الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

منظمة شانغهاي للتعاون تستهل مرحلة جديدة بعد توسيع عضويتها

arabic.china.org.cn / 13:39:09 2018-06-04

بقلم يحي مصطفى

4 يونيو 2018 / شبكة الصين / تستهل منظمة شانغهاي للتعاون مرحلة جديدة من مسيرتها الناجحة بعقد أول قمة لها بعد توسيع عضوية المنظمة في يونيو 2017 خلال قمة أستانة في قازاقستان، حيث تم قبول الهند وباكستان كعضوين كاملين. وتمثل الدول الثماني الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون الآن نسبة 60 فى المائة من مساحة أورآسيا، ونصف سكان العالم تقريبا وأكثر من 20 فى المائة من إجمالي الناتج المحلي العالمي. وتشكل هذه القمة الحدثَ الدبلوماسي الكبير الثاني الذي تستضيفه الصين عام 2018 عقب المؤتمر السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي الذي عقد في أبريل الماضي.

ومن المقرر أن يرأس الزعيم الصيني شي جين بينغ القمة الـ18 للمنظمة التي تعقد يومي 9 و10 يونيو الجاري في مدينة تشينغداو الساحلية بمقاطعة شاندونغ شرقي الصين، وسيحضر القمة قادة الدول الأعضاء بالمنظمة والدول المراقبة بالإضافة إلى رؤساء المنظمات الدولية المعنية.

ومن المنتظر أن تولي الصين اهتماماً كبيراً لقضية البيئة خلال هذه القمة مما يعكس اتساعاً وتنوعاً وشمولاً وتحولاً في اهتمامات المنظمة إلى مجالات جديدة. وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد أعلن في 19 مايو الماضي أن بلاده ستخوض معركةً ضد التلوث وستدفع الحضارة البيئية نحو مستوى جديد، وذلك خلال اجتماع وطني لضبط السياسات المتعلقة بحماية البيئة. وأكد الزعيم الصيني أن البلاد ستدفع من أجل التنسيق بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحضارة البيئية وستنقل المزيد من الطاقة لتعزيز الحضارة البيئة وحل المشكلات البيئية مدعومة بالميزات السياسية للقيادة المركزية والموحدة للحزب الشيوعي الصيني والنظام الاشتراكي وكذلك الانجازات المتحققة خلال أربعين عاما من الإصلاح والانفتاح.

وكانت تقارير رسمية صينية قد كشفت في وقت سابق أن الرئيس الصيني شي جين بينغ سيتبادل وجهات النظر بشأن تنمية المنظمة في الحاضر والمستقبل، وبشأن التعاون في كافة المجالات وفق الوضع الجديد، فضلا عن تبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية، مع زعماء الدول الأعضاء السبع والدول المراقبة الأربع إلى جانب رؤساء المنظمات الدولية. وسيُوقع خلال القمة على إعلان تشينغداو فضلا عن مجموعة من الاتفاقيات بشأن التعاون الاقتصادي والأمني والتبادلات الشعبية، مع زعماء البلدان الأعضاء الآخرين.

ومن المتوقع أن يلخص إعلان تشينغداو المقرر إصداره عقب القمة خبرات التنمية على مدى الـ17 عاما الماضية منذ إنشاء المنظمة عام 2001. وبحسب تصريحات لعضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي فإن الإعلان سيحث كافة الأطراف على المضي قدماً بروح شانغهاي القائمة على الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور واحترام التنوع الثقافي والسعي نحو تحقيق التنمية المشتركة. وسيحث الإعلان كافة الأطراف أيضاً على تعزيز التماسك وتفعيل قدرات وتأثير منظمة شانغهاي للتعاون، والتوصل إلى توافق بشأن بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية فضلا عن بناء نمط جديد من العلاقات الدولية يقوم على الاحترام المتبادل والنزاهة والعدالة والتعاون المتبادل النفع، إلى جانب إثراء روح شانغهاي في العصر الجديد، وذلك من أجل تعزيز أساس التنمية المستقبلية للمنظمة.

وعلى هامش القمة، سيقوم كل من الرئيس القرغيزي سورونباي جينبيكوف والرئيس القازاقي نور سلطان نزارباييف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة دولة للصين بدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ. وفي الوقت نفسه، سيقوم الرئيس الإيراني حسن روحاني بزيارة عمل إلى الصين. وسيعقد الزعيم الصيني اجتماعات ثنائية مع زعماء آخرين خلال القمة.

ومنذ تولي الصين الرئاسة الدورية لمنظمة شانغهاي للتعاون في يونيو الماضي من العام الماضي، أقيمت حتى الآن أكثر من 160 فعالية، من بينها مجموعة من الاجتماعات المؤسسية والفعاليات المتعددة الأطراف الهامة. وارتقت الثقة السياسية المتبادلة إلى مستوى جديد، وشهد التنسيق الأمني تقدماً جديداً، وحقق التعاون البراغماتي اختراقات جديدة، وأثمرت التبادلات الشعبية نتائج جديدة.

وتأمل الدبلوماسية الصينية في أن يتم التوصل خلال قمة تشينغداو إلى توافق جديد وإلى صياغة إجراءات جديدة ورسم خطة جديدة لتعزيز التنمية. وسترسل القمة رسالة واضحة بشأن قضايا تحسين الحوكمة العالمية وتدعيم النظام التجاري التعددي. وستدعم القمة رؤيةً جديدة للتنمية الابتكارية والمنسقة والخضراء والمفتوحة متاحة للجميع وستناضل من أجل تهيئة بيئة تنمية ملائمة للبلدان الأعضاء في المنظمة.

وستركز القمة على مكافحة الإرهاب والتطرف والانفصالية، إلى جانب تجارة المخدرات وجرائم الإنترنت. وسيقوم الزعماء خلال القمة أيضا بتحليل الوضع الأمني على المستويين الإقليمي والعالمي واستكشاف إجراءات محددة لتعزيز التعاون الأمني فضلا عن مراجعة عدة وثائق تعاون.

وستضع قمة تشينغداو خططاً جديدة لتعزيز الربط بين استراتيجيات التنمية في البلدان الأعضاء، خاصة تعزيز بناء مبادرة الحزام والطريق، من أجل الارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادي الإقليمي.

وسيجعل الإعداد والتحضير غير المسبوقين من هذه القمة حدثاً استثنائياً في تاريخ قمم المنظمة، ويسود اعتقادٌ واسع الأوساطَ الدبلوماسية بأن قمة تشينغداو ستصبح معلماً جديداً في تنمية منظمة شانغهاي للتعاون.

وتجدر الإشارة إلى أن منظمة شانغهاي للتعاون مرت بعملية تطور غير عادية حتى أصبحت منظمة إقليمية شاملة ذات تأثير واسع في عام 2001. وكانت سابقتها"مجموعة شانغهاي الخماسية "قد تأسست في 26 أبريل 1996 بشانغهاي من الصين، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وروسيا، وطاجيكستان. وفي 15 يونيو 2001 تأسست منظمة شانغهاي للتعاون لتحل محل "مجموعة شانغهاي الخماسية" بضم أوزبكستان إلى الدول الخمس. وقد توسعت من منظمة تركز على التعاون في مجال الأمن والاستقرار الإقليميين إلى منصة مخصصة للتعاون المكثف فى السياسة والاقتصاد والأمن والتبادلات بين الشعوب والاتصالات الخارجية وإقامة آليات.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号