سفير الصين لدى الأردن: مفهوم التنمية بين الصين والدول العربية اصبح أكثر تطابقا

عمان 9 يوليو 2018 (شينخوا) قال سفير الصين لدى الأردن بان ويفانغ، ان مفهوم التنمية بين الصين والدول العربية أصبح أكثر تطابقا، والمزايا التكاملية بينهما أكثر وضوحا، ما أوصل العلاقات الصينية العربية إلى منطلق تاريخي جديد.

وأضاف بان في مؤتمر صحفي عقده اليوم (الاثنين) بمناسبة انعقاد الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في بكين التي تبدأ اعمالها يوم غد، ان الجانبين سيبحثان بشكل معمق سبل بناء الحزام والطريق وتعزيز التعاون الجماعي، بما يرسم سويا الخطة العريضة للعلاقات الصينية العربية في العصر الجديد.

وقال ان الجانبين الصيني والعربي سيعملان سويا على إقامة "النسخة المطورة" للعلاقات الثنائية ومواصلة الدعم المتبادل في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى للجانب الآخر وتعزيز تبادل الخبرات حول الحكم والإدارة ورفع مستوى التعاون العملي وجودته.

واشار الى انه منذ تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي في العام 2004، أصبح إطارا للتعاون الجماعي في مجالات عديدة وتنبثق عنه أكثر من 10 آليات.

ولفت الى ان المنتدى لعب دورا كبيرا في تعزيز التعاون الاستراتيجي بين الصين والدول العربية في القرن الحادي والعشرين وخاصة منذ أطلقت الصين مبادرة "حزام طريق الحرير الاقتصادي" و"طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين" في عام 2013، حيث تعززت الثقة السياسية المتبادلة بين الجانبين، وتبادلا الدعم للقضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية حتى أصبحت العلاقات الصينية العربية مشهدا جديدا.

وقال إن الجانبين الصيني والعربي أصبحا من الشركاء الطبيعيين في بناء الحزام والطريق داعيا الجانبين الى بناء معادلة التعاون "3+2+1" المتمثلة في اتخاذ مجال الطاقة كمحور رئيسي والبنية التحتية وتسهيل التجارة والإستثمار كجناحين وثلاثة مجالات ذات تكنولوجيا متقدمة وحديثة تشمل الطاقة النووية والفضاء والأقمار الاصطناعية والطاقة الجديدة كنقاط اختراق.

وأشار الى انه خلال السنوات الأربع الماضية، اقامت الصين علاقات إستراتيجية مع 11 دولة عربية بما فيها الأردن.

وبلغ حجم التبادل التجاري الصيني العربي في العام 2017 ما يقارب 200 مليار دولار أمريكي وبلغ حجم الاستثمار الصيني المباشر في الدول العربية ما يقارب 1.3 مليار دولار أمريكي.

وقال ان التعاون الصيني الأردني جزء مهم من التعاون الصيني العربي وتمثل باقامة علاقات شراكة استراتيجية بين البلدين في شهر سبتمبر من العام 2015 والتي أثمرت عن تعاون تنموي في كافة المجالات حيث صادف العام الماضي الذكرى السنوية الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين حيث عقدت اجتماعات الدورة السابعة للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني بين الحكومتين.

وتمخّضت الاجتماعات عن التوقيع على سلسلة من وثائق التعاون لاستفادة الجانب الأردني من المنح الصينية لتمويل مشاريع تنموية في الأردن بلغت 77 مليون دولار وشملت مساعدات إنسانية طارئة للأردن لمساعدته في استضافة اللاجئين السوريين وتمويل وتنفيذ مشاريع تنموية مثل مشروع نظام كاميرات المراقبة للأمن العام، ومنحة للمرحلة الثانية لمشروع تطوير وتوسيع شبكة تزويد المياه في مدينة الرصيفة استفاد منها 300 الف نسمة وكذلك مشروع تطوير طريق السلط العارضة، وتوفير أجهزة فحص جمركية ومعدات للدفاع المدني وقطع غيار اجهزة مياه وري.

وقال انه في ظل تشارك الدول العربية مع الصين في بناء مبادرة الحزام والطريق، تدخل استثمارات الصين إلى الأردن بخطوات كبيرة، مشيرا الى عملية الإغلاق المالي لشركة ((عطارات)) للطاقة لمشروع توليد الكهرباء بواسطة الحرق المباشر للصخر الزيتي في الأردن، حيث بلغ حجم الاستثمار والتمويل 1.6 مليار دولار.

ولفت الى ان الاستثمارات الصينية في الاردن وفرت حوالي 10 الاف فرصة عمل.

واشار السفير بان ويفانغ الى ان الجانبين الصيني والأردني يبحثان حاليًا في مشاريع السكك الحديدية والطاقة المتجددة بالإضافة إلى مشاريع المياه وخطّ أنابيب النفط والطاقة النووية وغيرها من المشاريع الكبيرة المهمة خاصة ان الصين ترى في الاردن الاستقرار والامان .

وعلى المستوى الثقافي والتعليمي، قال انه تم توقيع اتفاقية لإنشاء المركز الثقافي الصيني في الأردن، ومن المؤمل افتتاحه في نهاية العام الحالي، مشيرا الى ان عدد السياح الصينيين إلى الأردن بلغ 60 الف سائح في العام 2017 وسيحتفظ بزخم الزيادة السريعة في هذه السنة.

واعرب عن امله في ان يقوم الجانب الاردني بتسريع المواءمة للاستراتيجية التنموية مع الصين وتعزيز التشاور والتنسيق للعلاقات الثنائية والقضايا الدولية لإثراء مضمون التعاون بين البلدين .