14 يوليو 2018 / شبكة الصين / قبل أربع سنوات، كان يلقب من العملاء وزملائه بـ"المهندس وانغ" أو "المدير وانغ"، كان يحظى بمرتب ثابت في اليوم 15 من كل شهر، ولديه حصة من أرباح أسهم الشركة، ويتجاوز راتبه السنوي 800 ألف يوان. عندما علم والداه بخبر استقالته، كانت صدمة لهما، فلماذا قام بالاستقالة من عمل رائع كهذا دون مقدمات؟

وخلال عام من الاستعدادات حول وانغ نينغ مسكنه الذي يقطن فيه في حي هايديان إلى بيت لآلة "قو تشين" الوترية الصينية التقليدية، لتكون منصة للتبادل بين أصدقاء هواة "قو تشين"، وفتح الآفاق أمام تدريس وتبادل الخبرات وعرض الآلات. فبالنسبة له، يعد الإنترنت منصة أكبر، حيث أصبحت المبيعات من خلال التجارة الإلكترونية منصة للتبادل بين الناس، فالتجارة الإلكترونية ليست مجرد علاقة بيع وشراء، ولكنها علاقة اجتماعية جديدة، يتلاقى الأشخاص ذوي التفكير والهوايات المشتركة فيها. 

وبالمقارنة إلى راتبه في هواوي فإن راتب وانغ نينغ قد تضاءل كثيرًا. فوانغ نينغ يعرف جيدًا أن "متطلبات صناعة آلة قو تشين من الوقت والعمل اليدوي عالية، ومن الصعب جدًا أن تجلب الثراء لصانعيها"

المرتب أصبح قليلًا، ووقت العمل لم يقل عن شركة هوواي التي "لم يكن يستطيع إغلاق هاتفه طوال الـ24 ساعة"، وعليه أن يقوم بالمجهود الذهني والبدني بنفسه. صناعة آلة "قو تشين" تتطلب ست خطوات رئيسية معقدة. وقد حسب وانغ نينغ الوقت من قبل، فمن أجل صناعتها عليه أن يعمل أكثر من 35 إلى 40 ساعة، وبإضافة أوقات الانتظار الحتمية، فيكون وقت الحصول على آلة "قو تشين" أكثر من سنة.

وقبل 15 عامًا وأثناء دراسته الجامعية في جامعة تشنغدو بمقاطعة سيتشوان في جنوب غرب الصين، كان جمهور القو تشين الصيني القديم صغير، وأثناء بحثه في كل أنحاء تشنغدو عن القو تشين، لم يجد سوى متجر واحد يعرض آلتين أو ثلاثة فقط. ولكن الآن، في بيت القو تشين الخاص به يعرض عشرات القو تشين، منها آلات قام بصناعتها بنفسه.

وقد كتب في موقع "تشي هو" (أي هل تعرف في اللغة الصينية) "القو تشين جيد الصناعة صوته عذب، وقيمة هذا العمل تضاهي لوحة خط جميل أو لوحة فنية جميلة، بل أن مجهود صناعة القو تشين أكبر بكثير من لوحات الخط واللوحات الفنية."

ومن أجل التسهيل على محبي القو تشين، فقد لحق بركاب العصر، وسجل وانغ محلا إلكترونيا على موقع "تاوباو". اليوم في ظل رواج حمى "الدراسات الصينية" و"القو تشين الصيني القديم" وتقدم عصر المعلومات السريع، يأمل وانغ نينغ أن يكون قادرا على توسيع رقعة السلام النفسي، ويكون "الصانع" الذي يريده.