arabic.china.org.cn | 16. 07. 2018

تقرير إخباري: تشييع جثماني طفلين فلسطينيين قضيا في قصف إسرائيلي على غزة وسط تراجع نسبي للتصعيد

غزة 15 يوليو 2018 (شينخوا) سيطر الحزن والغضب على تشيع آلاف الفلسطينيين اليوم (الأحد)، جثماني طفلين قضيا في قصف إسرائيلي السبت، في وقت تراجعت فيه نسبيا حدة التصعيد الميداني في القطاع.

ورفع المشيعون جثماني الطفلين أمير النمرة (15 عاما) ولؤي كحيل (16 عاما) على الأكتاف بعد لفهما بعلمين فلسطينيين وسط هتافات مناهضة لإسرائيل وتنديد "بجرائمها" ضد الأطفال وأخرى تدعو للانتقام.

ولم يتمالك والد الطفلين نفسيهما وظلا يبكيان خلال أداء صلاة الجنازة.

وكان المشهد أكثر حزنا في منزل الطفلين وسط تعالي صيحات النساء ونحيبهن.

وقتل النمرة وكحيل بينما كانا يلهوان على سطح مبنى قيد الإنشاء قبالة متنزه "الكتيبة" غرب مدينة غزة قبل استهدافه بعدة صواريخ من طائرات إسرائيلية.

وأثارت الحادثة غضبا فلسطينيا واسعا مع تصدر صورة الطفلين وهما صديقان قديمان، منصات مواقع التواصل الاجتماعي مرفقة بعبارات التعاطف والنعي.

وقال الجيش الإسرائيلي إن "المبنى المستهدف موقع تدريب للقتال في مناطق مأهولة تابع لـ (حركة المقاومة الاسلامية) حماس وتحته تم حفر نفق قتالي تم استخدامه للتدريب القتال تحت الأرض وهو جزء من شبكة أنفاق تحت ارضية قامت حماس بحفرها في قطاع غزة".

من جهتها نفت وزارة الثقافة في غزة "مزاعم" الجيش الاسرائيلي وقالت ان المبني المستهدف هو مشروع إنشاء دار الكتب الوطنية وليس له أي علاقة بالعمل العسكري.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية قبيل أداء صلاة الجنازة على جثماني الطفلين إن دمائهما "لن تذهب هدرا".

وأضاف هنية "أن المقاومة الفلسطينية الباسلة ستعاقب الاحتلال الإسرائيلي على كل جرائمه بحق أطفالنا".

وأكد هنية استمرار مسيرات العودة على حدود قطاع غزة وإسرائيل "حتى تحقق هدفها برفع الحصار الظالم" المفروض على القطاع منذ منتصف عام 2007.

وقتل 138 فلسطينيا بينهم نحو 20 طفلا في مواجهات شبه يومية مع الجيش الإسرائيلي على أطراف شرق قطاع غزة منذ 30 مارس الماضي.

وشنت إسرائيل يوم أمس عشرات الهجمات الجوية والمدفعية على مواقع تدريب لحركتي حماس والجهاد الإسلامي وأراض خالية في مناطق متفرقة من قطاع غزة.

وقالت إسرائيل إن تصعيد هجماتها جاء ردا على استمرار إطلاق طائرات ورقية وبالونات حارقة على أراضيها من قطاع غزة ما كبدها خسائر اقتصادية.

وردت الفصائل الفلسطينية بإطلاق عشرات الصواريخ المحلية وقذائف الهاون على مستوطنات وبلدات إسرائيل المحاذية لقطاع غزة، وأعلنت تمسكها ب"معادلة القصف بالقصف".

وبعد تدخلات من أطراف إقليمية ودولية أعلنت حماس والجهاد الإسلامي الليلة الماضية نجاح المساعي في التوصل إلى توافق مع إسرائيل بالعودة إلى الهدوء في قطاع غزة.

ومع ساعات صباح اليوم لوحظ تراجع نسبي في التوتر مع امتناع الفصائل الفلسطينية عن إطلاق قذائف محلية على جنوب إسرائيل.

