الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

مقالة خاصة: ماهو سبب الخلاف حول خط أنابيب غاز بين الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا؟

arabic.china.org.cn / 10:28:01 2018-07-21

بكين 20 يوليو 2018 (شينخوا) أصبح خط أنابيب غاز يربط روسيا بألمانيا نقطة خلاف بين عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة وروسيا.


ويعارض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إقامة خط الأنابيب نورد ستريم 2 وانتقد اعتماد ألمانيا على الغاز الطبيعي الروسي بقوله "روسيا تسيطر بالكامل على ألمانيا."


وبعد لقاء بينهما في هلسنكي، قال ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين إنهما سيتنافسان من أجل الفوز بسوق الغاز الأوروبي.


ويعكس الخلاف متعدد الأطراف الناجم عن البناء الجاري لخط الأنابيب، المصالح التجارية المختلفة والحسابات الجيوسياسية للأطراف المعنية.


أوروبا: اتجاهات عديدة


نظرا لمتطلبات ألمانيا التجارية والخاصة بالطاقة، فإنها أشد المؤيدين لبناء خط أنابيب نورد ستريم 2 في أوروبا. وترى أن أوروبا بحاجة للغاز الروسي وروسيا تريد جني المال من أوروبا.


وبحسب وكالة يوروستات التابعة للمفوضية الأوروبية والتي تمدها بالمعلومات الإحصائية، استوردت ألمانيا ما بين 50 و75 بالمئة من الغاز الروسي.


وحيث إن الخط يربط روسيا وألمانيا مباشرة عبر قاع بحر البلطيق، فلن تلبي ألمانيا احتياجها من الغاز فحسب وإنما ستصبح محور عبور أوروبي للغاز الروسي.


وسيلبي خط الأنابيب نورد ستريم 2 بالإضافة لخط نورد ستريم 1، احتياجات ربع أعضاء الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي. ويعاني الخط نورد ستريم 1، الذي تم بناؤه في عام 2011، من زيادة الحمل عليه في السنوات الأخيرة.


لكن أوكرانيا وبولندا والاتحاد الأوروبي يعارضون مشروع نورد ستريم 2. فلدى أوكرانيا وبولندا بواعث قلق بشأن أن تقلل روسيا أو حتى توقف توصيل الغاز عبر أراضيهما مما يؤثر على اقتصاديهما. بينما قال الاتحاد الأوروبي إن خط الأنابيب سيؤثر على استراتيجيته لتنويع مصادره لإمدادات الطاقة المستوردة.


ومن أجل الحفاظ على علاقاتها الاستراتيجية بالولايات المتحدة، قالت بعض الدول الأوروبية إنها تريد استيراد الغاز الأمريكي. وقالت بولندا وليتوانيا ودول اخرى في وسط وشرق اوروبى إنها من المحتمل أن تدفع أسعارا أعلى مقابل استيراد الغاز الطبيعي الأمريكي المسال.


وبالنسبة للدول الأوروبية، فإن كيفية تنويع إمداداتها للطاقة مازالت مهمة عسيرة. ورغم اتباعها استراتيجية ذات أولوية قصوى، فلم تحقق نتائج مثمرة.


اعتبارات أمريكية


هناك بواعث قلق اقتصادية وسياسية وراء تدخل ترامب بصورة بارزة في إمداد أوروبا بالغاز.


فقد أعلن ترامب خطة "أمريكا أولا" الخاصة بالطاقة بعد توليه منصبه كجزء من تدابير صارمة لتطوير طاقة محلية وبخاصة الغاز الطفلي. ويستهدف ذلك إلى جانب تأمين الاستقلال في مجال الطاقة ،توسيع نفوذ الولايات المتحدة في سوق الغاز العالمي.


وتقدر وكالة الطاقة الدولية أن الولايات المتحدة ستصبح ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2022. ومن الواضح أن أوروبا التي تعتمد بصورة كبيرة على واردات النفط والغاز والتي تقع عبر المحيط ستكون المستهدفة أولا.


لكن روسيا رائدة بلا منازع في سوق الغاز الطبيعي الأوروبي. وسيزيد خط نورد ستريم 2 صادرات الغاز الطبيعي الروسي لأوروبا. ولمواجهة تنامي التقدم الروسي في مجال الطاقة، ربطت الولايات المتحدة، كعادتها دائما، القضية الاقتصادية بالمقام الأول بالدفاع والأمن لعرقلة التعاون بين الاتحاد الأوروبي وروسيا في مجال الطاقة.


وسياسيا، تخشى الولايات المتحدة من أن يضعف خط نورد ستريم 2 صوت الدول الأوروبية في سوق الغاز الطبيعي. فهي تعتبر الغاز الطبيعي سلاحا جيوسياسيا لاحتواء النفوذ الروسي في أوروبا.


وفي أغسطس، وقع ترامب مرسوما بفرض عقوبات جديدة على روسيا استهدف شركات ومشروعات طاقة روسية. ويقلق الأوروبيون بشأن أن تضر العقوبات عمالقة الطاقة الأوروبة وهم أيضا أصحاب المصلحة في المشروع مثل شيل الهولندية الملكية، وربما تهدد أمن الطاقة بالدول الأوروبية.


ويقول وولفجانج إيسشنجر رئيس مؤتمر ميونخ للأمن ،وهو برنامج أمني دولي سنوي، إن هدف الولايات المتحدة هو زيادة مصالحها الخاصة في أوروبا. لكن لا ينبغي أن تكون الولايات المتحدة هى التى تفصل في قضية إمداد أوروبا بالغاز الطبيعي.


الزاوية الروسية


بالنسبة لروسيا مصدر القوة في الطاقة، فإن تصدير الغاز الطبيعي لأوروبا مهم اقتصاديا وجيوسياسيا. فروسيا أكبر مصدري الغاز الطبيعي للاتحاد الأوروبي وتتزايد صادراتها إليه باستمرار .


وحاليا تقدم روسيا الغاز لأوروبا عبر عدد من أنابيب الغاز. وينقل الخط الذي يمر عبر أوكرانيا نسبة كبيرة من ذلك الغاز. وبسبب النزاع مع أوكرانيا، تأمل روسيا في تقليل اعتمادها على دول العبور.


لذلك فمشروع نورد ستريم 2 يحمل أهمية استراتيجية لروسيا. وفي ظل العلاقة الخاصة القائمة على التعاون في مجال الطاقة، تهدف روسيا إلى تطوير علاقات مع الدول الأوروبية وإقامة تعاون استراتيجي.


لكن مازال من غير الواضح ما اذا كانت خطة نقل الطاقة الروسية لأوروبا ستنجح أم لا. فأولا، روسيا غير قادرة على تجاهل مصالح أوكرانيا كمحور عبور ببساطة. وثانيا، يعارض الاتحاد الأوروبي وبعض الدول الأوروبية أي احتمال لتقسيم أوروبا والسيطرة عليها من خلال الطاقة. ودفعتها الأزمة بين روسيا وأوكرانيا للبحث عن أكثر من مصدر للطاقة. وثالثا، ستظل الولايات المتحدة تعترض مشروعات الطاقة الروسية في أوروبا.


إن مشروع نورد ستريم 2 يتقدم بثبات ومن المقرر الانتهاء منه العام المقبل.


وفي المستقبل المنظور، سيستمر النزاع بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا على الغاز الطبيعي.



   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号