تقرير إخباري: الفلسطينيون ينددون بتدشين واشنطن سفارتها في القدس

رام الله 14 مايو 2018 (شينخوا) ندد الفلسطينيون بتدشين الولايات المتحدة الأمريكية سفارتها في مدينة القدس، اليوم (الاثنين)، مؤكدين أن الخطوة "لن تخلق حقا أو تنشئ التزاما" ولا يمكنها تقرير مصير المدينة المقدسة.

وأقيم بعد ظهر اليوم حفل لتدشين نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، بناء على إعلان الرئيس دونالد ترامب المدينة عاصمة لإسرائيل في السادس من ديسمبر الماضي.

وشارك في المراسم وفد أمريكي رسمي مكون من 250 شخصا بينهم جون سوليفان نائب وزير الخارجية، وابنة الرئيس الأمريكي إيفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنر، وعشرات من أعضاء الكونجرس، فيما تحدث ترامب عبر تسجيل فيديو.

كما حضر التدشين بحسب وسائل إعلام أسرائيلية، 30 سفيرا معتمدا لدى إسرائيل بينهم 3 من دول الاتحاد الأوروبي من أصل 86 سفيرا أجنبيا وجهت لهم الدعوة للمشاركة في المراسم.

وذكرت وسائل الإعلام، أن نحو ألفي عنصر من قوى الأمن الإسرائيلية يشاركون في تأمين مراسم افتتاح السفارة في حي (أرونا) جنوب القدس.

وتنديدا بالخطوة، تظاهر عشرات الفلسطينيين في المدينة المقدسة قبالة المقر الجديد للسفارة إلا أن الشرطة الإسرائيلية قامت بـ"قمعهم" و"الإعتداء" عليهم، بحسب ما أفادت مصادر فلسطينية وكالة أنباء ((شينخوا)).

ورفع المشاركون في التظاهرة التي ضمت أعضاء عربا في الكنيست الإسرائيلي، الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها (القدس عربية فلسطينية إسلامية مسيحية)، (لا لنقل السفارة).

وقال فضل طهبوب أحد المشاركين في التظاهرة، إن "الشرطة الإسرائيلية اعتدت علينا ومنعتنا من التظاهر والتعبير عن رأينا وهذا موقف اسرائيل فاشي وعدائي".

وأضاف طهبوب لـ ((شينخوا))، أن "كل ما يجري في مدينة القدس من افتتاح سفارة وإجراءات هو شكلي وأن القدس ستبقى فلسطينية وعربية وإسلامية ولن نتنازل عنها".

وفي الضفة الغربية تظاهر مئات الفلسطينيين في شوارع رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم وأريحا، ومن ثم توجهوا إلى مناطق التماس مع الجيش الإسرائيلي حيث اندلعت مواجهات بين الجانبين ما أدى إلى إصابة العشرات بالاختناق.

ورفع المشاركون في المظاهرات التي دعت لها القوى الوطنية والإسلامية، الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء بالإضافة الى مفاتيح خشبية ترمز للعودة إلى ديارهم التي هجروا منها.

كما أطلق المتظاهرين هتافات منددة بالقرار الأمريكية وأخرى تهاجم ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويتزامن تدشين نقل السفارة الأمريكية مع احتفال إسرائيل بالذكرى السنوية السبعين لقيامها وهو ما يطلق عليه الفلسطينيون ذكرى يوم (النكبة) الفلسطينية.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله في بيان، "لا يمكن لأية قرارات أو ممارسات عنصرية أن تمحو الشعب الفلسطيني أو تقتلعه أو تسقط حقوقه التاريخية من ذاكرته أو من الوعي العالمي".

واعتبر الحمد الله، "قرارات الإدارة الأمريكية شجعت إسرائيل على الاستمرار في تكريس احتلالها للأرض وفي توسيعها الاستيطاني، وفي فرض مخططات تهجير واقتلاع الشعب الفلسطيني".

ودعا الحمد الله "الأسرة الدولية لإنصاف الشعب الفلسطيني وإعمال حقوقه الراسخة في العودة وتقرير المصير والعيش بحرية وكرامة في دولته المستقلة وعاصمتها القدس".