في المقابل شنت طائرات إسرائيلية من دون طيار غارتين استهدفتا مجموعتي شبان فلسطينيين في شمال ووسط قطاع غزة لدى محاولتهم إطلاق طائرات ورقية وبالونات حارقة.

وبحسب مصادر أمنية فلسطينية أصيب شابان بجروح متوسطة في إحدى الغارتين فيما لم تسفر الأخرى عن إصابات.

وشكل التصعيد في قطاع غزة أمس أسوأ جولة مواجهة بين الجيش الاسرائيلي والفصائل الفلسطينية منذ حرب صيف عام 2014.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الغارات التي شنها على قطاع غزة شملت ضرب 40 هدفا بينها نفقان ومخازن لإنتاج وسائل قتالية وأخرى لتخزينها ومقر عام لقيادة حركة حماس.

وفي السياق ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أنه "تم رصد إطلاق مائة قذيفة صاروخية وقذيفة هاون من قطاع غزة أمس باتجاه الأراضي الإسرائيلية جرى اعتراض حوالي 20 منها فيما سقطت 73 في مناطق غير مأهولة".

وأشارت الإذاعة إلى أن "أربعة من أفراد عائلة واحدة في سديروت أصيبوا ، ثلاثة منهم بجروح بين طفيفة ومتوسطة وواحد بحالة من الهلع.

من جهته قال رئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش كبد حماس "أقسى ضربة" منذ 2014.

وأضاف نتنياهو في مستهل اجتماع مجلس وزراء حكومته "يقال أن إسرائيل وافقت على وقف لإطلاق النار يتيح متابعة أعمال الرعب الحارقة باستخدام بالونات وطائرات ورقية، هذا خطأ، لن نقبل بشن أي هجوم علينا".

وسبق أن أعلنت إسرائيل الأسبوع الماضي تشديد قيودها البرية والبحرية على قطاع غزة الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة ويعاني أصلا من حصار إسرائيلي أدى إلى معدلات قياسية فقر وبطالة في صفوف سكانه.

وقالت إسرائيل إن تشديد حصار غزة يأتي ردا على إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة على أراضيها من قطاع غزة والتي تقول إنها تسببت بحرق أكثر من 2600 هكتار من الحقول.

وحذر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف من مخاطر "حرب جديدة" في قطاع غزة، وطالب بحلول جذرية للأزمة الإنسانية في القطاع.

وقال ميلادينوف خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة غزة "بالأمس كنا على حافة حرب جديدة، وهذه المواجهة لا أحد يريدها وسيخسر بها الجميع ".

وأضاف أن "جهودا كبيرة تمت من عدة أطراف للعودة إلى الهدوء من جديد ونحن ندعو كل الأطراف إلى التراجع خطوة عن حافة الحرب وإلى وقف دائرة العنف الحاصلة".

وحث ميلادينوف إسرائيل على أن "تكون أكثر انضباطا بالنسبة لردود الأفعال تجاه الاحداث في قطاع غزة وعدم إطلاق النار على الأطفال ".

كما وجه نداء إلى الفلسطينيين في قطاع غزة "بضرورة الحفاظ على التظاهرات السلمية"، والفصائل الفلسطينية إلى الامتناع عن أي "أنشطة استفزازية" عند السياج الفاصل مع إسرائيل بما في ذلك الطائرات الحارقة ووقف إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون "من أجل منح السلام فرصة".

وكانت إسرائيل شنت ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة، الأولى نهاية العام 2008 وبداية عام 2009، والثانية في نوفمبر 2012 وصولا إلى الهجوم الأخير صيف عام 2014.

وهدد مسؤولون إسرائيليون مرارا مؤخرا بشن هجوم عسكري واسع النطاق ضد قطاع غزة لإنهاء حكم حماس فيه بما في ذلك استئناف سياسة الاغتيالات بحق قادة الحركة.

1   2   >  


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号