الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

تحقيق إخباري: الرقص على خشبة مسرح متطور...الباليه الاسترالي يشرع في تاسع جولة له إلى الصين

arabic.china.org.cn / 14:23:16 2018-06-19

كانبيرا 19 يونيو 2018 (شينخوا) يتطلع ديفيد ماكليستر من الباليه الاسترالي دائما إلى زيارة الصين رغم تغير الأدوار التي يؤديها. فقد كان راقصا على خشبة المسرح، أما هذه المرة فسوف يقدم هذا المخرج الفني عمله الخاص هناك.

فقد أعلنت مؤسسة الباليه الاسترالي يوم الاثنين أنها ستقوم بجولة تشمل بكين ونانجينغ وشانغهاي في أكتوبر 2018.

وستكون هذه تاسع زيارة يقوم بها الباليه الاسترالي إلى الصين منذ تأسيسه عام 1962. وتمثل هذه الجولة أول ظهور دولي لمسرحية "الجميلة النائمة" التي يقدمها المخرج الفني ديفيد ماكليستر أمام جمهور بكين وشانغهاي في أربعة عروض على التوالي. وفي نانجينغ بمقاطعة جيانغسو شرقي الصين، سيتمكن الجمهور من الاستمتاع بعرض الباليه الرومانسي الشهير "جزيل" الذي تقدمه ماينا جيلجود.

وذكر ديفيد ماكليستر خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) أن "الجميلة النائمة هو أحدث إنتاج لنا. إنه ضخم وفخم"، مضيفا "ما فعلته هو إنني جعلته أقصر. فقد كانت مدته أربع ساعات وقمت بتقليصه والتركيز على الشخصية الرئيسية أورورا لجعله قويا". وتابع بقوله "نظرا لضخامة عملية إنشاء عرض الجميلة النائمة، فسوف نقدم عرض جزيل في نانجينغ".

وقال يانغ تشي المستشار الثقافي بالسفارة الصينية في استراليا إن "الباليه الاسترالي أشبه بجسر ربط بين الصين واستراليا في العقود الماضية".

وقد أكد السيناتور الاسترالي ميتش فيفيلد نائب زعيم الحكومة في مجلس الشيوخ وزير الفنون ووزير الاتصالات دعم الحكومة لهذه الجولة الهامة التي ستسهم بتمويل قدره 100 ألف دولار استرالي (حوالي 74399 دولارا أمريكيا) لتغطية تكاليف الجولة.

وأضاف أن "الجولة التي ستتم في الصين تتيح مرة أخرى فرصا لعرض مكانة الباليه الاسترالي باعتباره سفيرا ثقافيا عظيما لاستراليا، وتسلط الضوء على المهارة والموهبة العالمية لفنانيه ومنتجاته والعديد من التبادلات الثقافية التي بدأت نتيجة انخراط المؤسسة منذ أمد بعيد مع الصين".

-- مسرح متطور

وأشار ماكليستر إلى أن "الباليه يمكن أن يروق لقاعدة أوسع من الجمهور. ويغطى حدود البلدان حول العالم".

فقد زار الباليه الاسترالي الصين أول مرة في عام 1980، متوجها إلى بكين وشانغهاي. وذهب ماكليستر أول مرة إلى الصين ضمن فرقة في عام 1987، عندما "كان الناس يرتدون زيا رسميا عندما يزورون الأوبرا" وعندما كان العديد من الجمهور من "الدبلوماسيين".

وقال ماكليستر (54 عاما) إنه شهد "التغييرات الهائلة" التي حدثت في الصين خلال العقود الثلاثة الماضية.

"ففي عام 2001 عندما زرت بكين، أعلنوا أن المدينة ستستضيف الأولمبياد. فيالها من تجربة غير عادية أن تكون هناك وتشاهد الألعاب النارية والاحتفالات التي أقيمت وشاهدتها عندما نظرت من نافذة الفندق الذي كنت أقطنه"، حسبما ذكر ماكليستر، لافتا إلى أنه زار أيضا معرض إكسبو في شانغهاي بعدها ببضع سنوات.

وذكر "يمكننا أن نرى التحديث"، مشيرا إلى أن "المسارح صارت أكبر". كما أبدى إعجابا خاصا بالمركز الوطني للفنون المسرحية بقبته المهيبة وحجمه الضخم.

