تاريخ وحاضر دودة القزّ النحاسية المذهّبة وظهورها بحلّة جميلة في المعرض الثالث للحرير

8 يونيو 2018 / شبكة الصين / افتتح المعرض الثالث للحرير بمناسبة منتدى التعاون الدولي للحزام الاقتصادي على طريق الحرير، حيث وضع السيد خه وي نائب رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني النموذج المقلّد لـ"دودة القزّ النحاسية المذهّبة" بعناية على جانب شعار الإكسبو، وجذب ذلك أنظار الجمهور إلى هذا النموذج الرائع الذي ظهر بحلّة جميلة. 

وتروي لنا دودة القزّ المذهّبة قصصاً رائعةً عن طريق الحرير عبر آلاف السنين.

في ديسمبر عام 1984 عثر الفلاح تان فو تشيوان في بلدة شيتشيوان التابعة لمدينة آنكانغ على دودة القزّ النحاسية المذهّبة عندما كان يغسل أواني في النهر. وطول دودة القزّ 5.6 سنتيمتر، وعرضها 1.9 سنتيمتر وارتفاعها 1.8 سنتيمتر. وتحتوي هذه التحفة الفنية على 9 أجزاء والحرير خارج من فمها، مما يزيدها جمالاً وروعةً. وأجمع كبار الخبراء على أنها تحفة أثرية تعود إلى عصر هان.

وتعتبر دودة القزّ النحاسية المذهبة تمثيلاً هاماً لتاريخ طريق الحرير الذي كان يربط مقاطعة شنشي (تشانغآن في التاريخ القديم) مع كل العالم، وظلت تلفت أنظار الجميع في معرض "المحفوظات القيّمة في تشانغآن – عاصمة طريق الحرير" الذي اُقيم باليابان في عام 1992 ومعرض "ازدهار طريق الحرير – التحف الفنية الباهرة في الصين" الذي اُقيم باليابان في عام 1999.

وفي 14 مايو عام 2017 ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ خطاباً في قمّة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي حيث أكّد أن طريق الحرير كان نقطة انطلاق للتبادل الودي بين الصين والعالم وفتح صفحة جديدة للتقدم الإنساني، مشيراً إلى دودة القزّ النحاسية المذهّبة المحفوظة في متحف شنشي للتاريخ والسفينة الغارقة المكتشفة في إندونيسيا. 

وقد شهدت دودة القزّ الرائعة تطور طريق الحرير كسفير سلام يعزز التبادلات بين الغرب والشرق. ولا نبالغ إذا قلنا إنها خير شاهد على تاريخ طريق الحرير وعلامة عظيمة لتقوية التعاون الاقتصادي والثقافي بين الصين والعالم.

ومن دودة القزّ النحاسية المذهّبة اكتشفنا أن تربية دود القزّ كانت من أهم الفعاليات المنتظمة في جنوبي مقاطعة شنشي في عصر هان. وبحسب "تاريخ بلدة شي تشيوان" فإن صناعة تربية دود القزّ كانت تنمو بازدهار في بلدة شي تشيوان بمدينة آنكانغ وهي من أشهر مصادر الحرير في التاريخ. ولا تلقى منسوجات عصر أسرة هان الغربية رواجاً في الصين فحسب، بل إقبالاً شديداً في آسيا الغربية وأوروبا والدول على امتداد طريق الحرير. لذا نقول دائما إن اكتشاف دودة القزّ النحاسية المذهّبة يعكس نمو وتقدم صناعة تربية دود القزّ في عصر أسرة هان والتجارة الدولية على طريق الحرير. 

أنظار العالم تركز على دودة القزّ النحاسية المذهبة ومتابعة قصص طريق الحرير بروح الإبداع والثقافة

افتتح أحد الأجنحة بالإكسبو الثالث للحرير في قاعة (1-gpcec) باسم "جناح التحف الأثرية بمقاطعة شنشي" الذي يحتوي على كثير من المنتجات الإبداعية بعنوان دودة القزّ النحاسية المذهبة تحت رعاية قسم الصناعة الثقافية بمتحف شنشي للتاريخ، مثل القلادات والأسورة والبروش وغيرها من المستلزمات اليومية التي يفوح منها عبق ثقافي.

وقال موظف في قسم الصناعة الثقافية بمتحف التاريخ بشنشي السيد هوانغ فانغ إن المتحف يستوحي الأفكار الإبداعية من دودة القزّ النحاسية المذهّبة بصفته مؤسسة تجريبية لتطوير منتجات ثقافية إبداعية لمتاحف الصين، ويعمل على تطوير منتجات ثقافية إبداعية تحت عنوان "دودة القزّ النحاسية المذهّبة"، مثل المستلزمات اليومية والمجوهرات والأزياء والمأكولات، وذلك في إطار الثقافة والتاريخ الإقليميين في غربي البلاد. وسوف يبذل المتحف مزيداً من الجهود لاستغلال الموارد ومحافل التبادلات وسبل ترويج المنتجات الثقافية لتوصيل "التحف الاثرية القيّمة" إلى أيدي الجمهور. 

وافتتحت ندوة دودة القزّ النحاسية المذهّبة والانفتاح والتنمية عام 2018 في الإكسبو الثالث للحرير، وعزز ذلك حضور الثقافة والتاريخ وراء هذه القطعة الأثرية وأسهم في إكمال الحزام الاقتصادي على طريق الحرير وإيجاد مزيد من الفرص التجارية الجديدة للبلدة.

تشتهر بلدة شي تشيوان "موطن دود القزّ الذهبية"، إذ كانت بلدةً هامةً لصناعة تربية دود القزّ في شمال غربي الصين. وتشهد هذه الصناعة الآن تطوراً جبّاراً باعتبارها سلاحاً قوياً لمكافحة الفقر، لأن تربية دود القزّ تزيد من دخل المواطنين بسرعة وتعمم التقنيات ذات الصلة بين أسر الفلاحين بمنتهى البساطة وباطراد. وشهدت كل البلدة اكتمالاً في صناعة تربية دود القزّ التي تتكون من حلقات الإنتاج والتوريد والترويج والتصنيع، الأمر الذي يرتقي بمستوى الجدوى الاقتصادية والبيئية. وسوف تتمسك بلدة شي تشوان بفرصة تعظيم روح الحزام والطريق وتكتمل علامة "موطن دود القزّ الذهبية ومصادر طريق الحرير" لتنمية صناعة تربية دود القزّ باستمرار مع استغلال كل المقومات المحلية والموارد الطبيعية وإظهارها في حلّة جديدة وجميلة أمام كل العالم.

وقد أصبح إكسبو الحرير محفلاً تاريخياً لدفع التعاون والتبادلات والتقاسم والمنفعة المشتركة تحت عنوان "الحزام والطريق"، وسوف تؤدي دودة القزّ النحاسية المذهّبة دور السفير في طريق الحرير لتأسيس جسر جديد للتواصل في ظل مواصلة رسالة العصر الجديد وطريق الحرير الجديد والفرص الجديدة.