تحقيق: العراقيون ينشدون التغيير والإصلاح في الانتخابات البرلمانية

بغداد 12 مايو 2018 (شينخوا) في منطقة الصالحية وسط العاصمة العراقية بغداد، كان السبعيني كامل خضر، أول الحاضرين إلى مركز الاقتراع في ثانوية عمر المختار للإدلاء بصوته في الانتخابات البرلمانية من أجل التغيير السياسي والإصلاح ومحاربة الفساد.

وتوجه العراقيون في الساعة (07:00) صباحا بالتوقيت المحلي (04:00 بتوقيت جرينتش) إلى مراكز الاقتراع في عموم محافظات البلاد للمشاركة في أول انتخابات برلمانية في العراق بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.

ودعي 24,3 مليون عراقي للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات في 8959 مركز اقتراع تضم 55232 لجنة انتخابية، حسب ما أعلنت مفوضية الانتخابات العراقية.

وعلى غرار خضر ينشد العراقيون التغيير وتحسين أوضاع العراق على كافة الأصعدة والقضاء على الفساد وتصحيح أخطاء الماضي.

ويقول خضر، وهو رجل أمي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "استيقظت في الساعة السادسة صباحا وحضرت إلى مركز الاقتراع للمشاركة في الانتخابات لأن ذلك واجب وطني".

ويتابع المسن العراقي، الذي ارتدى دشداشة بيضاء (لباس تقليدي في العراق) "آمل في تحسين الظروف الحالية نحو الأحسن" في العراق.

ويضيف خضر أنه "يأمل بأن تؤدي الانتخابات البرلمانية إلى إحداث تغيير جيد وتوفير فرص العمل للشباب العاطلين وتحسين الخدمات".

وفي مركز الاقتراع الخاضع لتأمين عشرات من رجال الشرطة، أدلى حميد الموسوي، وهو كاتب صحفي عراقي بصوته "برجاء التغيير".

ويقول الموسوي "مع شجبنا ورفضنا لكافة عمليات الفساد، التي صاحبت عملية التغيير الديمقراطي في العراق، ومع لعننا ومقتنا لكل الفاسدين (..) ورفضنا لترشحهم في الانتخابات، جئنا برجاء التغيير".

ويضيف الموسوي أن "الديمقراطيات العالمية لم تصل إلى مرحلة النضوج إلا بعد تلكؤات وفساد، ومن هذا المنطلق ندعو جميع العراقيين للمشاركة في الانتخابات بغية الوصول إلى النضوج ومحاربة الفاسدين".

ويتنافس في هذه الانتخابات الرابعة منذ الإطاحة بنظام صدام حسين، 7376 مرشحا يمثلون 320 حزبا وائتلافا وقائمة للفوز ب329 مقعدا هي إجمالي مقاعد مجلس النواب العراقي.

وتصدرت قضيتا محاربة الفساد والإصلاح السياسي برامج القوى السياسية في العراق في مسعى لكسب تأييد الناخبين.

وفي الرابع من مايو الجاري دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني، خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء جنوب بغداد، إلى ضرورة تجنب انتخاب الفاسدين وعدم السماح بعودتهم بأي شكل من الأشكال.

واعتبر صالح المطلك نائب رئيس الوزراء العراقي السابق القيادي في القائمة الوطنية، والشخصية السنية البارزة، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) بمكتبه بالمنطقة الخضراء وسط بغداد أمس الجمعة أن "هذه الانتخابات ستكون مفصلية في تاريخ العراق في حال تمكن الشارع العراقي من التخلص من الطبقة الفاسدة".

ويعتبر تخليص العراق من الفساد "حقا" بالنسبة للعراقي مصطفى ابوسارة، قطع من أجل ممارسته عدة كيلومترات سيرا على الأقدام بسبب حظر التجوال المفروض على السيارات من قبل قوات الأمن.

ويقول ابوسارة، وهو من سكان حي القاهرة شمال شرقي بغداد، في أثناء توجهه سيرا على الأقدام إلى مركز الاقتراع بمنطقة الحارثية في الجانب الغربي من بغداد، "أريد أن أمارس حقي في جلد الفاسدين وتخليص العراق منهم".

ويضيف "الأحزاب الدينية التي تسيطر على دفة الحكم منذ 15 سنة لم تفعل أي شيء للشعب العراقي، بل بالعكس تراجع العراق للوراء بسبب الفساد والطائفية ولم نشهد أية تنمية أو تطور خلال فترة حكمها".

وأردف ابوسارة "قطعت هذه المسافة الطويلة للتصويت، أملا بإقامة دولة مدنية، دولة مواطنة حقيقية تعمل من أجل الشعب بكل أطيافه".

وتابع "نريد تغيير الفاسدين بأشخاص نزيهين يعملون من أجل العراق لا لمصلحة أحزابهم وطوائفهم".

وفي حي المنصور غربي بغداد، كانت أم غسان، وهي امرأة طاعنة بالسن تتوكأ على عكاز وإحدى بناتها للوصول إلى مركز الرسالة الانتخابي "من أجل العراق".

وتقول أم غسان، وهي مدرسة متقاعدة ل(شينخوا) "خرجت من أجل العراق، العراق بلدي ويستحق منا كل شيء، خرجت من أجل الإصلاح والتغيير".

وتضيف "أريد الأمان لأحفادي، أريد محاسبة من ضيعوا ثروات البلد ورهنوا مستقبله (..) نريد أن نعيش بسلام وأمان وأن نستفيد من ثروات بلدنا الغني".

وتتابع "كلي أمل في تغيير الوضع الحالي، وأنا على ثقة من ذلك".

وتعزو المرأة العجوز ثقتها في التغيير، إلى غياب الطائفية وعودة الأمن، قائلة "في الانتخابات السابقة كان الصوت الطائفي واضحا في الشارع العراقي، أما في هذه الانتخابات، الصوت الطائفي قل بشكل كبير أو انعدم، والأمن جيد جدا بعد القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، وبدأت المظاهر المدنية تعود إلى طبيعتها والحياة في تطور".