تحقيق إخباري : أهالي بلدة الغارية الشرقية بريف درعا الشرقي يرحبون بدخول الجيش السوري إليها

درعا ــ سوريا 4 يوليو 2018 ( شينخوا) رحب الآلاف من أهالي بلدة الغارية الشرقية التي وافقت على المصالحة مع الحكومة السورية مؤخرا ، بدخول الجيش السوري اليها دون قتال ، وسط حالة من الفرح والبهجة بعودة تلك البلدة إلى حياتها الطبيعة وتحت سيطرة الدولة السورية .

وتجمع مواطنو بلدة الغارية الشرقية التي تقع في الجنوب الشرقي لمحافظة درعا ( جنوب سوريا ) ، في وسط ساحة البلدة وهم يهتفون بحياة الجيش السوري ، ويحملون الاعلام السورية وصور الرئيس السوري بشار الأسد ، ويغنون بعض الأغاني التراثية التي تخص المنطقة الجنوبية .

وتعد بلدة الغارية الشرقية واحدة من البلدات التي قبلت بالمصالحة مع الحكومة السورية ، علما أن البلدات التي تسبقها بالموقع الجغرافي لم تقبل ، وكانت المعارك العنيفة خير شاهد على ذلك ، وقد بدى ذلك واضحا خلال جولة وسائل الاعلام العربية والأجنبية من بينها وكالة ( شينخوا) على ريف درعا الشرقي ، وصولا إلى بلدة الغارية التي كانت تنبض بالحركة والحيوية .

وعلى مدخل البلدة من الجهة الغربية انتشر عناصر الجيش السوري واقاموا عدة حواجز بغية حماية البلدة من أية هجمات لاسيما وأن بعض البلدات المجاورة لها من الجهة الجنوبية الشرقية لاتزال تحت سيطرة المسلحين ، ويخشون أن يتسللوا في الليل اليها وايذاء الأهالي ، لكونها قبلت بالمصالحة .

وقال محافظ درعا محمد خالد الهنوس الذي شارك أهالي البلدة بعودة الامن والأمان لها ، لوكالة ( شينخوا) بدمشق إن " هذا اليوم هو انتصار قوى الخير على قوى الشر " ، مؤكدا أن هذه القرية تحررت بفضل المصالحة لأنها كانت مؤيدة للدولة السورية .

وأكد محافظ درعا أن كل قرى درعا ستنتصر بفضل عمليات الجيش السوري ، لافتا إلى أن الدولة السورية تبذل قصارى جهدها من أجل تأمين احتياجات أهالي البلدات التي عادت إلى كنف الدولة السورية .

وقال الهنوس إن " درعا بعد سنوات من الإرهاب انتصرت اليوم " ، مؤكدا أن هذه البلدة هي ثمرة المصالحات ، لافتا إلى أن عددا كبيرا من القرى قبل بالمصالحات .

وأشار إلى أنه بالتوازي مع العملية العسكرية تسير عملية المصالحات ، مؤكدا أن أكثر من 70 بالمئة من مساحة الأراضي التي كان مسيطرا عليها من قبل المسلحين عادت الى جسم الدولة السورية .

وأضاف محافظ درعا أن " الجيش السوري سيكون في معبر نصيب خلال اليومين القادمين " ، مؤكدا أن الجيش السوري يقف على بعد مسافة 4 كلم منه .

ومن جانبه عبر أحمد طلال الرفاعي 56 عاما من بلدة الغارية الشرقية عن فرحته بعودة الأمان والاطمئنان للبلدة بعد سنوات من وجود المسلحين في البلدة.

وقال أحمد الذي يرتدي الزي الشعبي لجنوب سوريا وسط حشود المواطنين لوكالة ( شينخوا) إن " الوضع في البلدة أصبح آمنا بعد دخول الجيش السوري وخروج المسلحين من البلدة بموجب المصالحة " ، مؤكدا أن الغالبية مرتاحون اليوم .

ومن جانبه روى أحمد جاسم 48 عاما بحسرة السنوات التي عاشها بظل وجود المسلحين في البلدة ، مبينا أن الأسعار كانت مرتفعة جدا ، وفي ندرة بوجودها .

وقال أحمد وهو يحمل العلم السوري بيده " الحياة في البلدة طبيعية جدا ، والدولة أدخلت لنا مساعدات غذائية وطبية للبلدة في غضون الساعات الماضية " ، لافتا إلى وجود نقص في مياه الشرب .

وأضاف أنه تم تسوية أوضاع من حمل السلاح بوجه الدولة ، وهم الآن يتعاونون مع الجيش السوري صفا واحدا في وجه الإرهاب .

كما أن بلدة الغارية الشرقية كانت تستقبل الكثير من اللاجئين من سكان القرى المجاورة الذين نزحوا اليها بسبب مضايقة المسلحين للاهالي .

وروى احمد بدوي وهو صيدلي من بلدة خربة غزالة والذي جاء إلى بلدة الغارية الشرقية كيف ترك بلدته والظروف الصعبة التي عاشها خلال بعده عن بيته وأهله .

وقال بدوي على وقع الأغاني التراثية التي يرددها الأهالي " منذ خمسة أعوام ونحن نعيش في بلدة الغارية الشرقية ، وبفضل عمليات الجيش تحررت العديد من البلدات" ، معربا عن تمنياته بالعودة إلى بلدته خربة غزالة التي تحررت من المسلحين مؤخرا .

ومن جانبها مشت رائدة الهزاع 66 عاما بسرعة ، وهي مرتدية الزي الشعبي الأسود المزركش لترمي الورود على الشباب الذين يغنون في ساحة البلدة الأرز ، تعبيرا عن فرحتها بالانتصار .

وقالت لوكالة (شينخوا) بدمشق وهي تزغرد " اليوم هو يوم جميل ، لأول مرة نشعر بالفرح منذ سنوات " ، معبرة على سعادتها بدخول الجيش السوري .

وأعادت وحدات الجيش السوري خلال الأيام القليلة الماضية الأمن والاستقرار إلى عدد من قرى وبلدات ريف درعا منها الغارية الغربية والغارية الشرقية وكحيل ورخم والمسيفره والحراك وعلما والصورة في حين دخل عدد منها في المصالحات المحلية منها ابطع وداعل وام المياذن في الوقت الذي تتابع وحدات الجيش عملياتها حتى تحرير باقي مناطق محافظة درعا من الإرهاب./ نهاية الخبر /