تقرير إخباري: التوتر التجاري بين الصين والولايات المتحدة يثير مخاوف مزارعين وخبراء أمريكيين

نيويورك 14 يوليو 2018 (شينخوا) أثار التوتر التجاري المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين مخاوف واسعة النطاق بين المزارعين والخبراء في مختلف الصناعات الأمريكية حول مدى التأثير الوشيك له على اقتصاد البلاد.

وأفاد خبراء كبار في مجال الطاقة في الولايات المتحدة أن تصعيد معركة التعريفات الجمركية لن يؤدي فقط إلى الإضرار بصناعة الطاقة في كلا البلدين، بل سيعيق أيضا تطوير صناعة الطاقة العالمية.

وأشار مايكل دي. ماهر، وهو مستشار برامج بارز في مركز دراسات الطاقة في معهد بيكر، إلى أنه ليس من الحكمة بالنسبة للولايات المتحدة استبعاد الصين نظرا لأن البلدين هما مستوردان ومصدران كبيران للطاقة في عموم العالم.

وقال ماهر إن "الصين سوق ضخمة لمستقبل صناعات النفط والغاز في الولايات المتحدة، بيد أن التعريفات تضعها في وضع غير ملائم".

وأضاف ماهر "إذا قمت باستبعاد أكبر سوق نفط في العالم -- وهو سوق سيستمر في النمو -- فليس من مصلحة الولايات المتحدة فرض تلك التعريفات عليه".

وفرضت إدارة ترامب أولا تعريفة بنسبة 25 في المائة على واردات سنوية بقيمة 34 مليار دولار أمريكي من الصين، مع 16 مليار دولار أخرى على الطريق، ثم ذهبت إلى أبعد من ذلك من خلال تهديد الصين بخطة لفرض تعريفة بنسبة 10 في المائة على سلع صينية أخرى بقيمة 200 مليار دولار.

في مواجهة السياسة التجارية العقابية لإدارة ترامب، اضطرت الصين إلى المضي قدما في إجراءاتها المضادة.

وقال غابرييل كولينز، وهو زميل بيكر بوتس في مركز دراسات الطاقة في معهد بيكر، إن المستهلكين عادة ما يعانون أكثر جراء التصعيد في التعريفات لأن الشركات ليس لديها خيار آخر سوى تمرير بعض من عبء السعر للمستهلكين.

وأشار كولينز إلى أن عبء التعريفة يجب أن يذهب إلى مكان ما، "لذا فإن السؤال هو: هل الشركة تتحمل ذلك فعليا أم أنها تمرر بعضا من ذلك للمستهلك؟".

وأضاف الخبير "لكن النقطة الأساسية في كلا الحالتين هي تدمير القيمة الاقتصادية في تلك العملية. إنه ليس حدثا مرحبا به بأي شكل من الأشكال".

وقال مزارعون من جمعية فول الصويا في ولاية أيوا في بيان إن هناك رابحون وخاسرون في أي خلاف تجاري، مشيرين إلى أن "صناعة فول الصويا هي الخاسرة إذا أصبحنا موردا ثانويا، وليس أساسيا، لفول الصويا إلى الصين".

وتابع البيان أن "أسعار فول الصويا في الولايات المتحدة هي بالفعل أقل بكثير من تكلفة الإنتاج وسوف تستمر في التآكل، مما يضع ضغطا إضافيا على الأسر المزارعة التي اختبرت بالفعل انخفاضا بما يقارب 2 دولار لكل بوشل (1 بوشل يساوي 36.4 لتر) منذ مارس الماضي".

وقام أنطون بيكرمان، أستاذ الاقتصاد الزراعي في جامعة ولاية مونتانا، بتوضيح لماذا تعود سياسة التعريفة التجارية الحالية للبيت الأبيض في الواقع بنتائج عكسية إزاء المصالح الاقتصادية والأمنية للولايات المتحدة.

وقال بيكرمان لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لقد تحدثت مع تجار حبوب في مينيسوتا. لقد أخبروني بأنهم كانوا يختبئون تحت مكاتبهم هربا من الرصاص الذي يأتي عبر النوافذ، ويأملون في عدم التعرض للإصابة".

وأضاف بيكرمان أن "تأثيرات البنية التحتية كانت هائلة بالفعل"، مضيفا أن التأثيرات السلبية على الاقتصاد سوف تتسرب من قوائم التعريفات الصادرة عن البيت الأبيض.

وعلاوة على ذلك، فإن الضرر لا يقتصر على اقتصاد أمريكا فحسب، بل يطال سمعتها الدولية أيضا، كما يقول فينسنت سميث، وهو أستاذ آخر في جامعة ولاية مونتانا، متخصص في الاقتصاد الزراعي.

وأفاد سميث أن التوتر التجاري "يعزل" مسار الولايات المتحدة عن العالم الحقيقي.

ومتفقا مع هذا الرأي، قال ماهر من معهد بيكر، إن الولايات المتحدة لا تقوم فقط بفرض تعريفات جمركية على البضائع من الصين فحسب، بل تقوم بذلك في أماكن أخرى.

وأشار ماهر إلى أن فرض التعريفات بشكل انفرادي سيؤدي إلى خفض إمكانية الوصول إلى السلع وزيادة التكلفة بالنسبة للمستهلكين وإبطاء النمو الاقتصادي.

ولفت إلى أن الحلول متعددة الأطراف تعتبر أفضل الخيارات بالنسبة للخلافات التجارية، حيث يمكن للدول المعنية الجلوس معا ومناقشة كيف يمكن القيام بالأمور.