بدوره اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أن نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس "دفن لعملية السلام ومبدأ الدولتين على حدود عام 1967".

وقال عريقات لإذاعة ((صوت فلسطين)) الرسمية، إن "نقل واشنطن سفارتها إلى القدس لا يمكن أن يقرر مصيرها ولن يخلق حقا أو ينشئ التزاما، والقرار الأمريكي سيبقى معزولا ولن يتبعه العالم".

وأضاف أن "الادارة الأمريكية ضربت عرض الحائط بالقانون الدولي وقررت أن تجر المنطقة حدودا وشعوبا إلى أتون التطرف والعنف واراقة الدماء".

وأكد عريقات أن "الشعب الفلسطيني صامد على أرضه ولن يكون هناك سلام لأحد ما لم يكن للفلسطينيين عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية وحل كافة قضايا الوضع النهائي".

من جهتها اعتبرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، "افتتاح السفارة الأمريكية نكبة جديدة تحل بالشعب الفلسطيني والعدالة الأممية والشرعية الدولية".

وطالبت عشراوي في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، "الولايات المتحدة الأمريكية بوقف قراراتها وممارساتها الاستفزازية وغير القانونية والتعامل بعدالة مع القضية الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية".

ودعت "دول العالم التي تحترم القانون الدولي والعدالة الأممية والقيم والمبادئ الإنسانية الى عدم المشاركة في جريمة افتتاح السفارة الامريكية في القدس والوقوف في وجه هذا الإجراء المنافي لجميع القوانين والقرارات الدولية والإنسانية الدولية".

وفي السياق اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) محمد اشتية، ان "نقل السفارة بالتزامن مع ذكرى النكبة، "إمعان في الظلم التاريخي الواقع على الفلسطينيين واستمرار في تحدي القوانين والمواثيق الدولية".

وقال اشتية في بيان، إن "سياسات إسرائيل المدعومة من قبل الإدارة الأمريكية لن تطمس الحق الفلسطيني وروايته، بل ستعيد المسألة الفلسطينية الى نشأتها، وحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة".

وفي الإطار وصفت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، نقل السفارة بمثابة "إعلان حرب على الشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه الفلسطيني وأرضه".

وقالت الجبهة في بيان، إن "نقل السفارة يعطي ضوءا أخضر لإسرائيل في نهب الأرض وتوسيع الاستيطان وتهويد القدس وطمس معالمها الفلسطينية والعربية وتهجير سكانها ومصادرة ممتلكاتهم بذرائع قانونية مزيفة".

ودعت الجبهة في بيان لها، "السلطة الفلسطينية إلى إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، بالإضافة إلى الانضمام إلى المؤسسات الدولية بما فيها احالة المسؤولين الإسرائيليين إلى المحكمة الجنائية الدولية".

كما قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إن "ترامب الذي ينقل سفارة بلاده دون أي رادع هو المسؤول عن معاناة الشعب الفلسطيني ودمائه التي تسيل".

وأكدت الحركة في بيان، أن "مصير القدس لا يحدده ترامب ولا نتنياهو، ولا المهزومون، إنما أبناء الشعب الفلسطيني الذين يخرجون رفضا للحصار والمؤمرات".

ومن المقرر أن تعقد القيادة الفلسطينية اجتماعا مساء اليوم برئاسة الرئيس محمود عباس في مدينة رام الله في الضفة الغربية لبحث اتخاذ خطوات وإجراءات ردا على الخطوة الأمريكية.

وكان مصدر فلسطيني أبلغ وكالة أنباء ((شينخوا)) في وقت سابق، أن عباس سيوقع الانضمام لمزيد من المنظمات الدولية وإحالة ملفات للمحكمة الجنائية الدولية.

ويريد الفلسطينيون إعلان الجزء الشرقي من مدينة القدس عاصمة لدولتهم العتيدة، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها، علما أنها احتلت الجزء الشرقي من المدينة المقدسة عام 1967 ولم يعترف المجتمع الدولي بذلك.

والقدس واحدة من قضايا الوضع النهائي للمفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل والمتوقفة منذ عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود.