مقابلة: خبير تجاري كندي: رسوم جمركية "بلا معني" من جانب ترامب تعرض التجارة والاقتصاد العالمي للخطر

فانكوفر 5 يونيو 2018 (شينخوا) قال خبير تجاري كندي يوم الثلاثاء إن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على واردات الصلب والألمنيوم من كندا وحلفاء رئيسيين آخرين هي سياسة "لا معنى لها" يمكن أن تهدد الاستقرار التجاري والاقتصادي العالمي.

وأشار فيرنر أنتويلر الأستاذ المساعد في تخصص السياسة التجارية بجامعة كولومبيا البريطانية إلى أن "أي اقتصادي تتحدث إليه سيقول إن هذه الإجراءات لا معنى لها".

وذكر في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) "أنها لا تعود بالفائدة على الاقتصاد الأمريكي"، مضيفا "إنها ستلحق الضرر بالاقتصاد الأمريكي، وبالطبع ستلحق الضرر بالاقتصادات حول العالم أيضا".

وكانت كندا قد ردت على إدارة ترامب يوم الخميس بالإعلان عن رسوم جمركية انتقامية على ما تصل قيمته إلى 16.6 مليار دولار كندي (12.8 مليار دولار أمريكي) من الصلب والألمنيوم الأمريكي وكذا قائمة متنوعة من المنتجات الأمريكية الأخرى.

وأعلن رئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو ووزيرة الشؤون الخارجية كريستيا فريلاند عن إجراءات مضادة بعدما أكد وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس أن واشنطن ستفرض رسوما جمركية على واردات الصلب والألمنيوم من كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي اعتبارا من أول يونيو.

وأصدرت الحكومة الكندية قائمتين من المنتجات الأمريكية، مقترحة رسوما نسبتها 25 في المائة على القائمة الأولى ورسوما نسبتها 10 في المائة على الثانية. وسيبدأ سريان الإجراءات المضادة اعتبارا من أول يوليو وستظل سارية إلى أن تتراجع الولايات المتحدة.

كما تعتزم كندا الطعن في الرسوم الجمركية الأمريكية بموجب آليات حل النزاعات الخاصة باتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية ومنظمة التجارة العالمية.

وذكر أنتويلر إن قائمة السلع التي تشملها الإجراءات المضادة واختارتها كندا تستهدف الصناعات المتركزة في الولايات الأمريكية التي سيشعر فيها ترامب بأقصى الضغوط الاقتصادية والسياسية.

وأضاف أن "الهدف أصبح التركيز على الصناعات ذات الصلة بشكل خاص في الولايات المراد استهدافها"، مضيفا أن "السيد ترامب وحلفائه الجمهوريين سيشعرون بالألم إذا ما بدأت هذه الإجراءات تلحق الضرر بالاقتصاد في تلك الولايات".

وبالإضافة إلى الصلب والألمنيوم، تشمل القائمة منتجات مثل ورق التواليت وورق اللعب والمراتب وأكياس النوم والقوارب المطاطية والويسكي.

"إذا نظرت إلى الجدول رقم 2، ستجد مصانع تقطير الويسكي، وهي بالطبع أكثر انتشارا في الجزء الجنوبي من البلاد حيث يتمتع ترامب والجمهوريون بتأييد أقوى على نحو خاص"، حسبما أشار أنتويلر.

وقال إنه من غير الواضح، ولكن من الممكن بشكل متزايد -- أن يؤدى هجوم ترامب التجاري ضد كندا إلى حرب تجارية شاملة بين الحليفتين.

وذكر أن "المشكلة تكمن في أن السيد ترامب لا يمكن التنبؤ بأفعاله تماما"، مضيفا "إنه لا يعمل وفقا للقواعد".

وألمح إلى أنه "لا سبيل لتفادى حقيقة أنه عندما يفرض ترامب هذه الإجراءات التجارية، فسوف يلحق الضرر بالعمال الأمريكيين"، مضيفا أنه "في أي حرب تجارية، هناك خاسرون فقط وليس هناك فائزون".

وقال أنتويلر إن التصعيد التالي، إن لم يتم التوصل إلى حل قريبا، فسوف يتمثل في هجوم على قطاع السيارات الكندي، مضيفا أن هذا سيكون سيناريو "كابوسا" سيخلق ألما على جانبي الحدود في صناعة في غاية التكامل بين البلدين.

وأشار إلى أن "ما بدأته الولايات المتحدة يتعارض مع المعاهدات الدولية التي تفاوضنا عليها منذ عقود للمساعدة في تسهيل التجارة الدولية وتحقيق الرخاء في العالم".

وفي تعليقاته الأكثر لفتا للنظر فيما يتعلق بترامب، وصف ترودو الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم الكندية بأنها "غير مقبولة على الإطلاق ".

وذكر رئيس الوزراء في الأسبوع الماضي أن الإجراءات المضادة للتجارة ستلحق الضرر بالعمال وسلاسل التوريد على جانبي الحدود وتعتبر "إهانة للكنديين الذين لقوا حتفهم" إلى جانب الأمريكيين في المعركة.

ومن المقرر أن يلتقى ترامب ترودو وقادة مجموعة السبع الآخرين في مقاطعة كيبيك لحضور قمة سنوية تبدأ يوم الجمعة. وستكون هذه أول زيارة يقوم بها ترامب لكندا منذ بدء فترته الرئاسية.