إكسبو الحرير الثالث: إظهار "رقم الدورة" يدفع جهود الارتقاء بالعولمة

10 يونيو 2018 / شبكة الصين / استضافت مدينة شيآن حاضرة مقاطعة شنشي فعاليات الدورة الثالثة للمعرض الدولي "إكسبو الحرير 2018" بين يومي 11 و15 مايو الماضي، بمشاركة 230 وفدا من 73 دولة ومنطقة. وتناول الحدث ستة موضوعات حول تعزيز التحاور بين الحكومات والتعاون بين المؤسسات والتواصل الشعبي والتفاعل بين المدن الصديقة. كما شملت المؤتمرات الأربعين أكثر من 20 مجالا، بما فيها التبادلات التجارية والانسانية والاستثمار والتكنولوجيا والمالية.

وجاء الشعار الجديد للحدث بحذف "عام التنظيم" (2018)، وإظهار بدلا منه "رقم الدورة" (الثالثة)، ما يشير إلى التوجه بشكل أكبر للارتقاء بمستوى العولمة من حيث عناوين المنتديات وتخطيط الأجنحة وجذب الزوار وتعزيز أعمال الترويج. ويمكن القول إن الدورة الثالثة للمعرض قد لفتت أنظار العالم بشعارها الجديد.

زيادة عدد الزوار الأجانب

مناخ دولي في الإكسبو

وخلال هذا الحدث بادرت بريطانيا وماليزيا كدولتين ضيفتين إلى إطلاق الكثير من الميزات التي ترتقي بمستوى العولمة.

وضم وفد بريطانيا أكثر من 50 مؤسسة في مجالات البنية التحتية والتربية والتعليم والطب والتكنولوجيا الحيوية، وجذبت أنظار الزوار بفعاليات متنوعة ومنتجات تقنية حديثة. كما تجمع الزوار في جناح مهرجان المأكولات الماليزية لتذوق الأطباق الشهيرة التي تتميز بها منطقة جنوب شرق آسيا دون تكلف عناء السفر إليها.

وأكّدت اللجنة التنفيذية أن الدورة الثالثة للإكسبو ترسل دعوات صادقة على نطاق واسع، حيث لم يقتصر الحضور على المسؤولين الحكوميين، بل كان هناك رجال أعمال وتجار.

وفي صباح 13 مايو الماضي، بحث الوفد البريطاني سبل التعاون مع ممثلي المدارس المتوسطة الصينية في إطار إبداع نمط التربية والتعليم واستغلال مقومات التعليم في البلدين والارتقاء بمستوى التعاون الدولي.

وشهد الحدث تغيير اسم مؤتمر "التشاور التجاري حول تعزيز التعاون والاستثمار بين الصين والدول الغربية ـ إكسبو طريق الحرير 2018" إلى "مؤتمر التشاور التجاري حول تعزيز التعاون والاستثمار بين الصين والدول الغربية ـ إكسبو الحرير الثالث". وأكّد نائب المدير وأمين اللجنة التنفيذية لي جيان يي، أن حذف عام تنظيم الحدث وتسليط الضوء على رقم الدورة، يتوافق مع الأعراف الدولية لتسمية المعارض، وكذلك يساهم في متابعة روح طريق الحرير والارتقاء بمستوى العولمة والتخصّص.

وجاء مفهوم تخطيط القاعة وأجنحتها مختلفا عما كان عليه في العام الماضي، حيث لم تقسم الأجنحة وفقا للدول والمقاطعات والمناطق، بل حرص الإكسبو على دمج ميزات المشاركين وإظهار احتياجات السوق وتفوق المنتجات. وضم "إكسبو الحرير الثالث" جناحا للتواصل والتعاون، وأربعة أجنحة للصناعات، وجناحا لعرض المنتجات المميزة.

وأكّد لي جيان يي أن هذا القرار يساهم في مواكبة تيار تقدم كل قطاع على حدة ويعزز التواصل الاقتصادي بشكل كبير.

ورحّب إكسبو الحرير الثالث بالمؤسسات المؤهلة والزوار المتخصصين. وأشارت اللجنة المنظمة للحدث إلى أن عددا كبيرا من أقوى 500 شركة في العالم ومجموعة من المؤسسات الرائدة شاركت في الفعاليات، مع توقعات بوصول عدد الزوار إلى 10 آلاف زائر/مرة.

دور الإعلام الرائد في دفع العولمة

وقال موظفو المركز الإعلامي لإكسبو الحرير الثالث، إن المركز يسعى إلى تحقيق تغطية شاملة، والترحيب بوسائل الإعلام الصينية والأجنبية الرسمية والخاصة لنقل مجريات الفعالية بجميع اللغات لأكثر من 100 دولة ومنطقة بشكل متزامن، ما يضمن متابعة الصينيين والأصدقاء الأجانب لمستجدات الأحداث في جميع الأجنحة ومراسيم توقيع الاتفاقات والندوات والمنتديات وآراء الزوار.

وحرص العديد من وسائل الإعلام الصينية، منها صحيفة الشعب اليومية ووكالة أنباء شينخوا، على نقل مجريات الإكسبو من خلال النسخة المطبوعة وعلى الإنترنت وحسابات منصتي "ويتشات" و"ويبو"، لضمان توصيل كل كلمة وصورة. 

الإكسبو الدولي

يعود تاريخ طريق الحرير إلى تشانغآن (المعروفة حاليا بمدينة شيآن) إلى ما قبل ألفي عام، ويعتبر "إكسبو الحرير" بمثابة فقح صفحة جديدة للتعاون والترابط الاقتصادي والإنساني، كما ينقل لجميع أنحاء العالم إصداء التاريخ ونبض الصين وآمال المستقبل.

ويصادف عام 2018، الذكرى الأربعين لتطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين والذكرى الخامسة لإطلاق مبادرة "الحزام والطريق". وقبل ثلاثة أعوام أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أهمية تنظيم "إكسبو الحرير". ما يدفع الجهود لإنجاح هذا الحدث تحت شعار "عصر جديد وشكل جديد وتنمية جديدة".

ويرى نائب المدير وأمين اللجنة التنفيذية لي جيان يي، أن الشكل الجديد للإكسبو يبدأ من الاستراتيجية الجديدة، ففي المؤتمر الـ13 لنواب الحزب الشيوعي في مقاطعة شنشي، أقرت خمس مهام استراتيجية جديدة، وأعلن عن تأسيس خمسة مراكز كبيرة، والتأكيد على إتمام ثلاث نقاط اقتصادية جديدة لحصد المزيد من ثمار التنمية، مع ضمان كفاءة وجودة الأنشطة الاقتصادية. مشيرا إلى ماهية "التنمية الجديدة" تتمثل في إبداع وابتكار سبل التنمية، حيث يهتم "إكسبو الحرير الثالث" بتكامل الحزام والطريق الاقتصاديين وتقاسم ثمرات التنمية الاجتماعية بين أبناء الشعب الصيني وتشجيع المؤسسات على لعب دور فعال في مواجهة تحديات العصر.

ويتوجه "إكسبو الحرير الثالث" إلى جميع بلدان العالم بصدر رحب وروح الانفتاح والتفاهم لتعزيز التواصل والتعاون بشكل أكبر. وأكّد لي جيان يي على أن إكسبو الحرير الثالث يركّز على الارتقاء بمستوى الانفتاح والتبادل وتحسين آلية التنمية لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية بمستوى أعلى، وتعميق التواصل عبر القارات وإظهار ميزات دول آسيا وأوروبا، وهو ما يعود على مقاطعة شنشي بفرص أكثر وأفضل.