الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

نتائج قمة تشينغداو تعزز الأمن والسلام والازدهار في المنطقة وخارجها

arabic.china.org.cn / 10:36:45 2018-06-12

بقلم يحي مصطفى

12 يونيو 2018 / شبكة الصين / شكل الاجتماع الـ18 لمجلس رؤساء الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون الذي عقد يومي الـ9 والـ10من الشهر الجاري في مدينة تشينغداو الساحلية الصينية معلماً بارزاً في مسيرة هذه المنظمة التي أصبحت تؤدي دوراً هاماً على الساحتين الإقليمية والدولية نظرا لثقل الدول الأعضاء السياسي والاقتصادي والسكاني في العالم.

وأعلن الرئيس شي جين بينغ في ختام هذه القمة أنه تم التوصل إلى توافق واسع في الآراء حيث أيد القادة إعلان تشينغداو وبياناً مشتركاً حول تسهيل التجارة، كما صدقت القمة على خطة عمل مدتها خمس سنوات لتنفيذ معاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون طويل الأمد للدول الأعضاء في المنظمة وبرنامج تعاون لمكافحة الإرهاب والانفصالية والتطرف واستراتيجية المنظمة لمكافحة المخدرات وخطه عملها.

وتمت الموافقة أيضا على وثائق أخرى تتناول التعاون بشأن الأمن الغذائي وحماية البيئة ومذكره تفاهم بشأن التعاون بين أمانة المنظمة واليونسكو، كما شهد القادة توقيع عدد من الوثائق التي تغطي التعاون في قطاعات تشمل الأعمال التجارية والجمارك والسياحة والتبادلات الخارجية.

وقال الزعيم الصيني شي جين بينغ نيابة عن قادة الدول الأعضاء في المنظمة في مؤتمر صحفي إن جميع الأطراف اتفقت علي زيادة الوحدة والتعاون وتعميق الشراكة التي تدعو إلى السلام والإصلاح، والمساواة في المعاملة والانفتاح والشمول والنتائج المربحة للجميع.

وتعتبر قمة تشينغداو أكثر الاجتماعات المثمرة التي عقدتها المنظمة حتى الآن، وبخلاف العدد الكبير من وثائق التعاون التي صدرت عن القمة فإن أمانة المنظمة قد اهتمت أيضاً بالعديد من المقترحات الجيدة التي قدمها قادة الدول الأعضاء.

وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن الأمن هو أساس تنمية المنظمة. وستدعم جميع الأطراف المعنية مفهوماً أمنياً مشتركاً وشاملاً وتعاونياً ومستداماً. وأضاف أن أعضاء المنظمة سيتبادلون المزيد من المعلومات الاستخبارية المتعلقة بمكافحة الإرهاب والعمل المشترك.

وأشار شي جين بينغ إلى أنه مع الاقتصاد العالمي الذي يواجه صعوبات ونكسات في انتعاشه ومع القضايا المتكررة على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا يمكن لأي بلد أن يتصدى بمفرده أو أن يقف سالماً.

وأعلن الزعيم الصيني أن قادة المنظمة قد اتفقوا على حماية سلطة وفعالية قواعد منظمة التجارة العالمية وتدعيم النظام التجاري المتعدد الأطراف المفتوح والشامل والشفاف وغير التمييزي والقائم على القواعد.

وسيعزز التعاون من خلال مبادرة الحزام والطريق وتكامل استراتيجيات التنمية الخاصة، وسيتم أيضا تعزيز التعاون في القطاعات بما في ذلك الأعمال التجارية والاستثمار والتمويل والترابط والزراعة لتعزيز تسهيل التجارة والاستثمار وضخ قوة دفع جديدة في الاقتصاد العالمي.

واتفق الزعماء على مواصلة التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف المثمر في مجالات تشمل الثقافة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا وحماية البيئة والصحة والسياحة والشباب ووسائل الإعلام والرياضة علي أساس الاحترام المتبادل للتنوع الثقافي والقيم الاجتماعية.

وسلطت القمة الضوء أيضا على أهمية توسيع التبادل والتعاون الدوليين لمنظمة شانغهاي للتعاون، وأبدت جميع الأطراف استعدادها لتعميق التعاون مع الدول المراقبة والشركاء في الحوار، فضلا عن الحوار والتبادلات مع الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية أو الإقليمية.

واتاحت هذه القمة فرصة للقادة الإقليميين لمعالجة القضايا التي تتراوح بين الإرهاب وأمن الطاقة وبين العولمة الاقتصادية والتبادلات بين الشعوب. ونظراً لأن أعضاء المنظمة يمثلون ما يقرب من نصف سكان العالم وأكثر من خمس الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فإن التوافقات التي تم التوصل اليها ستكون مهمة بالنسبة الأمن والسلام والازدهار في المنطقة وخارجها.

وكانت المنظمة قد تأسست في 2001 لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين من خلال مكافحة الإرهاب والتطرف والانفصالية، فضلا عن الاتجار بالمخدرات والجرائم المنظمة عبر الحدود. وبفضل التنسيق بين المؤسسات والسياسات، أحبطت الدول الأعضاء في المنظمة أكثر من 600 جريمة إرهابية وألقت القبض على 2,000 عضوا في منظمات إرهابية دولية من 2013 إلى 2017. ومع انضمام الهند وباكستان إلى المجموعة في العام الماضي، اتسعت إلى حد كبير امكانية التعاون في مجال مكافحة الإرهاب. ومما لا شك فيه أن قمة تشينغداو ستساعد أعضاء المنظمة على تحسين قدرتهم على العمليات الأمنية المشتركة وبناء آلية أكثر كفاءة للتعاون في مجال إنفاذ القانون.

ومع ذلك فإنه على مر السنين والي جانب الأمن، تطورت منظمة شانغهاي للتعاون لتشمل التعاون الاقتصادي بين أعضائها، وخاصة مع الزخم الإضافي الذي توفره مبادرة الحزام والطريق المقترحة من الصين والتي تشجع علي زيادة الترابط.

ونسبة لأن جميع أعضاء منظمة شانغهاي للتعاون يقعون في القارة الأوروبية الآسيوية، فكان من الطبيعي ان يسعوا إلى استكشاف سبل التكامل الاقتصادي الإقليمي والنمو المشترك عن طريق مواءمة استراتيجياتهم الانمائية مع إطار مبادرة الحزام والطريق. وأصبحت هذه الحاجة أكثر إلحاحا الآن حيث يواجه العالم التحديات التي تفرضها النزعة الانفرادية والحمائية للولايات المتحدة.

ومثلت المقترحات الأربعة التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال القمة برنامجا لتنمية المنظمة خلال المرحلة المقبلة أولاً بدفع روح شانغهاي التي تتسم بالثقة المتبادلة والمنفعة المشتركة والعدالة والتشاور واحترام مختلف الحضارات والسعي للتنمية المشتركة وتعزيز التضامن والتنسيق، وثانياً بوجوب ارتقاء المنظمة بالتعاون الأمني والقضاء بفعالية على الإرهاب والتطرف والانفصالية، وثالثاً من خلال عمل المنظمة من أجل التنمية المشتركة والقيام بخطوات أكبر في التعاون الصناعي وتكامل السوق وتبادل التكنولوجيات وتشارك إمكانات التنمية الضخمة في أورآسيا، وضرورة تعبير الأعضاء بشكل مشترك عن دعمهم لحرية التجارة والتيسير التجاري وحماية نظام التجارة المتعدد الأطراف. ورابعاً لزوم قيام المنظمة بأدوار إيجابية وإبداء الالتزام في الشؤون الدولية وتعزيز نمط جديد من العلاقات الدولية التي تتسم بالاحترام المتبادل والعدالة والإنصاف والتعاون المتبادل المنفعة ودعم مبدأ حل القضايا الساخنة عبر السبل السياسية والدبلوماسية.

وختاما يمكن لمنظمة شانغهاي للتعاون من خلال تنفيذ مقترحات الرئيس الصيني التي دعا فيها جميع الأعضاء

على العمل معا لزيادة حماية الأمن والاستقرار الإقليميين، ووضع ترتيبات مؤسسية للتعاون الاقتصادي الإقليمي، فضلا عن مزيد من التبادلات لتعزيز التفاهم بين الشعوب، يمكنها إطلاق إمكانيات توسعها وإفساح المجال كاملاً للميزات التي تتمتع بها. وقد قدمت قمة تشينغداو بمشاركة أعضاء المنظمة الجدد رؤية أوسع نطاقا لدورها في المنطقة وزيادة تعزيز نفوذها.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号