي السنوات الأخيرة، حافظت التجارة بين الصين وأفريقيا على معدل نمو سريع بنسبة 30٪ سنويا ، ونمت استثمارات الصين في أفريقيا بمعدل 40٪ سنويا . وفي عام 2016 ، صيغت خطة عمل تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، مما عزز تعميق التعاون بين الصين والبلدان الأفريقية بهدف المساعدة على بناء أفريقيا من خلال الاستفادة من تنمية الصين، وتعميم الفوائد على شعوب الصين وأفريقيا، وتحقيق التنمية المشتركة للبشرية جمعاء.

 ويعتبر التعاون الصيني الأفريقي نموذجا للتعاون بين بلدان الجنوب. وقد أصدرت الحكومة الصينية أول وثيقة حول التعاون الصيني الأفريقي فى 2006، ولعبت دورا هاما فى تعزيز العلاقات الثنائية.

إن مفهوم " الإخلاص والنتائج الملموسة والألفة وحسن النية" الذى تحدث عنه شى فى كلمته بتنزانيا خلال أولى رحلاته لأفريقيا فى مارس 2013 بعد توليه منصبه، تم تبنيه فى علاقات الصين مع أفريقيا وأسفر عن نتائج مثمرة وتعاون مفيد للطرفين.

وبمساعدة أفريقيا فى التحديث الصناعى والزراعى، ستتمكن الصين من حل مشاكل كبيرة لأفريقيا. وفى الوقت نفسه، فإنه فى لحظة هامة من التحول الاقتصادى، ستكون اقتصادات الصين وأفريقيا مكملة لبعضها البعض. وسوف تخلق مبادرة الحزام والطريق التى اقترحتها الصين فرصا جديدة للتعاون الصناعي الصيني الأفريقى.

وقد استمرت العلاقات بين الجانبين لعدة عقود واتسمت بتقاسمهما السراء والضراء وتعاملهما بإخلاص كأشقاء. كما تطابقت مواقفهما ووجهات نظرهما بشأن العديد من القضايا الدولية والإقليمية. وقد ساعدهما ما مرا به من معاناة وصعوبات متشابهة فى فهم بعضهما البعض. وأصبحت الصداقة التقليدية كنزا ثمينا للجانبين.