%55 مساهمة الاقتصاد الرقمي في نمو الناتج المحلي الإجمالي بالصين

22 مايو 2018 / شبكة الصين / جذبت تنمية الاقتصاد الرقمي في الصين أنظار العالم، وقال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإندونيسي روديأندارا مؤخرا إن أداء الصين الممتاز في تنمية الاقتصاد الرقمي لفت انتباه العالم، معبرا عن تطلعاته إلى تعزيز التعاون مع الصين في مجال الاقتصاد الرقمي.

وأشار مدير مركز السياسة والاقتصاد لمعهد الصين للمعلومات والاتصالات لو تشن تسونغ، إلى أن الاقتصاد الرقمي قد أصبح قوة محركة جوهرية لدفع النمو الاقتصادي في السنوات الأخيرة، وبلغت نسبة مساهمات الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي العام الماضي نحو 55%، الأمر الذي اقترب من مستوى بعض الدول المتقدمة وحتى تجاوزه.

وبحسب تقييم المعهد، وصل إجمالي حجم الاقتصاد الرقمي في الصين عام 2017 إلى 27.2 تريليون يوان صيني، بزيادة نسبتها 20.3% مقارنة بعام 2016. ويمثل هذا الرقم 32.9% من إجمالي الناتج المحلي الصيني. ومع الدفع الشامل لتهيئة البيئة الخاصة بتطوير المعلوماتية، سيحقق الاقتصاد الرقمي الصيني تنمية مستمرة.

أما الأكاديمي في الأكاديمية الصينية للعلوم ونائب رئيس معهد بكين للتكنولوجيا مي هونغ، فقال "إن تكنولوجيا المعلومات التي اتخذت شبكة الإنترنت محورها قد اخترقت بعمق في النظام الاقتصادي القائم، ويجرى بناء 'الصين الرقمية' وإنشاء اقتصاد رقمي في الوقت المناسب".

وفي الوقت الحالي، يعد توجيه السياسات الإيجابية من القوى المحركة للتطور السريع للاقتصاد الرقمي في الصين. وقال لو تشن تسونغ، إن جميع مناط الصين واصلت تعزيز قوة دعمها للاقتصاد الرقمي، حيث أصدرت الصين "خريطة الاستراتيجية الوطنية لتطوير المعلوماتية" و"الخطة الخمسية الثالثة عشرة لتطوير المعلوماتية الوطنية"، ودفعت تطبيق سلسلة من التدابير الهامة التي تشمل زيادة سرعة الإنترنت وتخفيض أسعار الخدمة وتطوير البيانات الكبيرة والاقتصاد التشاركي والإنترنت الصناعي والاستهلاك المعلوماتي.

وأما القوة المحركة الأخرى، فهي تحسن البنية التحتية ورفع قدرات الدعم السيبراني بصورة كبيرة. وقد واصلت الصين دعم عملية تعميم شبكة الإنترنت ذات النقاط العريضة من جهة، حيث شهد عدد الأسر المستخدمة لشبكة الإنترنت ذات النقاط العريضة التي وفرتها ثلاث شركات اتصالات صينية كبيرة عام 2017، زيادة سنوية قدرها 51.33 مليون أسرة لتسجل نحو 348.54 مليون أسرة. بينما وصل عدد مستخدمي شبكات الجيل الرابع إلى 997 مليون نسمة بزيادة سنوية قدرها 227 مليون نسمة.

ومن جهة أخرى، انتشرت خدمات الاتصالات العمومية بشكل ملحوظ، وحققت مشاريع مساعدة الفقراء من حيث شبكة الإنترنت إنجازات ملموسة، حيث تم الانتهاء من مهمة توصيل الألياف البصرية في 32 قرية إدارية عام 2017، وبلغ عدد الأسر المستخدمة لشبكة الإنترنت ذات النقاط العريضة في المناطق الريفية 9377 أسرة بزيادة 25.8% مقارنة بعام 2016.

وأصبح جيل جديد من تكنولوجيا شبكات المعلومات تربة جديدة لدفع تنمية الاقتصاد الرقمي، حيث تجري أعمال البحث والتطوير والاختبار لشبكات الجيل الخامس بصورة سريعة، وقد صدرت قائمة أولية لمواصفات المرحلة الثالثة من اختبار شبكة الجيل الخامس، مما دفع تشكل المعايير العالمية الموحدة لشبكة الجيل الخامس. كما تمت ترقية مستوى شبكة الإنترنت وتسريع سرعتها بصورة شاملة ضمن بروتوكول الإنترنت الإصدار السادس (آي بي في 6) للإسراع في بناء جيل ذكي من شبكة الإنترنت يتمتع بفعالية عالية وانتشار واسع وتغطية شاملة.

وحتى ديسمبر 2017، شهد عدد عناوين "آي بي في 6" للصين زيادة سنوية 10.6%، وقال رئيس مجلس الإدارة لشركة "تشاينا موبايل" شانغ بينغ إن الجيل الجديد من البنية التحتية المعلوماتية سيعمق ترسيخ أساس سبراني لبناء صين رقمية.

ولفت إدراج منصة البث المباشر الصينية "هويا" في بورصة نيويورك (11 مايو 2018) أنظار الكثيرين، وأصبح قطاع البحث المباشر جزءا هاما للاقتصاد الرقمي، وأولى العالم اهتماما كبيرا به خلال هذه السنوات، وشكل مع الدفع الإلكتروني والاقتصاد التشاركي وسلسلة الكتل تجربة الصين ونموذجها الفريدين.

وحول الاقتصاد التشاركي، قال مدير قسم التكنولوجيا الفائقة للجنة الوطنية الصينية للتنمية والإصلاح رن تشي وو، إن الاقتصاد التشاركي أصبح ميزة رائعة لتنمية الصين الابتكارية ولعب دورا هاما في دفع عجلة الإصلاح الهيكلي لجانب العرض والتنمية الاقتصادية عبر تحويل نمطها.

وبالإضافة إلى ذلك، وفرت القوى الخارجية مزيدا من الفرص للشركات الصينية لتحقيق نجاح الاقتصاد الرقمي والتقاسم العالمي، فمثلا، أعلنت وزارة التجارة الدولية البريطانية بالتعاون مع شركة تينسنت الصينية عن سلسلة من خطوط التعاون، حيث سيعمل الجانبان على التكامل والاستفادة من مزاياهما لدفع الصناعات الإبداعية والتنمية الثقافية العالمية.

وانتشرت "التجربة الصينية" و"النموذج الصيني" في جميع أنحاء العالم، وأطلقت الصين مبادرة "التنمية والتعاون في الاقتصاد الرقمي" بين دول مجموعة العشرين ومبادرة "التعاون الاقتصادي الرقمي في إطار مبادرة الحزام والطريق". وفي الوقت الحالي، تشارك المؤسسات الصينية المعنية بقطاع الإنترنت والمعلوماتية بنشاط في بناء البنية التحتية للمعلومات في أكثر من 170 دولة، وقدمت الخدمات المعلوماتية لأكثر من 30 دولة ومنطقة مطلع على مبادرة الحزام والطريق.