وقال إن "المسرح في شانغهاي جميل للغاية"، مشيرا إلى أن بكين وشانغهاي، اللتان تتمتعان بفن معماري رائع، هما أشبه بملبورن وسيدني حيث تتسم الأولى بالجدية والثانية بالتألق.

كما شهد تغيرات في الملابس، حيث تزايد إقبال الصينيين على العلامات التجارية الأكثر فخامة.

"والآن صار لديهم المزيد من التجارب الغربية، فهناك الكثير من أبناء الطبقة المتوسطة يأتون لمشاهدة العرض مع أسرهم"، حسبما ذكر ماكليستر.

ومن ناحية أخرى، توجهت المزيد من فرق الرقص الصينية إلى الخارج وشهد ماكليستر "صعود راقصين صينيين".

لا يعنى هذا أنه لم يكن هناك راقصي باليه صينيين فيما مضي. في الواقع، شارك ماكليستر يوما ما في مسابقة جرت في ثمانينات القرن الماضي شاهد خلالها "راقصين صينيين مدهشين"، ولكنهم لم يسافروا آنذاك كثيرا".

-- راقصون صينيون

حاليا، يضم الباليه الاسترالي ثلاثة راقصين صينيين، جميعهم تخرجوا في أكاديمية بكين للرقص. وأصبح أحدهم ويدعى قوه تشنغ وو بالفعل راقصا رئيسيا زار الصين مع الفرقة في عام 2015. أما شيوي يي بنغ فهو راقص صيني آخر في الفرقة.

"تغمرني السعادة بمشاركتي في عروض على خشبة مسرح وطني الأم"، هكذا قال الراقص شيوي (22 عاما) المعروف بين زملائه باسم لوسيان، مضيفا "سيشاهد والداي العرض".

ولد شيوي في شيويتشو بمقاطعة جيانغسو شرقي الصين. وكان والده يعمل يوما ما في مدرسة شانغهاي للرقص.

وتذكر شيوي قائلا "كنت نحيفا للغاية وحالتي الصحية غير جيدة، لهذا كان والدي، الذي كان يعرف أحد مدرسي الرقص، يأمل في أن أتعلم الرقص لأمارس من خلاله الرياضة البدنية".

كنت في الـ11 ربيعا في ذلك العام. والتحقت فيما بعد بأكاديمية بكين للرقص، وفي عام 2014، حصلت على منحة دراسية بعد المشاركة في مسابقة أقيمت في نيويورك.

وذكر شيوي "كان أمامي العديد من الدول لاختار من بينها، فاخترت استراليا، لأنني سمعت عن قوة تشنغ وو".

كان الطريق وعرا. وقال "لم أتكيف بسرعة لأن مستواي في اللغة الإنجليزية كان ضعيفا". كان هناك أكثر من 20 طالبا في فصله بمدرسة الباليه الاسترالي، ولكنه كان هو الوحيد الذي يحمل الجنسية الصينية.

وخلال دراسته، وجد أيضا أن المعلمين الاستراليين مختلفين عن الصينيين. وذكر أن "المعلمين الصينيين يميلون إلى أن يكونوا أكثر صرامة في الحركات التي نؤديها، ولكن المعلمين الاستراليين يركزون على العاطفة بصورة أكبر".

وبعد عامين من العمل الشاق، انضم إلى الباليه الاسترالي. وقال "في معظم الأوقات أرقص ضمن مجموعة فرقة الباليه"، مضيفا "والآن بدأت على التو في تقديم رقص منفرد. فعلي سبيل المثال، في مسرحية أليس في بلاد العجائب رقصت في دور السمكة والبستاني".

وخلال جولته في الصين، سيرقص شيوي في كل من مسرحيتي "الجميلة النائمة" و"جزيل".

وقال "والدي سيشاهدني إما في شانغهاي أو نانجينغ، أما والدتي فستكون معي من البداية إلى النهاية". وأضاف "فهما لم يشاهداني قط وأنا أرقص بعدما تخرجت في أكاديمية بكين للرقص".

وفي معرض حديثه عن مستقبله، ذكر شيوي أنه يحلم بأن يكون راقصا رئيسيا. وقال "وأود تعلم فن تصميم الرقصات أيضا...وعندما تتاح لي فرصة تصميم الرقصات، سيمكنني إضافة بعض العناصر الصينية".

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号