مقابلة: مسؤول بمنظمة التجارة العالمية: المنظمة تواجه تحديات غير مسبوقة بسبب التوترات التجارية

جنيف 14 يوليو 2018 (شينخوا) قال مسؤول كبير بمنظمة التجارة العالمية إن المنظمة تواجه تحديات غير مسبوقة بسبب التوترات التجارية ولكنها أنشئت من أجل أوقات مثل هذه.

وقال مدير المعلومات والعلاقات الخارجية والمتحدث باسم المنظمة كيث روكيل لوكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الجمعة في مقابلة مكتوبة "في الوقت الحالي تواصل التجارة العالمية نموها بطريقة سليمة ومازلنا نتوقع زيادة معدل التجارة بنسبة 4 في المائة هذا العام. ولكن من الواضح انه مع الاستمرار في تطبيق المزيد والمزيد من التدابير التجارية المقيدة، سيتأثر نمو التجارة والاقتصاد ككل".

وأضاف أن "الشركات تمتنع عن الاستثمار الذي يخلق الوظائف وتعيد التفكير في اختيارات الانتاج والاستعانة بمصادر خارجية . إن الأعمال تكره الاضطراب وهذه الأوقات غير مستقرة من دون شك."

وقال "لا استطيع تذكر وقت وصلت فيه التوترات التجارية إلى هذا الحد."

وزادت التوترات التجارية مؤخرا بعد أن فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية إضافية على منتجات الصلب والألومنيوم المستوردة وعلى البضائع الصينية مما أثار معارضة قوية من مجتمع الأعمال المحلي بها، ودفع إلى تدابير انتقامية من شركائها التجاريين .

وأكد روكيل على دور منظمة التجارة العالمية في هذه الأوقات.

وقال "تم تأسيس نظام التجارة متعدد الأطراف بشكل خاص لهذه الأوقات."

وتابع "في الحقيقة، إن الطريقة الوحيدة لحل هذا الوضع بشكل يرضي جميع الأطراف هي المناقشة والتوصل إلى اتفاق نهائي في منظمة التجارة العالمية."

وتابع قائلا إن "الذين وضعوا الأساس لما أصبحت عليه منظمة التجارة العالمية الأن، شهدوا مباشرة الدمار الذي يأتي من الحروب التجارية."

وعزا مسؤول منظمة التجارة العالمية التوترات التجارية الحالية إلى الأزمة الاقتصادية العالمية التي حدثت منذ عقد وليس إلى التطور الصناعي.

وقال إن "أنماط الإنتاج والاستعانة بالمصادر تغيرت، حيث أصبحت سلاسل الإمدادات العالمية هي المعيار في العديد من الصناعات. ولكن جذور التوترات الحالية ترجع إلى الأزمة الاقتصادية العالمية التي حدثت منذ عقد من الزمن والتي أدت إلى ارتفاع حاد في معدل البطالة في دول عديدة في العالم."

ويرى روكيل ان معدل البطالة خلق حالة كبيرة من القلق وجعل بعض الأشخاص يتخذون من الاستيراد الذي نتج عن العولمة، كبش فداء.

وقال"في الحقيقة، أظهرت دراسة تلو الأخرى أن نحو 80 في المائة من الأعمال التي اختفت، قد حدث لها ذلك بسبب الابتكار وانظمة التشغيل الآلي والتكنولوجيا. وتوقع تقرير أصدرته شركة ماكنزي حديثا انه في عام 2030، ستحل انظمة التشغيل الآلي محل 375 مليون عامل (14 في المائة من إجمالي العمال في العالم). وهذا تحد تواجهه الدول المتقدمة والنامية على حد سواء."

وقال روكيل إنه على الرغم من تبني العديد من التدابير التجارية "لن يمنع ايقاف التجارة هذه الوظائف من الاختفاء، مضيفا أن الرد على هذه المشكلة "لن يكون ردا تجاريا ولكنه رد اجتماعي."

ويعتقد روكيل أن "أفضل طريقة لعدم خروج المخاوف المتعلقة بالعولمة عن السيطرة وتحولها الى نزاع تجاري هي مواجهة المشكلة الحقيقية، عن طريق مساعدة الناس على إيجاد أعمال مجدية".

وحث روكيل الحكومات على اتخاذ تدابير لمساعدة الأشخاص على "الوقوف مرة أخرى على أقدامهم والعودة إلى العمل."

وقال المسؤول "يتعين على الحكومات القيام بعمل أفضل لتجهيز الشباب للأعمال المتاحة اليوم وغدا عن طريق برامج تعليم وتدريب مختلفة وأفضل."

وأضاف "صحيح أن التكنولوجيا تستطيع تدمير وظائف ولكنها تخلق أيضا العديد من الوظائف الجديدة. ويشكو العديد من الشركات في العالم من عدم وجود عمال مؤهلين بما فيه الكفاية".